23 ديسمبر، 2024 7:29 ص

حقيقة الأسلام الغائبة … الحلقة الثامنة عشر

حقيقة الأسلام الغائبة … الحلقة الثامنة عشر

ما جزاء من يكذب على الله من المسئولين…بالبسملة…؟
ايها المسئولون العراقيون ، لا تنطقوا بأسم الله في بداية حديثكم في كل يوم ،لأن الله لا يبرىء من نطق بأسمه باطلاَ. انا لا أقصد بمنع الناس من ذكر الله في مقدمة كل حديث ، بل اقصد ان من يتلفظ هذه الكلمة المقدسة هوالذي يؤمن بها ، لأنها كلمة تدعو للتهذيب الخُلقي لذا وضعت في أول السور القرآنية تقديساً وتكريماً للذكر الحكيم ،فلو كانوا مؤمنين بها ما أنهار الوطن ، وتفككت عُراهً، وأحتلته الدواعش الهمج ،وما جاعت الناس وتشرذمت ..وما سادَ الظلم وعَم البلاء بين المواطنين…؟ .
وهم في النعيم والغنى والكراسي الحمراء مترفون…
في ذكرِ اسم الله أمر كبير ، فلا يجوز النطق بأسمه تعالى بأستهانة ، أو عدم مبالاة ، أو أتخاذ اسمه غطاءً للتمويه والأفتراء واللا صدق ، كما عند غالبية المسئولين العراقيين الذين تحدوا الحق وأنغمسوا في الباطل دون خوف او وجل من الله العلي القدير .. ان من يضع هذا النص المقدس قانونا في حكمه عليه ان يحترمه في التطبيق.
2
لكثرة ما يُنطق بالكلمة من المسئولين الذين انت تعرفهم اخي المواطن من الخارجين على القانون وسراق المال العام والفاسدين والمفسدين،والكل يدعي الحقيقة باسم الله ،حتى اصبحنا لاتدري من تصدق وكيف نميز بين الكاذبين من الصادقين لتداخلهما معاً.
لقد صار اسم الله عندهم مجرد غطاء لسترِ عيوبهم وتمرير أكاذيبهم وخياناتهم،حين فقدت آية القسم في التثبيت عندهم -( وبعهد الله آوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون،الانعام 152) – معناها وفقدت الغاية التي من أجلها وجد القسم.، لهذه الآية عقوبة صارمة في الاسلام ، هي عقوبة حنث اليمين،لذا كانت عقوبة جزائية قبل ان تكون عقوبة أدارية أو مالية. لأن اليمين عهد بين الله والانسان ،لا بين أنسان وأنسان أخر،فحنث اليمين يترك عليه عقوبات لاحقة لو طبق عليه القانون. وتتحمل الرئاسات الثلاث مسئولية حنث اليمين امام الله والناس.
والا كيف يحلف الرئيس والرئيس والرئيس والوزير والنائب والقاضي والمستشار والسفير باسم الله الرحمن الرحيم،ويعترف بعظمة لسانه انه سارق لأموال الناس بقوة القانون ، وهو الذي اقسم على الامانة وحفظ الثوابت الوطنية ومفردات الدين؟.فهل مثل هؤلاء يستحقون تمثيل المواطنين امام القانون. لذا غلبت عليهم صفة التغليس ونزع الحياء امام الله والمواطنين فصمتوا صمت القبور ،حتى أنطبقت عليهم كلمة اذا كنت لا تستحي فأفعل ما شئت .
3
ألم نشاهد أخي المواطن ما حصل في المقابلة الصحفية للمالكي حين اعترف بفشل الدولة والتقصيرولم يحمل نفسه حنث اليمين، والعبادي حين قال :ان المسئولين وصلوا الى قناعة العيش الرغيد ،فمن غير الممكن التنازل عنه، ولم يتخذ اجراء القانون ضد من يراه فاسداَ، وحنان الفتلاوي عندما اعترفت بتقسيم الكعكة (المال العام ) بينهم وكل منهم اخذ حصته منها واستراح ، ولم تستحِ وتستقيل ، وحيدر الملا الذي قال في التلفزيون علنا:” كلنا دبرنا امورنا في الخارج ولا يهمنا بعد محاسبة كل العراقيين”، ومشعان الجبوري الذي قال على الشاشة أمام الملأ والاعتراف سيد الأدلة :” اقسم بالله العظيم كلنا سرقنا دون استثناء ولم يتخذ بحقة اجراء قانوني بالمطلق ولازال يمثل الناس في البرلمان امام القانون “،وغيرهم كثير. كلهم رأيتهم بعيني وسمعتهم بأذني ما يقولون ..؟
فهل من يكذب على القسم من حقه ان يقسم به لتغطية مخالفته للقانون ويبقى في منصبه بعد حنث اليمين ؟ فأين قيمة القسم لمن اقسم به امام الله والناس والقانون ؟ أنظر سورة البلد..؟ ان هم يعتقدون بالله والدين والقانون ؟ أم انهم اقسموا باللاة والعزى وهًبل ،فلم لا يحاسبون ،اذن لماذا الله يوعدنا بجهنم ان خالفنا النص في القانون ؟ ..؟هل يستحقون هؤلاء تمثيل الناس امام القانون ؟
أحب ان يعرف القارىء الكريم :ان التلفظ بالقسم ليس للتسلية ،ولا لسد الفراغ في جمل الكلام ،,انما لتثبيت الاعتقاد به من عدمه في
4
التصديق والتكذيب،فالصدق أمانة والكذب خيانة في دستور رب العالمين .
القسم ليس جديدا عند العرب والمسلمين ،فقد كان اليونان والرومان هم اول من ابتكروه في القسم الطبي ووضعوا له الشروط القاسية لمن يحنثه وطبقوه على الأطباء والمسئولين ، كي لا يبيحوا باسرار مرضاهم وما يتعلق بحياتهم الاجتماعية لأن اختراقها هو أختراق لحرية وحقوق الأنسان.
من هنا شارع القسم بين الشعوب واصبح علامة سؤال حول صدق المقولة المطروحة :” الذين يقسمون كثيرا، يكذبون كثيرا”،فالقسم يشكل واجهة الدفاع عن صاحبه. وخلاصة القول ان اسم الله أسم مقدس،فالانتماء له يقضي المحافظة على قدسيته بصدق شهادتنا له فعلا وعملا.
فهل يعي من يرددونه كل يوم من المسئولين في التلفزيون وعلى الخالي والمليان حتى لو سئلوا في أي سؤال لكي ُيصدقون..؟ فهل لنا من منطق جديد لمعتقد نعتقد انه ثابت وجديد…؟أم ان اسم الله اصبح عندهم لهوٍ ولعبٍ .
أعتقد ان قانون القسم أمر ضروري لمن أعتلى منصبأ سياديا لردع النفس الانسانية عن هواها،لكن ثبت بالدليل ان القسم لا مكانة له في
5
نفوس من يؤدونه دون ايمان به وبخالقه أكيد . فالدين هو الاخلاق وليس القسم ،وهؤلاء الحاكمون لا يعتقدون بدين ولا من جاء بالدين
. فالقسم لا يثبت الا عند الصادقين، وهم في غالبيتهم من الكاذبين الذين لاذمة لهم ولا اخلاق ولا ضمير ، بعد ان اوصلوا الوطن ليكون مضحكة للاخرين.،ورغم ان الحقيقة الدينية تتغير وتتطور وليست مطلقة ومنقوشة على حجر.لذا فالقسم يبقى يتعايش مع الزمن للمخلصين .
كل الأنبياء الصالحين ويقف محمد(ص) على رأسهم كان يقسم بالله وأقسمَ به يوم الحديبية امام الناس ليؤكد مفعوله عند المؤمنين.
ان المعايير الأنسانية هي التي تحدد قيمة القسم عند من يؤديه، وسبعة من هذه المعايير، تُفسد الانسان والقسم معاً وهي:
سياسة بلا مبادىء ، ومعرفة بلا قيم ، وعِلمٍُ بلا انسانية ، وعقيدة بلا تضحية ، وثروة بلا عمل ، ومتعة بلا ضمير. فهل من اقسموا على الوفاء لتحرير الوطن من الظلم ، وصيانة المال العام من السرقة، والمحافظة على الثوابت الوطنية ، واحلال المساواة بين المواطنين امام الله يؤدون الوفاء اليوم …حقاً للوطن والجماهير ؟
أسئلوهم ليُجيبون ..؟
6
نحن محتارون معهم في التقييم ،فهمنا اصبح كبيرا ومعقدا وأكبر من كبير، حتى أصبح بعض المواطنين يتعايشون معهم في الاعتقاد والتفكير، فكيف السبيل الى جمع عناصر القوة والثقة بما نقول ونعمل لنتخلص من الآنا وعوامل الضعف والأفتراء على اسم الله…بلا قسم ونحن صادقون ….؟
هذا هو السؤال..؟
يقول الحق :” ان الذين يكتمونَ ما أنزلنا من البيناتِ والُهدى من بعدِ ما بيناهُ للناسِ في الكتابِ أولئكَ يلعنَهم اللهُ ويلعنهم اللاعنون، البقرة 159″.
وليكن في علم المسئول والمواطن معاً،ان العملية السياسية الحالية لن تخرج من محنتها الرهيبة اليوم لأنها خرجت على الميثاق وحقوق الناس والدين.ومن يخرج على المواثيق لابد ان يلاقي ما كتبه الله على المعتدين ..؟ (وبعهد الله آوفوا ).
لقد حان الوقت للتخلي عن التعصب ، والمحاصصة ،والسرقة،والطائفية البغيضة،والاعتماد على المجاورين،ففي العراق رجال وعلم وآدب. أعترفوا ان الحقيقة الدينية تتغير وتتطور وليست مطلقة ومنقوشة على حجر.كل الدول صنعت مستقبلها بالقانون الا أنتم ،فلا احد احسن من احد،كل المواطنين لهم حق السيادة والقيادة بعد ان سقط الصنم..؟ فعلام الاصرار على الخطأ…؟
[email protected]