19 ديسمبر، 2024 11:49 م

حقبة البعث الدموي السوداء

حقبة البعث الدموي السوداء

لو تتبعنا واستذكرنا جيدا سنين حكم حزب البعث الدموي الاجرامي واجهزته القمعيه والتي تسلط بها على رقاب الابرياء من ابناء الشعب العراقي للاحظنا وبكل وضوح ان هذا الحزب وازلامه قد تفنن في اساليب التعذيب والقتل ضد المواطنين العزل والابرياء حيث لم تكن هنالك اي وسيلة اجرامية او قمعيه الا واتبعها وطبقها عمليا على ضحاياه من ابناء الشعب العراقي وبكل اطيافه ولم يسلم من جوره وقساوة ازلامه ووحشيتهم احد مهما كان عرقه او دينه فلا زالت ذاكرتنا تحدوا بنا الى مقراته الحزبيه والامنية والاستخباراتية ومقرات ما يسمى بفدائيو صدام المجرم ومكاتب اصدام كامل وغيرها من مقرات الجور والظلم والاهانة والوحشية فلا زالت زنازينه الاجرامية في سجن ابو غريب والرضوانية وحاكمية المخابرات والامن العام والتي يقضي الانسان حياته فيها واقفا على قدميه وتكالب سياط الجلادين عليه .

تنوعت اساليب القمع الصدامي ضد السجناء والمعتقلين السياسيين فمنها استخدام التعذيب بواسطة التيار الكهربائي والتمثيل باجساد السجناء واستخدام مواد سامة من قبيل التيزاب وغيره او قطع اعضاء الجسد والتلذذ بها او عرض مواد لا اخلاقية على السجين او استغلال اعراض الناس والضغط عليهم وهم يقبعون في زنازين وطوامير وضلم السجون العفلقية الظالمة والتي انشأ عددا منها تحت سطح الارض فلا يعرف الليل فيها من النهار ناهيك عن سوء التغذية التي تعمد ازلام النظام البعثي الدموي تقديمها الى المساجين باوامر من اسيادهم .
واما ما فعله فدائيو صدام الانذال من جرائم تهز الضمائر والانسانية فهي افعال كارثيه وصلت بهم الى قطع ألسن الناس الابرياء على مرأى ومسمع المتجمهرين والمصفقين او القائهم من اعلى البنايات الشاهقه وبعضهم تكسرت اعضاء جسده اذا حالفه الحظ في التقاط انفاسه من جديد .
كان لازلام البعث الدموي صولة شيطانية قذرة ضد الشعب العراقي وخاصة في شمال وجنوب العراق ففي الجنوب كانت عمليات تنشيف الاهوار وقتل وتدمير الانسان والحياة طبيعية جزء من عمليات البعث الدموي واقدم مرتزقه الطاغية هدام على دفن ابطال جنوب العراق والفرات الاوسط وبعد الانتفاضة الشعبانية المباركة عام ١٩٩١ ضد نظام البعث الكافر على دفن ابناء وطننا الابرياء احياء في مقابر جماعية توزعت على تراب العراق الجريح .
شمال العراق كان له الحصه الاخرى في توزيع ادوار القمع الصدامي الدموي ولا يقل قيمه او حجم من حجم الطغيان والحقد فمن ضرب المدن الشمالية بالكيمياوي السام الى اجتياح المدن الشمالية بجيش ولائه للحاكم الطاغية عديم الرحمه والشفقه .
لا يستطيع اي انسان عاقل وعادل ان يتناسى ما فعله حزب البعث الدموي ضد ابناء الشعب العراقي فقصص ما وراء القضبان والتي سجلها التاريخ بلوعه وحزن والم شاهد حي والمقابر الجماعية والسجون والمعتقلات وقتل المفكرين والعلماء وابادة عوائل علمائية عن بكرة ابيها هي صورة واضحة وجليه لما كان يعيشه ابناء الشعب العراقي من محنه وظلم وجور .
ان الاصوات العفنه لايتام النظام البعثي ومحبيه ومواليه والتي تشحذ الهمم ليلا ونهارا للنيل من المطاهدين والشهداء والسجناء السياسيين ماهي الا خطط شيطانية لاعادة تدوير البعث الدموي بزي جديد وبدعم دولي وعالمي من دول ارهابية ذات توجهات طائفية لا يرق لها ان ترى العراق ديمقراطي تعددي مبني على اسس انسانية وتعدديه واكيدا ما تراه من حرية غير موجودة عند اغلب بلدان العالم والمنطقة لا يروق لهذه الابواق وداعميها .
مرت على المجاهدين الابطال والذين قارعوا اعتى نظام ديكتاتوري من سجناء ومعتقلين اوقات عصيبه ومحن لم تمر على اي مخلوق على الاطلاق من تعذيب واخرها ما تتعرض له هذه الشريحة المجاهدة والمضحية من حملة اعلامية بعثيه هوجاء وتسقيط وتظليل واكاذيب متعمدة وبدعم قنوات الفتنه والارهاب وصفحات ومواقع التواصل الاجتماعي دون اي جريره لهم سوى انهم اناس نادوا بالحرية في زمن قمع دموي غاية في الاجرام والتنكيل .
بقي السجناء والمعتقلين على عهدهم مع الشعب العراقي ومع الله كما عاهدوه اباة للظيم والحقد فكما سمعنا عن قصصهم سابقا نراهم الان يصارعون ابواق واصوات البعث الكافر ومرتزقته بكل عنفوان وشجاعة وصبر رغم التعدي على حقوقهم المشروعة والتي تقرها الدستور العراقي والقوانين النافذة .
ان محاربة هذه الشريحة هو عمل مخطط له مسبقا ولم يكن وليد اللحظة لانهم الواجهه الحقيقة للحق والصمود والذود عن العرض والارض باعوا زهرة شبابهم وضحوا بها من اجلنا ومن اجل اجيالنا القادمة لكي تنعم بالحرية .
فمن هذه الشريحة انبثق مجاهدي الحشد الشعبي ومن رحم معاناتهم على صوت المظلوم بوجه الظالم على طول الازمنه والسنون .
نعم فهم قدوة لكل حر ابي يسعى لنيل حقوقه ببذل الغالي والنفيس والوقوف بوجه العملاء واذنابهم مهما تعدد الادوار واختلفت الوجوه او تغيرت بمتغيرات العوامل السياسية والحزبية والشخصية الضيقة والانيه .
ان ما يقدم لشريحة السجناء والمعتقلين السياسيين هو اقل بقليل مما قدموه ايام المحنة والجهاد ضد البعث الدموي وان ما تصدره الحكومة العراقية من قرارات بين الحين والاخر ضدهم هو انتكاسه وحالة معيبه وغير صحيحة نحوهم فالى متى يكونون هم الضحية وخصمهم الجلاد ينعم بملذات الحياة سابقا ولاحقا !!
اما ان للاصوات الخيرة والوطنية ان تقف معهم لانصافهم ولاسكات اصوات البعث الكافر واذنابه واما ان الاوان لوضع حد لشرذمة مواقع التواصل الاجتماعي والفعاليات البعثيه والمدنية التي تهاجم هؤلاء المضحين الابطال .
من المنطق والانسانية والحكمة ان نقف معهم لنيل حقوقهم المشروعة لانهم رمزا للنضال والكفاح وهم صورة مشرقة رسمت بانامل ذهبية في تاريخ العراق المعاصر .

أحدث المقالات

أحدث المقالات