23 ديسمبر، 2024 4:52 م

حسنات نكبتنا..معرفة خيبتنا

حسنات نكبتنا..معرفة خيبتنا

مع كل ماخلفته لنا زخات المطر على محافظة بابل من مصائب وويلات وإعتبار محافظة بابل محافظة منكوبة رغم إن النكبة قديمة وليس كحال النكبات الاخرى التي تصيب البلدان مرة واحد في القرن ولكنها في محافظتنا تتجدد في كل عام..بيوت وشوارع واحياء كاملة غرقت ومعدل ما سقط على المحافظة من مياه المطر كثير وكبير ولكن هذا لايعني إننا نعذر الحكومات التي تعاقبت على معاقبتنا نحن أبناء المحافظة ونقول لهم (المطر خير بس من تصير بي زيادة ينكلب شر) وحتى أعضاء الحكومة الحالية يخجلون وضع النقاط على الحروف ويشخصون من هو المسؤول عن نكبة المحافظة والاكتفاء بالقول اننا جميعا نتحمل النكبة بسبب التوافق (الفسادي) عفوا السياسي. تصوروا ان احد المسؤولين حمل المواطن مسؤولية مايحدث .!!! هل يعني ان المواطن البسيط الذي لايجد ما يصرفه على عيش عائلته مسؤول عن غرق المدينه (شنو هوه بوري مال مي) المواطن لايتحمل فساد الحكومات وارضاء الاحزاب والكتل واصحاب الشركات التي أغدقت على أعضاء المجالس في كل الحكومات بالسفرات الى دول المنشأ كما يعبرون عن سبب سفرهم.. عضو مجلس محافظة يحلم أن يزور أقرب محافظة عن محافظته وإذا به غادر المجلس الى تركيا والى فرنسا والامارات وايطاليا وامريكا والمانيا بحجة الاطلاع وهذا كله على حساب الشركة فكيف يعود عضو المجلس ويقول ان الشركة الفلانية متلكئة وفاسدة ؟
 ورغم النكبة الا أن زخات المطر كانت تحمل الكثير من الحسنات .. والحسنة الأولى هي معرفة فشل الحكومات السابقة بكل أسماءها وعناوينها في تقديم الخدمات للمحافظة والتي كانت على الاقل خففت نصف الخسائر .. الحسنة الثانية معرفة أعضاء مجلس المحافظة الذين ينوون الترشيح للبرلمان من خلال إظهار عضلاتهم بأنهم (كدها وكدود) وصب جام غضبهم على الحكومات المحلية السابقة مع تأكدي وأوقع بالعشرة أن الأربعة سنين القادمة ستمر والحلة لم يتغير فيها شيء وتذكروا هذه المقولة بسبب التناحر والتقاتل الحزبي والكتلوي والعشائري والتسقيط والفوائد الشخصية..  والحسنة الثالثة هو رؤية أبناء الاحياء والمناطق لممثليهم من أعضاء البرلمان ممثلي محافظة بابل الذين غابو عن زيارة الاحياء والمناطق منذ ترشيحهم في الدورة السابقة وهم يرتدون الجزم ويجوبون الشوارع مع حماياتهم ومصوريهم  لمواسات العوائل والقول لهم (والله انتخبونه مره ثانيه وشوفو شنسوي بالحلة اذا ماخليناهه مثل دبي تعالو عتبونه) والحسنة الرابعة خاصة لأصحاب محال (الجزم والموطورات مال المي) اللذين باعوا خلال هذه الاربعة ايام اضعاف خمس سنين سابقه وكل ما باعوه حسب ماذكر لي أحدهم هو للمسؤولين وحماياتهم والمرشحين للانتخابات القادمة والحسنة الخامسة هو معرفة فضل وأهمية نهر اليهودية للاحياء القريبه منه والذي تحمل أكثر من 70% من مياه الامطار في الاحياء المجاورة له أو ماترميه السيارات الحوضية فيه.
وأعود الى نفسي كمواطن وأسأل هل أنا أتحمل مسؤولية ؟ وما هي المسؤولية التي أتحملها ؟ سيقول لي أحدهم لأنك إنتخبت أشخاص لايتحملون المسؤولية وكان عليك إنتخاب الأفضل… شيء رائع .. إنتخبنا من كانوا قاب قوسين أو أدني من تحريم زوجاتنا علينا بفتوى ان المرجعية الرشيدة تريدهم لانهم الثقاة و(لعبو بينه طوبه).. رجعوا فقالوا كان بينهم فاسدين والقائمة المغلقة خذلتنا وعدنا فأنتخبنا أفضل الموجودين وكل حسب معرفته وإذا بالأفضل يخرج عن الطريق وبدلا من أن يصبح خادما لمن انتخبوه ذهب للبحث عن المصالح الحزبية والشخصية والعشائرية.. هل يتحمل المواطن انتخاب نزيها يتحول بعد أول ساعة يجلس فيها على كرسي البرلمان أو عضو المجلس؟؟ لا أظن ذلك.
المطر خير .. ولكننا لانعرف كيف نتعامل أو نستقبل هذا الخير بسبب إن ماأطلقوا على أنفسهم قبل الانتخابات “الأخيار” لايعرفون معنى تقديم  الخير لمن يستحق الخير.