23 ديسمبر، 2024 5:16 ص

“حرز” مؤسسة الشهداء!

“حرز” مؤسسة الشهداء!

بينما أتابع عناوين الإخبار قرأت خبراً مفاده دعوة مؤسسة الشهداء ذوي الشهداء إلى مراجعة مديرياتها المنتشرة على مساحة “نزف الوطن”،لغرض منحهم هويات تعريفية.

توجهت الى مؤسسة “شهداء الرصافة” قرب “نصب الشهيد”، بحسب الرقعة الجغرافية لمنطقة سكناي،شاهدت أشبه بقطعة ظلام لمجموعة كبيرة رجال ونساء واقفين بطابور،وقفت معهم انتظر دوري لاستلام استمارة تدون فيها بعض البيانات صلة القرابة بالشهيد واسم طالب الهوية وعدد الهويات المطلوبة،ثم انتقلت إلى موظف آخر،مهر الاستمارة، ووجهني بعدها لدفع الرسم،انتقلت الى كرفان ،وجدت موظف وحيد يصطف أمامه طابور للنساء ومثله للرجال يدخن “سكائر”،رغم وجود قطعه خلفه تمنع التدخين!.

بينما أنا واقف بانتظار دفع الرسم سرح خيالي بتلك الوجوه المفجوعه من نساء ورجال،حيث تحدثك العيون،بما تختزنه القلوب من لوعة وحسرة وألم لفقدان قريب عزيز (ابن أو زوج أو والد أو أخ ).

برغم قاسم الحزن المشترك بتلك الوجوه التي تطلعت فيها،بيد أن وجهاً سومرياً غيرت سمرته سياسات الحالمون بـ “نبتة الخلود” بين زمنين صدام والديمقراطية ،فحولته اصفر شاحب لا يقوى على الوقوف بطابور الموظف المنتشي بدخان سكارته، فصفار وجهها يكشف أنها مصابه بمرض السكري قرأت في عينها المنزوية تجاه دخان سكارة الموظف نشيج داخل حسن في مرثيته(……..يخالي البال وين انته وناوين ….فرق بين ألسمه وبين ألوطية).

جاء دوري طلب مني الموظف مبلغ (خمسة عشر ألف دينار)!،هذا يعني أن عائلة الشهيد التي تروج معاملة لخمس هويات تدفع (خمس وسبعون ألف دينار).دفعني فضولي الصحفي لمعرفة إلى أين تذهب تلك الإيرادات الطائلة؟!.

سيما وان آخر إحصائية ذكرت على لسان رئيسة المؤسسة كانت (750 ) ألف شهيد بين ضحايا الإرهاب وشهداء الحشد الشعبي المقدس،و (63 ) ألف ضحايا النظام السابق!.

لا احد يجيب على أسئلتك بوضوح خشية العقوبة!،خرجت من الدائرة،استوقف عجلتي احد رجال الشرطة،وطلب مني أن أوصل امرأة كبيرة بطريقي للشارع العام فالمسافة بعيدة بين الدائرة والشارع العام.

ما أن جلست على المقعد حتى أخذت تتحدث بحزن عن شقيقها (نجم) الذي استشهد بالحرب العراقية ـ الإيرانية سنة (1985 )،وعن والدها الذي قال لهم: (أني ما اخذ ثمن دم نجم)،عندها لم يراجع احد.

قبل الأربعين زارنا وفد من الدولة وابلغنا بموعد التكريم ذهبنا نحن أخوته وعددنا ( 13 ) فرد منحونا تكريمنا باليد،بعدها خيرونا بين استلام سيارة والمبلغ المالي،فتم منحنا بذاك الوقت (23 ) ألف دينار مع قطعة الأرض!

تقول : جميع تلك الامتيازات أعطيت قبل أن تمر ذكرى وفاته السنوية الأولى!.