23 ديسمبر، 2024 10:46 ص

حرب عجيبة رهيبة , العدو فيها لا يُرى , والعتاد لا ينفع , وأضراره لا تُعد ولا تُحصى , وما يفعله بالبشر لم يفعله فايروس قبله , وهو عنيد وبعيد عن الإصابة بما عندنا من الأدوية والوسائل العلاجية الأخرى.
فكيف للبشر القبض على هذا الفايروس وتحديد نشاطاته الإنتشارية الفتاكة؟
عدو يجتاح الأرض ويصيب أقوى دولها بمقتل!!
أوربا بعض دولها تستغيث!!
أمريكا تصارع العدوان الفايروسي الذي يستنزف طاقاتها ويشل قدراتها , ويرهنها بموقف الدفاع العنيف!!
البشر يهرب من الوباء وينزوي في البيوت , فالمدن الكبيرة تحت قرارات حذر التجوال , لأن الفايروس يصول وينتشر بسرعة مخيفة.
إنه أخطر فايروس عهدته البشرية على مر العصور , وهدفه القضاء على الملايين تلو الملايين , وبوسائل غريبة وفتاكة , فهو يشل عضلات التنفس ويقضي على فريسته الآدمية.
فما أن يشل العضلات التنفسية تنتفي الحاجة لأجهزة التنفس الإصطناعي , لأنها ستعحز عن تأهيل العضلات للعمل وإسناد الحياة.
مناظر الضحايا مرعبة ومهولة , وعجز القدرات البشرية أشد هولا , وما يرافق ذلك من تداعيات إنفعالية وسلوكيات إضطرابية يجعلنا أمام مصير واحد!!
فالبشرية في يقظة الموت , وبدت حقيقة الحياة أمامها , وإتضح ضعف البشر وعدم قدرته على الإنتصار على مخلوقات لا يراها , لكنها تتسلل إلى بدنه وتقضي عليه.
الموت هو الحاكم والسلطان!!
الموت يحكمنا , ويتسيّد على وجودنا!!
نعم إنه الموت !!
” وإذا المنيةُ أنشبتْ أظفارها….ألفيتَ كل تميمةٍ لا تنفعُ”!!
الموت الذي جاء البشرية بزي كورونا , وبصولته العولمية هل سيفنينا , أمْ سيعظنا ويُحيينا؟!!