سبحان مغير الأحوال من حالٍ إلى حال . وحقاً .. وكما يقول المثل أو المقولة : بأن دوام الحال من المحال !, من يتصور .. ولو بالأحلام بأن ملالي إيران وبعد أكثر من ثلاثة عقود ونصف , وخاصةً بعد أن ربحوا منطقة الشرق الأوسط بأسرها والعراق تحديداً منذ عام 2003 في أكبر لعبة وضربة حظ يا نصيب , أو لعبة قمار ” رولية ” عرفها تاريخ المنطقة والعالم , بعد أن هيأ وقدم لهم عدوهم الشيطان الأكبر !؟؟؟, أو مكنهم من الهيمنة على العراق ومن ثم سوريا واليمن ناهيك عن مملكة البحرين وجزر الأمارات الثلاثة المغتصبة , ناهيك عن احتلالها للأحواز العربية منذ عام 1924 , وبعد أن تنامت قوتهم العسكرية بشكل لم يسبق له مثيل حتى في زمن الشاه الحليف التقليدي وشرطي الخليج بلا منازع وحتى مجيء ” الخميني “, وتمددت امبراطوريتهم شرقاً وغرباً , شمالاً وجنوباً … أن يجنحوا في آخر المطاف للسلم والسلام والمحبة والوئام ومحاولة تحسين وترميم العلاقات مع أشد خصومهم وألد أعدائهم في المنطقة والعالم .. ألا وهي ” المملكة العربية السعودية ” التي يعتبرونها معقل الوهابية حسب زعمهم !؟, وبأنهم أي آل سعود ألد أعداء المذهب الشيعي والتشيع وغيرها من الخزعبلات والروزخونيات !؟.
فما حدى مما بدى يا ترى .. ألا يجب علينا أن نعترف ونقر أيضاً بالمقولة التالية : ” في السياسة وفي العلاقات بين الدول لا توجد عدوات أو صداقات دائمة … بل توجد مصالح ومنافع دائمة أو مشتركة ” !؟.
نعم .. جمهورية ملالي قم وطهران تبحث عن طوق نجاة ينجيها من قادم الأسابيع والأشهر , فبعد تهاوي أسعار البترول إلى هذا المستوى الغير متوقع , نرى إيران .. وعلى خلاف وحساب جميع التوقعات لا تمد يدها إلى أقرب حلفائها الاستراتيجيين , ألا وهم ” الروس ” ولا لصديقتها ” فنزويلا ” أو جيرانها الخليجيين كـ ” قطر ” أو الإمارات ” أو ” عمان ” ولا حتى إلى ولاتها الذين ولتهم حكم ” العراق ” , والذين تستطيع أن تأمرهم أمراً وبالحرف الواحد ” نفذ ثم ناقش ” بأن يخفضوا انتاج البترول !؟, بل تتقدم بهذا الطلب إلى مملكة آل سعود !؟, تصوروا !.
أتعرفون يا سادة .. لماذا كل هذه المحاولات البائسة واليائسة وهذه الإجراءات والتنازلات التي تبديها أو تتخذها الجارة إيران .. حيال السعودية بالذات !؟, كلها من أجل الحيلولة دون إصابة الأسواق النفطية بالركود, ولكي لا يصبح سعر برميل النفط أرخص من صندوق الفجل أو البصل أو الشلغم .. الذي تصدره إلى العراق ؟.
حيث تدعي إيران بأن هبوط وتدني أسعار البترول إلى مادون الـ 50 دولار !؟,سيؤثر على دول الشرق الأوسط برمته وليس عليها وحدها !. في حين إن التقديرات تشير بأن سعره سيصل إلى ما دون الـ 40 دولار وربما أكثر من هذا الرقم بكثير . لأسباب لا يسع المجال لذكرها الأن .
إيران .. وبعد خراب العراق وسوريا ولبنان واليمن ومصر … باتت تعي جيداً ماذا يعني لها انخفاض أسعار البترول في الأسواق العالمية , وتعلم مدى الخطورة التي سيتعرض لها اقتصادها المنهار أصلاً , بسبب تدخلها السافر في العديد من الدول ومناطق النزاع وخاصة في لبنان وسوريا والعراق والآن في اليمن , بالرغم من أنها قدمت فقط من أموال العراق المنهوبة بواسطة أزلامها في العراق وعلى رأسهم نوري كامل المالكي وشلته أكثر من 50 مليار دولار لنظام بشار الأسد كي لا يسقط أو ينهار , وتعلم علم اليقين أيضاً مع انحدار وتهاوي أسعار البترول بأن الدور سيأتي عليها مهما حاولت من ابداء حسن النوايا في علاقاتها مع جيرانها أو أبدت تنازلات في المفاوضات القادمة مع أمريكا والغرب حول برنامجها النووي المثير للجدل والدجل على حد سواء , وتعلم جيداً بأن تردي الوضع الاقتصادي خاصة بالنسبة للشعبين الإيراني والعراقي سيجعلهم يزدادون فقراً وتعاسةً على فقرهم وتعاستهم الحالية , ولهذا هي خائفة ومرعوبة من غضبة الشعوب الإيرانية وغليان الشارع العراقي بأنهم عندما يثورون سيقلبون الطاولة على رؤوس هؤلاء السراق واللصوص في كلا البلدين , وأنهم سيحرقون الأخضر واليابس , وسيزلزلون العروش الخاوية في بغداد وطهران لا محالة والمسألة مسألة وقت ليس إلا .
تحويل وتغير البوصلة باتجاه السعودية لم يشكل صدمة للمراقبين والمحللين السياسيين فقط , بل سيشكل في المستقبل القريب صدمة كبرى للمغفلين والمساكين الذي عاشوا أكثر من ثلاثة عقود على شعارات ما يسمى الثروة الإسلامية ( الثورة ) الوهمية ,وهم يحلمون أحلام وردية ويعتقدون بأن أمة العرب ستستعيد أمجادها وعافيتها وتسترجع أراضيها المغتصبة ( فلسطين ) من خلال بوابة قم وطهران وجيوشهم الجرارة التي يمر طريقهم عبر كربلاء ( طريق القدس رقم 1, 2 , 3 ألخ ) !؟. والتي أثبتت السنين بأنها عبارة عن نكته وهلوسات وأضغاث أحلام تبددت منذ احتلال العراق ومساعدة ودور إيران بذلك كما صرحوا هم في أكثر من مناسبة , وستتبدد أكثر فأكثر مع عودة أسعار النفط إلى ما قبل تحقيق الحلم الأمريكي الصهيوني بالتحالف والتناغم مع ملالي قم وطهران أنفسهم .. ألا وهو احتلال وتدمير العراق وتركيع المنطقة بالكامل من خلال تحطيمه وتقسيمه ونهب خيراته وثرواته ومتاحفه وكنوزه التي لا تقدر بثمن وقتل وتهجير وتشريد خيرة أبنائه وقادته .
أخيراً لا يسعنا إلا أن نختم عنوان ما ذهبنا إليه … بأن الجارة إيران ومنذ وجودها كجار أزلي مارست ومازالت وستبقى تمارس علينا سياسة الترغيب والترهيب , وممارسة سياسة فرق تسد أو بالأحرى هي سياسة ( شيع تسد ) منذ زمن الإخمينيين مروراً بكسرى وعباس الصفوي ووصولاً للخمينيين وخامنئيين , بما فيها سياستهم الجديدة أو المستحدثة .. منذ عام 2011 ( دعّش تسد )!؟.
إيران ستبقى تحاول وتتمسكن كي تتمكن كما هو معروف عن الدهاء والتقية الفارسية , ولكن دول الخليج والمملكة العربية السعودية تحديداً … لم ولن تستجيب أبداً لهذه المطالب ليس شماتةً أو كرهاً بإيران فقط …!؟, ولكن القرار أصلاً ليس بيدهم أو بيد أوبك أو روسيا أو الصين , بل بيد العائلة الماسونية الصهيونية التي تتحكم بسياسة واقتصاد أمريكا والعالم وعلى رأسها أسعار النفط , ولكن إيران عندما تخلص نجيا , وعندما يغلق الباب بوجهها … ستعود حليمة إلى عادتها القديمة !؟, أي ستلجأ لأفعالها المشينة والخسيسة بحق جيرانها كافة بما فيهم السعودية , كما هو حاصل في العراق منذ أكثر من 12 عام , وما حادث في منطقة ” عرعر ” بالقرب من الحدود العراقية السعودية .. ليس عنا ببعيد !؟, وهنالك المئات من خلاياها النائمة واليقضة .. أي للجمهورية الإسلامية … التي تحركهم متى وكيف وأين ما تشاء كي يقوموا بأعمال إرهابية جديدة هنا وهناك من أجل زعزعة الأمن والأستقرار في المنطقة , وهذه المرة حتماً ستكون السعودية هي المستهدف الاول … وللحديث بقيــــــــــــة .