التأريخ يحدثنا عن الجيوش التي تتهاوى بسرعة كما حصل في عدد من دول الأمة , بأنها جيوش كراسي وليست جيوش شعوب.
جيش الشعب لا ينهار وجيش الكراسي سريع الإنهيار!!
الجيوش في دول الدنيا للدفاع عن الوطن والحفاظ على أمن وسلامة المواطنين , وصيانة السيادة والدستور والقانون , ومنع الفوضى والإضطرابات التي يؤججها أعداء البلاد.
“الجيش سور للوطن”
وفي دولنا الجيش سور للكراسي والفئويات والأحزاب والطائقيات , والمجاميع المسلحة التي تتبختر في سوح الغاب الذي أنشأته أحزاب السلطة , وأعوانها المتأسدين على الناس الضعفاء الساعين وراء لقمة العيش.
وشتان بين جيش الشعب وجيش الكراسي!!
مفهوم جيش الشعب نادر في مجتمعاتنا , والسائد جيش النظام الحاكم , ولهذا تتبدل عقائد الجيوش في دولنا وفقا لما تراه أنظمة الحكم الفاعلة فيها , فلا توجد عقيدة راسخة ذات مبادئ واضحة ومتداولة عبر الأجيال المتعاقبة.
فكل نظام حكم يبني جيشا على مقاساته , بعد أن خرب الجيش الذي بني على مقاسات نظام الحكم الذي سبقه.
فالجيش في معظم دولنا , ليس مؤسسة مهنية وطنية مستقلة , بل مسيس ومحزّب ومطيّف ومشخصن , ويخضع لإرادة الكراسي الحاكمة أو العابثة في البلاد.
ولهذا فجيوشنا ضعيفة مهزومة , مذعنة لأوامر الكراسي المتسلطة , بعيدا عن المصالح الوطنية والسيادة والعزة والكرامة , فرأينا عددا منها تلقي بأسلحتها وتغادر مواضعها أمام بضعة مئات من المقاتلين العقائديين.
فإلى متى يبقى الجيش تحت إمرة الكراسي , ويتجاهل إرادة الشعب؟!!
و”دولة بلا جيش بدن بلا رأس“!!
و”إذا عظم البلاد بنوها….أنزلتهم منازل الإجلال”!!