23 ديسمبر، 2024 6:01 م

جنيف2 تقديم المعارضة العلمانية كبديل للإسلاموية

جنيف2 تقديم المعارضة العلمانية كبديل للإسلاموية

الأشهر السابقة لإنعقاد مؤتمر جنيف2، شهدت محادثات ثلاثية على هامش المؤتمر التحضيري، بين ممثلين من الولايات المتحدة وروسيا، مع أعضاء من هيئة التنسيق الوطنية إضافة إلى العقيد المنشق مناف طلاس ورفعت الأسد (عم الرئيس بشارالأسد)، وممثلين من حزب الإرادة الشعبية للتغيير والتحرير الذي يرأسه نائب رئيس مجلس الوزراء المقال قدري جميل.
تلك المحادثات، كانت محاولة لزج تلك الشخصيات في مفاوضات جنيف2، إلا أن ذلك الأمر، شهد رفضاً شديداً من قبل الإئتلاف السوري المعارض، متهمين تلك الشخصيات بتلطخ أيديها بدماء الشعب السوري، وكون مشاركتها تعد محاولة للإلتفاف على أسس المؤتمر، من قبل روسيا التي تدعم تلك الشخصيات.
ذلك الأمر لا يعني روسيا وحدها، وإنما يعني الولايات المتحدة كذلك، كونه يعد عرقلة لإحدى السيناريوهات، التي أعدتها الولايات المتحدة لحل الأزمة السورية، وذلك السيناريو يعد الورقة الأبرز لديها، فيما لو أخفقت مفاوضات جنيف2 في التوصل الى حل للأزمة.
فشل مشروع المعارضة الإسلاموية سياسياً وميدانياً، وطبيعة التنوع الديموغرافي السوري، وتفوق الحكومة السورية، المدعومة من قوى لها ثقلها الدولي والإقليمي، بالإضافة الى محاولة الولايات المتحدة إيجاد حل جذري للأزمة السورية ينهي جميع المشاكل، دون المرور بمراحل مشابهة للمراحل التي مرت بها البلدان التي شهدت ما يسمى بالربيع العربي، وتعاظم نفوذ الجمهورية الإسلامية وتشكل الهلال الشيعي؛ كل تلك العوامل أدت الى تغيير الولايات المتحدة لإسترايجياتها في التعامل مع الأزمة، وأعتماد سيناريو بديل سيكشفه القادم من الأيام، فلابد للولايات المتحدة من تقديم معارضة جديدة ودعمها كبديل للمعارضة الحالية.
تلك المعارضة سوف تتمثل بالأحزاب والهيئات العلمانية، القادرة على تمثيل الشعب السوري، والتي تتمتع بصدقية سياسية، والتي تمتلك قيادات ذات تأثير واسع في المجتمع السوري أمثال: رفعت الأسد، وقدري جميل، ومناف طلاس، وصالح مسلم، وهيثم مناع، وحتى بعض الأحزاب والهيئات العلمانية بقياداتها المشتركة حاليا في الإئتلاف السوري المعارض، مثل: حسن عبد العظيم وصالح مسلم وميشيل كيلو، وغيرهم.
المعارضة الجديدة لها تشكيلاتها المسلحة، التي يعتبرها الغرب مقاومة لنظام بشار الأسد, والتي هي عبارة عن القيادات والافراد البعثية المنشقة عن الجيش الحر والجبهة الإسلامية، وبعض التشكيلات الأخرى, بالإضافة الى الجيش النظامي؛ والتي سوف تقاتل ما تبقى من مسلحي المعارضة وكذلك الجماعات الإرهابية أمثال داعش والنصرة، وسوف تنتصر عليها خلال أشهر معدودة، لانها سوف لن يتبقى منها سوى بعض الإرهابيين، بعد أن ترفع الولايات المتحدة يدها عنها، وتقطع عنها الإمداد والدعم الإستخباري، وسحب عملائها، وإغتيال القيادات الخارجة عن طوعها، بعد ذلك يكون التشكيل الجديد هو الممثل الأقوى للمعارضة، وبقيادات علمانية، تمثل تطلعات الشعب السوري نحو الأمن والإستقرار.