منذ التغيير عام 2003 ، ونحن نسمع عن استراتيجيات للنهوض بالواقع المعاشي العراقي وتنمية المناطق ، فاذا بنا ننتهي الى مجموعة من العشوائيات التي ليس باستطاعة الحكومة فرض سيطرتها عليها ، وانتهت عمليات فرض القانون الى نموذج من شيوع الإرهاب وانتشار عصابات الخطف والجريمة المنظمة، وإذ لا نغادر منصة الحقيقة بكون الكثير من قضايا معضلة العراق مستوردة من الخارج باستيراد احزابه وديمومة ازدواجية الجنسية للقيادات المتصدية للسلطة، فان جعجعة الحديث المتكرر عن استراتيجيات يبدو بلا طحين يمكن ان يتحول الى سياسات عامة تحول دون امتهان كرامة الانسان، وهذا ما شددت عليه خطبة المرجعية الدينية في كربلاء من قبل ممثلها السيد احمد الصافي في مراجعة التقاعد العامة ، فيما وقائع الأمور تتحدث عن استراتيجية وطنية لمكافحة الفساد ومدونات للسلوك الوظيفي ، وهناك استراتيجية للأمن الوطني تعد الفساد الوجه الاخر للإرهاب .
واذا حاولنا جرد ما طرح خلال عقد ونيف من عمر المحاصصة الحزبية في إدارة الدولة ، نرى اكثر من نموذج من الاستراتيجيات ، يمكن ان تبدأ بالبرنامج الوطني للقوائم الانتخابية وهي تطرح نفسها في سوق المنافسة الانتخابية ، يضاف الى ذلك برنامج الحكومات المقرر من مقبل ممثلي الشعب ، يضاف اليها المبادرات التي تقدمت بها حكومة السيد المالكي مثل المبادرة التعليمية والمبادرة الزراعية ، وهناك أيضا عقود التراخيص النفطية ، ويمكن ان ننتهي عند برنامج حكومة السيد العبادي ، وفي كل هذه البرامج لم تظهر امام الشعب شفافية المحاسبة على نتائج ما تم صرفه من أموالهم ، فالحديث يدور دائما عن فساد مالي واداري وان اغلبية مجلس النواب يرفضون كشف ذمتهم المالية، فما هي فائدة الحديث عن الاستراتيجيات والمبادرات وحالة الفساد معروفة ومشخصة بكونها فساد سياسي مقنن بأعراف المحاصصة ؟؟
لست ممن يرجمون الشيطان في النهار ، ويتصافحون معه في الظلام ، فالحديث الإعلامي لابد وان يدور حول مضمون الحقوق التي نص عليها الدستور العراقي النافذ ، وهذه الحقوق مسلوبة خلال العقد والنيف ، مرة بسبب الإرهاب بمختلف نماذجه المستورد من الخارج لأسباب إقليمية فتحت أحزاب المحاصصة نوافذ البلد لها ، وأخرى للفشل الذريع الذي نقل مجاهدي الفنادق في المهجر الى كراسي السلطة ، رافضين التنازل عن جنسياتهم غير العراقية ، وثالثة ، لان نموذج المحاصصة الذي يرفض اليوم في التصريحات السياسية ، يمثل قاعدة الفساد وصخرته التي لا يمكن لأي جهة تحطيمها
السؤال : متى نسمع جعجعة الطحين .. ام نستذكر شعر ملا عبود الكرخي عن المجرشة ومالكها !!