18 ديسمبر، 2024 6:20 م

وجهه الاصفر الشاحب هو اول ما لفت نظري اليه , لم يكن الا شابا في مقتبل العمر ربما لا تتعدى اعوام عمره الثانية والعشرين لكن في نظرته حزن بل حزن كبير وهذا الامر جعلني اتساءل عن سبب ذلك الحزن فانا لا ارى منه الا صفحة وجهه الشاحب وعينيه الحزينتين تنظران من نافذة غرفته الصغيرة والتي تعودت ان اراه كلما عدت الى منزلي عائدا من عملي ولمدة تجاوزت الشهر اي منذ ان استأجر الساكن الجديد هذا المنزل ورفعت عن جداره الامامي لوحة الاعلان التي حفظت كلماتها وبالنص الكامل(البيت للإيجار) مضافا اليها الاتصال على الرقم (…..)اذن هذا هو احد افراد العائلة التي سكنت البيت حديثا.
نظرته الحزينة اثارت تساؤلي ورحت افكر بطريقة للتعرف عليه ,فانا ولا اخفيكم الامر لا اكاد اصبر على معرفة امر يثير تساؤلي ليس فضولا مني لكن حبا للتواصل واقامة اجمل الروابط الانسانية والاجتماعية وهناك هدف آخر الا وهو دراسة معاناة الشباب ومعرفة سبل تذليلها وهي دراسة علىَّ تقديمها الى المؤسسة التي اعمل بها .
لم ادخر وسعا ولم انتظر فرصة ربما تسنح او لا تسنح وانما تعمدت في اليوم الثاني الوقوف قريبا من تلك النافذة بعد ان اسقطت متعمدا هاتفي وبعد انحناءة بسيطة الى الارض رفعت نظري الى الشاب وكان يراقبني عن كثب فابتسمت له والقيت عليه السلام ………………..
لم يرد على سلامي ……………
قلت في نفسي انه لم ينتبه وربما لم يسمع صوتي بالسلام .
هكذا خلقت او اختلقت له العذر ..
مرت لحظات
كنت عنيدا ولم ارد ان افوت هذه الفرصة لذا تقدمت نحوه ورفعت يدي اليه بالتحية …..
ابتسم ورفع الي يده
تشجعت واقتربت من نافذته وهو بدوره تقدم الى نافذته وفتحها على مصراعيها وسمعت صوته لأول مرة مرّحبا
فرحت للأمر واعلمته اني احد ساكني هذا الحي واكدت له سعادتي بمعرفته
واقترحت عليه دوام التواصل فرحب بي هو الاخر لذا اقترح عليَّ استضافتي في داره وتحرك نحو باب الغرفة موليا لي ظهره وهنا كانت ……….المفاجئة……………………!!!!!!!
كانت الصورة التي رأيتها مؤلمة اثارت حزني و اشفاقي في آن واحد لذا لم اتنبه بادئ ذي بدء للشاب الذي فتح لي باب داره ووقف مرحبا يدعوني لدخول منزله وبعد لحظات تنبهت للأمر لذا خطوت نحوه وسار امامي بينما كانت افكاري تأخذني بعيدا بعيدا الى رواية (احدب نوتردام ) للكاتب الفرنسي الكبير (فكتور هوجو) ولو بادرتموني السؤال :لماذا…؟
الجواب هو انني رأيت ظهر ذلك الشاب وهو يتقوس بحدبة كبيره كحدبة ( كوازيمودو ) بطل تلك الرواية.
الكثيرون ولا شك قرأوا تلك الرواية وربما شاهدوها فلما ومع هذا اود ان انقل لكم تفاصيل تلك الرواية الرائعة لذلك الكاتب الكبيرمن خلال فلم
أحدب نوتردام (بالإنجليزية: The Hunchback of Notre Dame)‏، فيلم رسوم متحركة أميركى من إنتاج وتنفيذ شركة والت ديزني، أنتج في العام 1996 وعرض للمرة الأولى في 21 يونيو 1996، وهو الفيلم الرابع والثلاثون من سلسلة أفلام ستوديوهات والت ديزني الطويلة،
قصة الفلم
تدور قصة الفيلم حول (كوازيمودو) البطل الرئيسي للفيلم، شاب مشوه من أصول غجرية نشأ في ظل تربية صارمة من القاضي كلود فرولو والذي تسبب في مقتل أمه وحبس أبيه بحجة تطهير باريس من الغجر، فللتكفير عن خطأه قرر أن يعتنى بكوازيمودو بنفسه، وأطلق عليه اسم (كوازيمودو) والذي يعنى (نصف مكتمل)، فعاش كوازيمودو طيلة حياته منعزلاً في برج كنيسة نوتردام بعد تحذيرات القاضي كلود فرولو المتكررة له حول ضرورة تجنب البشر متهماً إياهم بسوء الخلق، وأنه لا صديق لكوازيمودو إلا القاضي نفسه، فهو الذي رعاه وأطعمه وكساه بعد أن هجرته أمه وكل البشر بحسب قوله وكان هدف القاضي هو جعل كوازيمودو جاهلا الحقيقة المرة الا وهي الجريمة الشنعاء التي ارتكبها القاضي بقتل والدته وحبس والده، ومع ذلك كان كوازيمودو يرغب دائماً في اكتشاف العالم المحيط به، والاختلاط بالبشر الذي دأب على مراقبتهم من موقعه أعلى البرج، وشجعه على القيام بالأمر أصدقائه التماثيل المتكلمة الثلاثة، ولم يجد خير من مهرجان الحمقى والذي يقام سنوياً بباريس كفرصة ليرى الناس عن قرب لأول مرة في حياته، فهبط إلى ميدان الاحتفال متنكراً لكيلا يعرف القاضي (كلود فرولو) شيئاً عن خروجه وعصيانه لأمره، وظن حاضري المهرجان أن (كوازيمودو) قد تنكر خصيصاً لدخول مسابقة أبشع رجل بباريس، ولكن عندما اكتشفوا حقيقته وأنه ليس متنكراً أساءوا معاملته، وقيدوه تعبيراً عن سخطهم من تواجده معهم، ولم يجد معيناً له في أزمته إلا (أزميرالدا) التي قدمت له يد العون وحلت وثاقه كانت هذه الفتاة الغجرية على قدر كبير من الجمال بل فائقة الجمال شعرها اسود طويل مجعد وبشرتها سمراء اللون ,وعيناها سوداوان كبيرتان ورموشها طويلة وكان جمال (ازميرالدا) يثير حسد النساء النبيلات ويحاولن ان يسخرن منها ومن ملابسها في محاولة منهن للحط من شأنها ومن ناحية اخرى كان لهذه الفتاة محبون يعملون كل شيء من اجل كسب محبتها وخاصة القاضي (فرلو) والقائد (فيوبوس) الذي يلتقي بازميرالدا ويعترف لها بحبه في الوقت الـــــــــــــــــــذي كان (فرلوا ) يراقبهم خلف الباب فدفعته غيرته الى الهجوم على فيبوس وطعنه ومن ثم ولى هاربا .
(ازميرالدا) هالها الموقف الرهيب وسقطت مغشيا عليها وحين افاقت من غشيتها وجدت نفسها متهمة بالقتل والصقت بها تلك التهمة بتخطيط من (ليلى )التي تحسد (ازميرالدا ) وتحقد عليها بسبب حب القائد فيوبوس .
هكذا الصقت التهمة (بازميرالدا) البريئة ولم يقبل منها قولها انها بريئة بل وتعرضت الى اشد انواع التعذيب وكانت قدميها مقفلة بأحذية حديدية ومشدودة ولم تتحمل الالم الشديد لذا اعترفت بانها قاتلة فيبوس لتتخلص من ذلك الالم وحكمت عليها بالإعدام وحبست ازميرالدا في زنزانة واحدة.
وكما ساعدت (أزميرالدا) ( كوازيمودو) على الهرب في المرة الأولى، ساعدها على الهرب من حرس القاضي، ووعدته بأن تعود إليه ثانية، عندها شعر كوازيمودو بأن قلباً ما أحبه، وصارت الحياة أكثر إشراقاً بعد شعوره بميل (أزميرالدا )إليه، ولكن وبعد اكتشاف هروبها يجن جنون القاضي (كلود فرولو) ويأمرباعتقالها لرغبته في الزواج منها، وإلا فحرقها حية إذا ما رفضت طلبه وهكذا يفعل المتجبرون الطواغيت في كل آن ومكان اذ نراهم يلفقون التهم الباطلة لمناوئيهم .
يصدر القاضي كلود فرولو امرا باعتقال كافة الغجر والإساءة لهم في محاولة للعثور على (إزميرالدا) ولم يكتف بذلك بل قام بإضرام النار في كافة أنحاء باريس محاولاً العثور عليها، ولكن قائد الحرس فيبس يرفض هذا الأسلوب، مما يتسبب في حدوث شقاق بينه وبين القاضي كلود فرولو والذي يأمر بقتله، إلا أن فيبس وبمساعدة (أزميرالدا ) يتمكن من الهرب، ولا يصيبه إلا سهماً أسقطه في نهر الرين الذي سرعان ما إنتشلته منه (أزميرالدا) وأرسلته إلى صديقها المخلص (كوازيمودو) ليرعاه بعيداً عن بطش القاضي كلود فرولو، ويتحطم قلب (كوازيمودو ) ثانية بعدما علم أنه ليس اختيار (أزميرالدا)وإنما هو القائد( فيبس) الذي اتخذته (أزميرالدا) حبيباً لها، ولكنه يعد بمساعدتها والإبقاء على (فيبس )أمناً معه، ولكن وعلى غير العادة، يقوم القاضي( كلود فرولو) بزيارة (كوازيمودو) في وقتٍ متأخر، فيسرع بإخفاء (فيبس ) حتى لا يعتقله القاضي (كلود فرولو) وهنا يتهمه القاضي بتهريب (أزميرالدا) ويلقى على عاتقه مسؤولية الدمار الذي حل بباريس، ويخدعه محدثاً إياه أنه صار يعلم بمكان (ساحة العجائب)، المكان الذي تتواجد فيه (أزميرالدا )وبقية الغجر، وأنه أعد ألفاً من الجنود للهجوم على المكان، هنا ينطلق كلاً من (كوازيمودو) و(فيبس) في محاولة لإبلاغ غجر (ساحة العجائب) بنية القاضي (كلود فرولو) نحوهم، ويتبعون قلادة أعطتها أزميرالدا( لكوازيمودو) تحمل خريطة لمكان تواجد (ساحة العجائب)، ولكن القاضي (كلود فرولو) يتبعهم، ويقتحم (ساحة العجائب) ويأسر كافة الغجر المتواجدين فيها، وهكذا وأما م أهل باريس و(كوازيمودو) ذاته، يُخير القاضي (كلود فرولو)( أزميرالدا )أما بالزواج منه أو بحرقها حية، وتأبى (أزميرالدا ) ذلك، فيقوم القاضي كلود فرولو بإضرام النيران بالأخشاب المقيدة بها أزميرالدا، ولكن (كوازيمودو) وللمرة الثانية ينقذ (أزميرالدا ) من النيران، ويصعد بها إلى ملجأه في محاولة لحمايتها من القاضي (كلود فرولوو)هو يقول (لاملاذ) ويعني (الى الارض المقدسةوالمأوى) فليس من حق القضاة دخول الكنيسة لاعتقال الناس ) ولكن الطواغيت يخرقون تلك القوانين المقدسة التي يأمرون الناس باحترامها والالتزام بها وهكذا نجد القاضي (كلود فرولو) يأمر باقتحام (كنيسة نوتردام )لإعادة (أزميرالدا )والنيل من (كوازيمودو) إلا أن القائد (فيبس )أقنع أهل باريس بضرورة التصدى لذلك الهجوم، وهنا تقوم المعركة بين جنود القاضي (كلود فرولو) وأهالى باريس في محاولة لمنعهم اقتحام(كنيسة نوتردام) ويشارك في المعركة (كوازيمودو )وأصدقاءه (التماثيل الثلاثة) من موقعهم بأعلـــــــــــــى (كنيسة نوتردام) وأثناء المعركة يتمكن القاضي (كلود فرولو )من اقتحام(كنيسة نوتردام) ويصل إلى (كوازيمودو) و(أزميرالدا )محاولاً قتلهم، ويطلع القاضي (كلود فرولو) (كوازيمودو) على حقيقة والدته، أنها ماتت في محاولتها إنقاذه مثلما يحاول (كوازيمودو) التضحية بنفسه في سبيل إنقاذ (أزميرالدا) وهنا يتهشم أحد التماثيل تحت قدمي القاضي (كلود فرولو) ويسقط ميتاً وسط النيران التي تسبب في إشعالها، ويسقط (كوازيمودو )من فوق البرج ولكن( فيبس )ينقذه ويرد له جميل حمايته قبلاً، وتهدأ المعركة ويخرج (كوازيمودو )إلى الناس الذين حملوه على الأعناق بعدما اكتشفوا أنه رغم خلقته المشوهة إلا أنه يملك قلباً طيباً.
اثناء محاولة انقاذ (ازميرالدا) ل (كوايمودو) تصرخ الراهبة ياخوت قائلة ان (ازميرالدا) هي ابنتها التي اختطفها لص غجري قبل خمسة عشر عاما .
وتظهر الحقيقة
ازميرالدا …هي بنت امرأة فرنسية من (ايميس)واسمها الحقيقي (اجنيس)و(ازميرالدا ) كانت فائقة الجمال منذ طفولتها وفي يوم ما اتت مجموعة من الغجر الى المدينة وسرقوا (ازميرالدا) واستبدلوها ب (كوازيمدو) .
كبرت الطفلة عندهم وتعلمت عاداتهم وتقاليدهم طرقهم في المعيشة وسميت (ازميرالدا) واعتقدت امها ان الغجر قد قتلوا ابنتها فعاشت حياتها كناسكة صامت وصلت وهي تحتفظ بفردة الحذاء الذي اضاعته (ازميرالدا )عندما اختطفت وكانت (ازميرالدا) تحتفظ بفردة الحذاء الثانية وتحملها كمدالية صغيرة حول عنقها لاعتقادها انها ستجد امها يوما ما.
وهكذا عرفت الحقيقة

بعد هذا العرض لقصة الفلم الذي اود ان يكون وافيا اود ان اعرض شيئا ما عن الكاتب الكبير (فكتور هوجو) مؤلف رواية (أحدب نوتردام)
وهذا ما سيتم تناوله في لقاء آخر ان شاء الله تعالى