23 ديسمبر، 2024 1:41 ص

جلهم يعملون.. نراهم كحضيرة بقر، لا تعرف طعم الراحة، لكنهم عاجزون عن أنتاج قطرة حليب، يشربها الشعب المحروم، أبقار كهلة تتظاهر بأنها تعمل، لكن بلا نتائج أيجابية ملموسة، فذاك بات حلم يراودنا.

“لو كان الهدف الأعظم للقبطان الحفاظ على سفينته من الغرق، لأبقاها في الميناء الى الأبد”

أحد عشر سنة مضت على العراق، وهو يسير بلا هدف، يقول قادته بأنهم يعملون، او يقنعوا أنفسهم بأنهم كذلك، لكن ما هي الأهداف التي وصلنا أليها بعد أنصرام سنواتنا العجاف؟ فشل يلحقه آخر، أمل يقتله الأحباط، يأس يتسيد الموقف، ويبقى الباحث عن الحياة يحاول أعمار ما دمره الأشرار.

بعد حسم الوزارتين الأمنيتين، وتسنم الوزراء مهامهم بالأصالة لا بالوكالة، أما آن الأوان  لمغادرة مرحلة الفشل الأمني؟ ونقعد أخفاقات الماضي، على مقاعد الحل، لنصل الى بر النجاح، أوزار الحكومة السابقة ورثتها الحكومة الجديدة، لكنها غير مسؤولة عنها، وذاك لا يعفيها من مسؤولية أيجاد الحلول الناجعة.

نوري المالكي هو المسؤول عن وزارة الداخلية، شاركه الوكيل الأقدم عدنان الأسدي، لأربع سنوات مضت، سبقهما بها جواد البولاني، ما هو نتاج “ثلاثي الفشل” لثمان سنوات؟ سبت دامي، أحد دامي، أثنين دامي، ثلاثاء دامي، أربعاء دامي، خميس دامي، جمعة دامية، هذا ما أنجزه ثلاثي الفشل.

التعامل مع رجالات المرحلة السابقة، وفقاً للقانون والركون الى القضاء، كفيل بأعادة بصيص أمل لشعب فقد ثقته بخدمه، “ثلاثي الفشل الأمني” مسؤولون عن الدماء التي سفكت، لا نطالب بحساب عسير كما يلوح المأزومين، لكن بالأدلة والبراهين القطعية، يجب أن يعتلي صوت القضاء، ويحاسب المقصرين بالقانون، بعيدة عن المحسوبية والمنسوبية، والمصالح الفئوية الضيقة، فكلأ من المالكي، والبولاني، والأسدي، يتحملون مسؤولية الأمن بنجاحه المنعدم، وأخفاقاته الجمة.

نوري المالكي هو المسؤول عن وزراة الدفاع، شاركه سعدون الدليمي، ماذا قدما من أنجازات دفاعية عن العراق؟ سيطرة عصابات داعش التكفيرية على ثلث الأراضي العراقية، هو أحد أنجازات الفاشلان، وهذا وحده كفيل، بمثولهما أمام محكمة عسكرية، لبينان نوع الخيانة التي أشترك بها المالكي والدليمي، وأن كان هنالك ما يبرئها، فلما الخوف من الوقوف بين يدي القضاء، او الحضور لجلسات الأستجواب البرلمانية؟ “حرامي لا تصير من السلطان لا تخاف”

أذا أعتقد الوزراء الأمنيين الجدد، أن الأصلاحات ستكون تحت يافطة “عفا الله عما سلف” فسيبقى البعير على التل أبد الدهر.