23 ديسمبر، 2024 6:20 ص

توفى أثناء التحقيق!!

توفى أثناء التحقيق!!

هذه العبارة تتكرر في المجتمعات المتأخرة , التي إرتضت أن يكون عليها مَن يمتهنونها ويمحقون وجودها , ولا يمكن لها أن تُنطق أو تُكتب أو تحصل في المجتمعات المتقدمة , لأن الإنسان له قيمته , وفي المتأخرة لا قيمة له على الإطلاق.
وهذه الذريعة الفاحشة الوحشية صارت عادية ولا تثير أي إنتباه , أو ردة فعل لدى المجتمع , بل أن الأمر تحصيل حاصل , وإن الوفاة طبيعية ووفقا لمقتضيات التحقيق الجائر حتما.
فالمعتقلون في سجون الدول المتقدمة يتمتعون بحقوقهم وقيمتهم الإنسانية أكثر مئات المرات من الذين يعتقلون في مجتمعات متأخرة , فهم يتلقون الرعاية الصحية والإنسانية بأعلى معاييرها ومواصفاتها , وتخضع أماكن إعتقالهم للتفتيش والتقييم من قبل جهات متعددة معنية بحقوق الإنسان ومواءمة السجون للحاجات الإنسانية.
إن معتقلات الدنيا عبارة عن أماكن يتمتع فيها الإنسان بحقوقه وتطلعاته ويمكنه أن يدرس ويتعلم فيها ويتأهل , ويكون التحقيق بوسائل إنسانية ذات معاني معبرة عن قيمة الإنسان وإحترام حقوقه وإرادته ورؤيته وما يتصوره.
ودولنا تشتهر بمعتقلاتها الرهيبة المعروفة والسرية المتوحشة التي يتم تمزيق وجود الإنسان فيها روحيا وجسديا , وإلقائه جثة هامدة من قبل البشر الذي طلق باءه , وتحول إلى مسعور مدمن على التلذذ بتعذيب الناس وقتلهم بدم بارد ونفس وضيعة.
ولا يمكن تبرأة أي نظام حكم مهما إدّعى وتظاهر بالرحمة والرأفة من سلوكيات الفتك بالإنسان , فالقتل والوجيع أساليب للحكم في مجتمعات فقد فيها البشر قيمته ومعناه , وصار الكرسي رب عظيم الكل تتعبد في محرابه الرجيم.
وحكّامنا يتباهون بالتوقيع على عقوبات الإعدام , فذلك يشعرهم بالقوة والقدرة على القضاء على البشر , فهل ستنتهي هذه الوصمة الأخلاقية السيئة والعار السلوكي الذي يمتهن وجودنا؟!!