25 نوفمبر، 2024 11:56 ص
Search
Close this search box.

تواريخ و مفارقات عراقية!!

تواريخ و مفارقات عراقية!!

تصادف هذه الأيام ذكريات كثيرة فشهر نيسان له طعم خاص بالمناسبات العراقية سواء المتعلق منها بولادة الأحزاب أو الأشخاص أو تسنم المسؤوليات الأولى بالدولة بثمن باهض هو احتلال العراق، حيث توزعت الكعكة الحكومية على غرماء سياسيين ما أحدث شرخا مؤلما بالهوية الوطنية و النسيج العراقي أيضا.

نيسان العراق يختزل مراحل زمنية مهمة في أحداثها و ثقيلة بنتائجها، فمثلا تحول سقوط بغداد الى مناسبة وطنية ، تم الاتفاف عليها بشكل مخيف حيث تقول المعلومات ان احتلال بغداد حدث في 7 نيسان 2003 ، لكن ” الجماعة” أجتهدوا فأجلوا الاعلان يومين لكي لا يتصادف و تأسيس حزب البعث، وكأن معاول الدمار بدأت مهمتها مبكرا ، في تغيير كل خصوصية عراقية أو مناسبة، فتواريخ أعتى الأحزاب تبقى أقل وطأة من احتلال الأوطان، لذلك حان وقت اعادة توجيه بوصلة التفكير بعيدا عن مفهوم المجاملة و المكابرة على الفشل ، فالفقاعة من أنواع الزبد الذي يذهب جفاءا بينما يمكث في الأرض ما ينفع الناس، حكمة آلهية في التفريق بين الحق و الباطل بين الشرفاء و المجبولين على الخيانة و الغدر و الفساد.

ورغم أن السادس من نيسان يمثل علامة فارقة عراقية في السلطة و النفوذ، حيث انتخب لأول مرة جلال الطالباني رئيسا لجمهورية العراق بتوافق سياسي ، عكس المعمول به في دول العالم ليبقى العراق استثناءا دوليا، نقول و رغم ذلك لم يتصرف الطالباني بالمسؤولية العراقية بل ظل معتكفا على القومية، بدليل أنه لم يخرج من حدود كردستان في زياراته الميدانية، فلم يذهب الى البصرة و لم يتذوق ملوحة ماء آهالي البصرة مثلما لم ينبه الى خطورة التمدد الايراني في ديالى أنها واحدة من مفارقات نيسان الحزينة.

وعندما قلنا ان الحكومة العراقية هي كذبة نيسان عاتبنا البعض على قسوة الوصف، بينما لم يتوقف عند المضامين الحقيقية للمفردة، فبعد 11 سنة لم يكتمل بدر الخلافات في العراق و لم تشرق شمس الاستقرار المجتمعي، حيث القتل بات عنوانا للأخبار و سلوكا شخصيا لدى أغلب المسؤولين، وكأنهم تأثروا حد ” الهلوسة” بعقلية الاحتلال و خططه التدميرية، منذ أيام نيسان الأولى من عام 2003 يوم دمرت قوات الاحتلال الأمريكية هوية الدولة العراقية و استباحت سيادة البلاد و العباد قبل أن تنهى المعركة بانتخابات مشكوك بأرقامها، سيما و أن الجميع لم يتربى على الديمقراطية و التداول السلمي للسلطة لأنهم اقحموا باللعبة بقوة سلاح الاحتلال لا النضال.

نيسان أيضا سيضعنا في تحدي اضافي من خلال انتخابات تستنسخ غيرها، بسبب طبيعة الائتلافات و المشاريع و الأهداف ، بطريقة لا تختلف كثيرا عن سرية الوضع الصحي للطالباني صورة اضافية عن الخلل في المفاهيم و الأولويات يضاف اليها عدد كبير من الظواهر العراقية حيث تنقطع أخبار المسؤولين حالما يخسروا المنصب و كأنهم ولدوا من رحمه لعدد سنين فقط، فلا الرئيس الأسبق عجيل الياور متداول في الاعلام أو العلاقات العامة، و لاوزراء أو مسؤولين حافظوا على التواصل مع الحياة العراقية بمختلف مسؤولياتهم و انتماءاتهم.

ستبدأ خلال أيام سياسة التسقيط الشخصي و الاجتماعي كطريق للوصول الى السلطة، فهناك اشخاص لم يتعلموا من الحياة غير شهوة المال و المنصب، وآخرون يتعففون عن ملذاتها، لذلك سيركب البعض موجة الدفاع ” المميت” عن وحدة العراق و سيادته ، بينما يحتفظون بأوراق بديلة للتقسيم و الفيدرالية و ذبح الأبرياء على الهوية، لذلك لا يجب أن نلوم الانتخابات اذا نحن صوتنا بنفس عقلية القبول بمفاجئات نيسان 2003 ، لأن الصندوق الطائفي ملغوم و الأختيار الحزبي

كارثة سيما و أن غالبية كبيرة لا تحظى حتى برضا أبناء العائلة الصغيرة، مثلما لا يجوز خداع العراقيين مرة جديدة بشعارات لا تلامس الحقيقة أبدا و تصورات أقرب الى الوهم منه للواقع، فاذا كان الهدف انقاذ العراق تقع على عاتق المواطن مسؤولية الأنتصار للعقلاء رغم قلة عددهم لأن 20 نائبا عراقيا سيحققون ما عجز عنه المئات خلال 10 سنوات .. و الله من وراء القصد!!

*رئيس تحرير ” الفرات اليوم”

[email protected]
 

أحدث المقالات

أحدث المقالات