23 ديسمبر، 2024 4:43 ص

أنأى ،
وتقتربُ المسافةُ ،
والطريقُ إليهِ أبعدُ من بريق سحابةٍ
مرّت برفٍّ من يمامٍ لايحيدْ
أَغْضَى ، تغيضُ سماؤهُ
والنارُ تبتكرُ المآسي ،
تستجيرُ ولاتُجارُ ،
النارُ تشهدُ يقظة الأمطار،
تجرحُ غيمةً،
ما ليس تدركهُ الرعودْ
وجعٌ تمدُّ جناحَهُ الآمادُ
في الإفق البعيدْ
وجعٌ تناسل في الحنين الى الحنين،
وفي الوريد الى الوريدْ
وقد أعيشُ بشاطئيهِ،
أتنفسُ الظلماتِ من حزنٍ
تسرمّدَ في الحروبِ وفي الصديدْ
وفي المراراتِ العقيمةِ ،
في المراثي المرسلات مع البريدْ
وجعٌ مباحٌ يستزيدُ ، ويصرخ هل من مزيد ؟
ويستجيب ،
وهل يُجيبُ القمح ثرثرة الحصاد بيومِ عيدْ؟
أو حين يشهقُ بالسؤالِ،
وقد يجفُّ اللحنُ في شفةِ النشيدْ
………..
هذا الذي في الطيفِ حلّقَ ،
واستفاقَ على قلقْ
من جُرحِ صحراءٍ يُبَرْعَمُ في العَرار،
ومن دماء الياسمين قد انبثقْ
والفجرُ منطلَقٌ لهُ ..
في أيّما نهرٍ تعمّدَ وانطلقْ ؟
يا أيها النهرُ القديم
المستنيمُ على الشوطيءِ والنخيل ،
بجدولين من البكاءِ صبابةً ،
ومن الغناء عباءة المرجان يصعدُ في الفلقْ
أترى يحج الليلُ مُعتمراً ،
ومفتون السعادةِ بالقرنفل والشذا فيما خلقْ ؟
………..
أترى سوايَ يسألُ عن بلادي؟
يا بلادي .. حبيبتي ..،
إلآه .. الكبيرةُ في العيون ،
وفي القلوب ،
الجُرحُ أوسعُ من عُباب البحر ،
أفضى في السماءِ من البروق ،
وفي الوهادِ من الوهادِ
نهرانِ من نغمٍ قُراحٍ
والسهولُ مسربلاتٌ بالرمادِ
ألله ياعطشَ البوادي
ألله كم عطشت بلادي
ألله كم عطشت بلادي؟