(أصابعُ الكركم)
كُلمَا …
أرهقتني ذاكرتي
جَرجرتَها
وصيرتَها : وسادة ً لقدميّ
رأسي يتوسد عشري
لا غيمة َ
لماذا النجوم ناقصة ٌ في السماء !!
ما رأيتُ دلاءً لا يتصبب الماء من حوافها
بيد أنني : سمعتُ صريخاً نائيا مترباً
: مَن يغيّض مياه َ آبارِنا؟
توقفوا..
لا تسألوا الظل َّعن أبويه.
النخلة ُ بئرٌ مقلوبة ٌ
ريح ٌ
تطشّرُ صوبنا فتيت َ الكركم
فلا يرى أيٌ منّا صوتَه ُ حين يصيح
فالأشياء: صفراء َ صفراءَ
ولا تُسرّ الناظرين
(نول ُ)
هي لا تنقض …..
هي تصحح آثام النول.
وحتى لا يتمردُ النسيجُ
على مخيلة ِ أصابِعها
هي لا تصحح…
ربما تنفي شبحا ً يتعقّب ُ أحلامنا
يراودني قلقٌ
أخشى بِلا دراية ٍ منها
ستغزل وثاقا ً لرسغيها
هي لا تنقض غزلاً
ولا تنفي فكرة ً
ربما لا تروق لها التفاصيل
وهذه النسّاجة ُ
لا تُدرك طبعا : بالنقصانِ يكتملُ المعنى.
(مِلعقة ُ الأعمى)
يومها ..
الدرابين تنافس ُ (حديقَة الأمة) في كورنيش البصرة
ثمَة أعمى بعصاه يتلمسُ ما تحت قدميه
وبراحة يدهِ اليمنى يُبصرُ الحيطان
اليدُ والعصا لهما نفس ُ المأرب
: هو البحثُ عن خيط ٍ من السكّر
تذّوقه بأذنيه ذات فجرٍ
نساءُ محلتِنا : يتباسمن حين يرَونَ الأعمى
الخياطون حاولوا مساعدته خلسة ً
فأستعصم…
دارت الدنيا
عوائل ُ أنتقلت
آخرون استقالوا مِن الدنيا
الدرابين صارت مذاخرَ أدوية ٍ
البيوتُ الدفيئة ُ: تفتت ْ بين الورثة
وأبتنوا عماراتٍ تنشط ُ منتصف الليل
بأخطائهم الإملائية شوّه الخطاطون اسم َ محلتنا
البارحة ُ : ضيّف الأعمى نفسَه على حلمي
طلّب شايا
بتلك الإستكانةِ المذهّبةِ الخاصرة
وفعلتُ مثل َ أبي
وضعت ُالشاي وقندون السُكّر َ قداّمه ُ
بنعومة ٍ
من أصابعهِ اليمنى أزاحَ القندون
وبالنعومة نفسها صيّرَ سبّابتهُ اليمنى
: مِلعقة ً
في إستكانته ِ الساخنة ِ جداً