ببغداد فاتحين معهد عجيب بس حلوة الفكرة، هو معهد تعليم الغراب شلون يغرّد، تدرون مللينا من البلابل ود شتوفون وتسمعون شكاوى محلات سوق الغزل من كساد تجارة البلابل، أصلاً كل بلبل صاير بالقفص گد الدجاجة والبطة ومحد يشتريه، وهاي چانت بداية فكرة هذا المعهد، تقديم شي جديد وما موجود بسوق الحيوانات، وكلكم تعرفون قصة الغراب إللي ضيع المشيتين، فجماعة المعهد رادوا يتجنبون الخسارة وبدّلوا مهمة المعهد من تعليم الغراب مشية الطاووس إلى تعليم الغراب يغرد مثل البلبل.
وچان تجيهم أول طلبية، غراب عبالك عتوي مال گصاصيب متربي عالعز واللحم، والنوب هذا الغراب متوارث النعيق الغرابي من أجيال تفقيسية من مئات السنوات، وتعال هذا لازم يتعلم يغرّد لأن أكو ناس كبارية مشتريه ويرديون يهدّوه بحديقة القصر حتى يدهش كل واحد يدخل للقصر بهيئته الغريبة وتغريداته البلبلية الگلگلية، وطبعاً من يجي الأوردر من جهات عليا يصير الدفع خوش دفع، فأهل المعهد جاهم الخير سفتاحية وي هذا الغراب العتوي ، وإللي أستلموا وياه كتالوج كيفية إطعامه، وإللي يتضمن يومية شرب طاسة مليانة دم ولازم أكو بيها قطع لحم مثل التشريب، قطع لحم خماسية الشكل، من هذا شكل الغراب گالب عالعتوي.
المهم جماعة المعهد أعلنوا خطة طوارىء لازم هذا الغراب يغرّد خلال مدة أقصاها عشرة أيام بحسب العقد الموقع بين المعهد والجهة صاحبة الغراب، جابوا الغراب وحطوه بقفص من غير ما يدري هو قفص، وفتحوا له يوتيوب عن تغريدات بلابل، بس المشكلة أن هذا الغراب متربي في بيت ما أعرف سرداب ما سامع بيه غير (كلا كلا) وجماعة المعهد بالأول عبالهم الغراب مدمن يتفرج لعبات طوبة بالگهاوي وخاصة ريال مدريد وضربات الكلة مال راموس، بس بعد الإستفسار والتمحيص (جابوا جهاز تحميص خاص لهذا الغرض تهريب من دولة مجاورة) طلع الغراب يگول (كلا كلا) مو كلة راموسية.
وكل يوم يوتيوب وشلون تصير التغريدة حتى گام الغراب صدگ يحاول يغرّد وخاصة بعد ما طلعت له ريّش بيضة بوجهه مثل البلبل، وإذا إستمر هيچ يمكن بعد اسبوع طيزه يصير أصفر تماماً مثل البلبل، وطبعاً جماعة المعهد يومية يگلبوه يريدون يشوفون أكو لون أصفر تحت الشاصي لو لا، لأن إذا طلع اللون الأصفر فهذا نجاح إستثنائي للمعهد بتحويل الغراب إلى بلبل مو بس تعليمه تغريدة البلابل. وكانت أولى تغريدات الغراب صدگ تغريدة خرافية في طولها وتعدد النغمة إللي فيها حتى أكثر من بلبل إذاعة بغداد إللي چان يدوخ الناس كل يوم الفجر في إفتتاح الإذاعة، صاحبنا الغراب غرّد تغريدة تاريخية ما خلا مقام يعتب عليه، بداه من الرست والعجم وثم الصبا ونهاوند والكرد وبعدين الحجاز والبيات والفرعيات من كل مقام بحيث خلا الكل يگعدون يفسرون هاي التغريدة المليانة بالنغمات والمقامات، وهم زين أكو كاميرات تسجل كل تغريدة فالمعهد أرسل تسجيل هاي التغريدة لمعاهد تحليل التغريدات في دول الجوار، وطبعاً كل معهد فهم التغريدة وأهتم بيها في جزء المقام الخاص بالدولة إللي بيها، ومن وصل الخبر لصاحب الغراب شاف الشغلة ممكن إستثمارها في الدعايات التجارية، وصار يطلب من الغراب كل يوم تغريدة شكل وبنغمة شكل، وصار معهد تعليم الغراب معهد كل شغله شلون يطلعون كل يوم تغريدة حتى هذا الغراب العتوي يغرد بحسب الطلب مال صاحبه وحتى صاحبه يبيع التغريدة لدول الجوار إللي كل شي يمهم عجبة، والنوب تغريدة غراب.. فنتاستيك يا أبني..فنتاستيك.
وأهل المعهد صاروا صحاب وي الغراب فطلعوه من القفص، خاصة بعد ما شافوا أن الغراب نفسه گامت تلعب من طاسة الدم، فصاروا يفتحوله اليوتيوب على تغريدات البلابل ويروحون يستلمون المقسوم من صاحب الغراب. وقبل هيچ أسبوعين أستملوا خوش وجبة، وهم مشغولين بعملية عد وفرز الفلوس وتقسيمها بين خبراء المعهد، وم چان الغراب كلللش مسلطن وي نغمة بلبلية، چانت نهاية جناحه تجي على اليوتيوب وتطلغ أغنية ” بابا فين “، والغراب بعمره ما سامع هيچ نغمة لا في الملة الأولى ولا في الملة الآخرة، كلش إنسجم وي الأغنية، ومن رجعوا الخبراء بعد إنتهاء عملية العدّ والفرز چانت المفاجأة أن الغراب صارت تغريدته فقط ” بابا فين…بابا فين” ودخل في حالة من هستيرية تغريدية ووصل الخبر لصاحب الغراب إللي هدّد بقطع التوريدات المالية عن المعهد وفضح المعهد، من هاي جلسوا خبراء المعهد وأقروا خطة أزمة وخلال ثلاثة أيام صار الغراب يتصور نفسه هو (بابا) وبطّل يغني أقصد يغرّد بابا فين.
هسة الغراب العتوي ما عنده شي، ذاك هو، وجهه مليان ريش أبيض، گاعد بس يصيح ” آني بابا.. آني بابا” ، بينما خبراء المعهد يحاولون بطريقة ما أن يظهر اللون الأصفر في طيز الغراب كناتج فرعي من نتائج الإنتخابات، وإذا تسألني شنو جاب الإنتخابات بالنص راح أبچي بوجهك وأصيح : بابا فين.