كل الرؤساء الذين حكموا أميركا أمتلكوا بعض الكاريزما رغم الويلات التي صنعوها رغم الاوبئة التي خلفوها ورائهم لكن بعض الرزانة ومثلها الرصانة كانا حاضرين في مشهد الامبريالية لكن في عهد ترامب وصل العداء بين العالم الحر والعالم الرأسمالي المسلح الى ما خلف الأبعاد حيث لا تصالح لأن الصراع الفكري وصل الى نهايات مغلقة …
تجربة ترامب في ادارة البيت الابيض كسرت تلك الرزانة والرصانة لم يبقى هنالك اثر لأي شيء ذات قيمة سوى الطلاء الجديد الذي يتبختر على أسطح البيت الأبيض والمظاهر البرجوازية المصطنعة بين اللحظات واللحظات يغرد ترامب يكتب كلمات ليست كالكلمات لا تمت بصلة لا بمعجم اللغة ولا بخزانة العقل تهديد وعيد حقد كراهية عقد حسد عبارات أشكال أرناك يرتبها في مخيلته المريضة ومن ثم يضعها على مائدة تويتر البريئة كي يفسد التواصل بين بني البشر …
ترامب نسى انه بشري يرى نفسه بوضوح في المرآة ويعرف انه من ذات النوع الذي ينتشر بكثافة على سطح الأرض رغم هذا يتهمها بالخيانة فكيف أكون منهم وهم يكونوا مثلي يجلس على الكرسي المصنوع من جلود الفقراء والمحرومين يحرك كرة العالم يغمض عينيه تقف عن الدوران يضع أصبعه على بقعة ما وتبدأ جلسة التهريج والإبتذال عند تويتر يهرول الطائر الأزرق يبحث عن مخرج يحاول الطيران يسقط يلتقطه ترامب يقول له أن فعلتها مرة اخرى تغريدتي القادمة ستكون موجهة ضدك كخطوة تحذيرية ان لم تلتزم سأفرض عقوبات عليك …
من يملك وعيا حرا يدرك تماما ان ترامب وصل للحكم بالصدفة فلولاها لما أرتفعت أسهم وأنخفضت أسهم فهي تصنع من اللاشيء شيء ومن الشيء لاشيء ترامب نموذج حي لهذا المفهوم فهو اللاشيء الذي اصبح شيء المعادلة تعكس مضمونها ما حدث بعدها ان جميع الادوات اجتمعت حوله بقوة الصدفة لا بالاقتناع بها برز ما يسمى بالظاهرة الترامبية حيث اخذت بالاتساع والانتشار في جسد الفوضى التي تعيشها البشرية والنتيجة تويتر ضحية والكلمات ضحية …