17 نوفمبر، 2024 4:19 م
Search
Close this search box.

تراث الأمة المغفول!!

تراث الأمة المغفول!!

الأمة لديها تراث علمي ومعرفي متراكم عبر أجيالها ويؤلف معينا ثريا للإنسانية جمعاء , ومعظمه محجوب ومكدس في حزائن المتاحف والمكتبات الأجنبية , ومهمول في دياره التي وجد فيها.
عشرات الآلاف من المخطوطات الممنوعة من الظهور والمدفونة في ظلمات خزانات الكتب العالمية , والعرب عن جوهر ذاتهم غافلون , ومتوهمون أو يُراد لهم التوهم بأن تراثهم ديني فقهي وما يتصل به من فتاوى وتصورات إبنة مكانها وزمانها , ويراد لها أن تعم جميع الأمكنة والأزمنة , لكي تقتلهم بدينهم القويم المستقيم.
ولهذا تجد المفكرين ينبشون في الموضوعات الدينية وينهمكون بتأويل وتفسير النصوص والتركيز على ما هو ديني , ويهملون ما هو معرفي وعلمي وثقافي وإنساني , وكأن تراث الأمة ديني وحسب , وكأن الأمة لوحدها فيها دين.
وعندما نبحث في المنشور من الكتابات في الصحف والمواقع العربية , لا نجد ما يشير إلى التراث العلمي المعرفي إلا فيما قل وندر , وبنشاطات فردية محدودة , فلا توجد مؤسسات ذات قيمة تنويرية تهتم بمعارف الأمة وما قدمته للإنسانية من علوم وأبجديات كينونة حضارية مطلقة.
هناك أشخاص أدركوا جوهر التحدي وبواعث الإنطمار وهو يكابدون المعوقات ويتعرضون للإنتقادات , وهم يجاهدون في محاولاتهم لإظهار تراث الأمة الحقيقي , وزعزعة الكيان العربي ورجه بقوة لكي تستعيد الأجيال ثقتها بنفسها وتنطلق في مشوارها اللائق بها.
فالأمة قادرة أن تكون وتواكب وتنافس وترتقي في مسارات الزمن المعاصر , لإمتلاكها المؤهلات والعناصر اللازمة لصناعة ما تريده من التطلعات والغايات.
وما يعوزها الثقة بالنفس والإيمان بالقدرة على أن تكون , ومحو مفردة مستحيل من معاجمها اللغوية , ولتبدأ مشوارها المجيد العزيز.
والأمة ستكون , وستتفتح براعمها وتنبثق طاقاتها وتتألق مروجها الإبداعية , وتتواصى بالجد والإجتهاد والحضور المتوهج في عوالم الحاضر والمستقبل الزاهي بوجودها الساطع.
فهل من عودة إلى نبع التراث الحقيقي والتحرر من قبضة الهوان؟!!

أحدث المقالات