22 نوفمبر، 2024 9:48 م
Search
Close this search box.

تراتيل ما قبل الرحيل

تراتيل ما قبل الرحيل

“إليكِ ما أفكر فيه : حين تنهضين و تمرّين بقربي فإنني أنظر إليكِ و أتابعكِ بعيني و أسمع حفيف ثوبكِ فيسقطُ قلبي.” دوستويفسكي.
١
دعني اشيخ معك و أكبر معك
وحين أتلاشى تكون اصابعك
اخر ما اتشبث به
في هذا العالم
أخُفيك بين ملامحي
وتستند
كل حواسي اليك
كقمراً تاه عن مداره
وأنا التواقة لأكون
في سمائك نجمتك
2
فأنا وانت قطبان مختلفان
رتب لنا القدر حكاية
لم يكن لنا يدا ببدئها
وكيف ستُختتم ؟
3
دعني أعيش تفاصيلك الصغيرة
واوثق لك وعداً
بأن لا أتذمر من صمتك
ولا استغراقك بكتبك
ولا سهوك عند الظهيرة
بصحبة الجريدة و قهوتك
فانا مثلك
اعشق تزاوج المداد والقلم
والوقوف صامته
امام باعة الكتب القديمة
كأني أمارس طقس صوفي
يفجر بي طاقات للشعر
وان كان لرحيلي من بد
اذن سأرحل
تاركة لك قصائدا بيضاء
كحصى النهر
معطرة برائحة المطر
والنار والدخان والحطب
ودفء اصابع الامهات
قصائدا ستدهشك
لتجعلك تشرب من ادمعك
وتُطيح بالمسافات بيني وبينك
ولتكتشف بعدها

اني انا الصامتة بمحرابك
بقنوط
بأمل
بطيش
والتي ما همها ان يسمع العالم
اعترافها
وان لم يسمع
بانك تسري بشراييني
كسريان دم
دعني اقول ما عندي قبل الرحيل
ويبقى الخيار لك

أحدث المقالات