امريكا تتبع سيناريوهات متعددة لا تخلو من اكاذيب لتبرير فشلها في كثير من المناطق في العالم ومنها اكذوبة ما تروجه بأنها تريد انهاء المشاكل مع ايران من اجل التفرغ الى مواجهة الصين بينما في حقيقة الامر امريكا تتخذ من هذة الفرية حجة لتخفيف العقوبات عن ايران بدلاً من الرفع الكامل من اجل تهدئة التوتر بين الطرفين .. بينما ايران تصر على الرفع الكامل، لهذا ترفع من سقف اعتداءاتها على المصالح الامريكية لانها تعلم بأن ادارة بايدن لن ترد على تلك الاعتداءات .. هذا الموقف المتخاذل جعل امريكا في حيرة لا هي قادرة على رفع العقوبات نظراً للحسابات الداخلية والدولية خصوصاً بعد استلام رئيسي المتشدد الحكم في ايران ولا هي قادرة على أبقاء العقوبات بسبب ردود الافعال الايرانية التي تدفع بذيولها الى توجية ضربات ضد المصالح الامريكية .. لهذا بسبب الفشل الامريكي المتكرر في التعامل مع اغلب المشاكل العالمية والاقليمية جعل إدارة بايدن التخلي عن مواقف امريكا المتشددة اتجاه ايران وافغانستان والعراق حيث ظهر التماهي في ردع سعي ملالي طهران الى امتلاك السلاح النووي من خلال مفاوضات فينا، وكذلك الانسحاب المفاجئ والمذل من افغانستان، ثم اعلان برمجة انسحابها من العراق نهاية هذا العام، كل ذلك بحجة التفرغ لمواجهة المخاطر الاستراتيجية للصين وروسيا، اكيد حجج غير مقنعة للتغطية على الهزيمة والفشل خصوصاً بعد فشل العقوبات على ايران واصرارها بتحدي سافر على رفع نسب تخصيب اليورانيوم وبشكل مخالف لبنود اتفاق عام 2015 .. اما انسحاب امريكا من افغانستان اكيد نتيجة فشل سياستها التي ادت الى تكبدها خسائر كبيرة بالاموال والارواح لان انسحابها بهذة الطريقة المفاجئة بعد صفقة مذلة مع طالبان لتصبح البديل للحكم الهش الذي صنعته في افغانستان أفقد مصداقية امريكا اكثر من ما هي مهزوزة لان امريكا البراغماتية كما هو معروف لا تتعامل الا مع القوي المؤثر على الارض لذلك ببساطة بدلت حكومة أشرف غني بطالبان حسب بوصلة مصالحها دون مراعاة لالتزاماتها السياسية والاخلاقية مع حلفائها، فهل يدرك المنبطحين لامريكا هذة الحقائق بالرغم من بروبكندا الاجلاء من مطار كابل لاعطاء صورة مطمئنة للعملاء بعد فوات الاوان بأن امريكا لن تتخلى عنهم !!!
اما مشكلة العراق لا يوجد البديل القوي القادر على مسك الارض لتعقد امريكا معه صفقة قبل الرحيل .. لذلك سوف تساوم ايران لتسليمها العراق بالكامل لتفرض ارادتها بقوة الميليشيات الولائية التابعة لها كونها الماسكة للارض والمهيمنة على السلطة وذلك مقابل عودة ايران الى طاولة المفاوضات في فينا على امل عودتها للاتفاق النووي دون الادراك ان ذلك اصبح من المستحيل بعد عودة طالبان الى السلطة في افغانستان، لان سعي ايران الى امتلاك السلاح النووي اصبح أكثر الحاحاً واشد ضرورة من اي وقت مضى ليس خوفاً من اسطوانة التهديدات الاسرائيلية – الامريكية المضبوطة الايقاع وانما تحسباً لما سيحصل بعد احكام طالبان قبضتها على افغانستان وما ينتظر ايران من مخاطر يمكن ان تثار على الحدود بين البلدين لان السلاح النووي يعتبر وسيلة اطمئنان قبل ان يكون وسيلة ردع أستناداً لنظرية الغرب القائلة ان السلاح النووي وجد لصناعة السلام في العالم لهذا اصبح انتاج ايران للسلاح النووي امر حتمي وسوف تفاجئ العالم المنافق بانتاجها لهذا السلاح ليصبح الموضوع امر واقع كما اصبح سيطرة طالبان على افغانستان امر واقع بسبب سلسلة من الفشل للسياسات الامريكية في كل مكان لان امريكا جسدت حقيقة ثابته في سياستها الخارجية انها اينما تحل يحل الخراب، وهذا ما حصل للعراق الغير متجانس الاعراق والقوميات والاديان والمذاهب الذي احتلته بنفس الفرية التي احتلت فيها افغانستان لذلك سيكون مصيره بعد الانسحاب الامريكي المحتمل نهاية هذا العام اما الفوضى والانقسامات او عودة داعش او احياء مشروع بايدن لتقسيم العراق لان هاجس الخوف عند العراقيين تركهم يواجهون مصيرهم كما قالها الامريكان للافغان فهذا يعني احكام قبضة الميليشات الموالية لايران على العراق مثلما أحكمت طالبان قبضتها على افغانستان وبذلك لم يبقى من خيار للكرد والعرب السنة غير الانفصال وفق ما طرحه بايدن عندما كان نائباً للرئيس اوباما لتفادي الفوضى السياسية او الحرب الاهلية .