23 ديسمبر، 2024 9:36 ص

أنا إستعراقي ( لاحظ الشرح لمعنى الإستعراقي في نهاية المقالة ) من أبوين إستعراقيين بالولادة والموت والقيامة، أكلتُ مع أهلي طحين الحصة ( هذا إسم الدلع والتمويه حتى الحمار لا يبچي وإحنا ناكل أكله) ولبستُ حذاءاً خيطه سوداني تسع مرات حتى رأيتُ أبا القاسم الطنبوري في المنام وهو يترجاني أن أترك الحذاء لكي لا ينافس حذاءه، فكان له ذلك مع إحتفاظي بالقيطان للذكرى، وعشتُ الحصار بكل دقائقه وأيامه وإنذلليت وأنا أنتظر دوري لمكرمة ثلاث كيلوات من عظم هايشة صومالية، ثم في سِرة تعاركتُ في النهاية مع موظف من الأسواق المركزية من أجل لباسين قطنيين من إنتاج معمل الألبسة الرجالية في النجف، فإذا الحجم من قياس صغير وأنا حالي حال كل العربنجية لا أقبل إلا بالأكس لارج، فلم يقبل الموظف تبديل القطعتين فأصبح أحد اللباسين وصلة مسح الكاشي، والثاني صار وصلة نضعها تحت الطاوة حين نجتمع مساءاً في ليالي الحصار ونحن نتمالخ على طماطة مقلية مع بقايا بصل، وفي أيادينا قطعة يقال لها خبزاً وهي لاستيكة لا تقطعها الأسنان، وتلك ميزة كبرى فهي قطعة تجدد نفسها إلى أن نرى لمعان الطاوة والقطعة هي هي لم تصغر مساحتها. كما أنني قاتلتُ في حرب الكويت بعد إستراحة زمنية من حرب ثمان سنوات لم أغب فيها يوماً ولم أحمل لقب إفرار من الجيش، ليس جُبْناً بل ربما قدَراً وإحتراماً لأبي الذي كان يسبقني إلى كوي ملابسي العسكرية وحتى صبغ بسطالي، ثم يصعد قبلي في ريم متهالك الكراسي ليحجز لي مكاناً ويدفع الكروة لي، فعلَ ذلك طوال ثمان سنوات في كل إجازة، في الصيف والشتاء، فكان أبي هو وطني الذي قاتلتُ من أجله ثمان سنوات، وليس أي شيء آخر، فالوطن كذبة كبرى لا أصدقها، وكان ذلك هو السبب عينه في حرب الكويت رغم إختلاف الظروف، لكن أبي ظلّ هو الدافع لي إلى حربين مكرهاً ولكن مؤمناً.
كما أنني منذ طفولتي أكره الجيوب في ملابسي، وكنتُ كل مرة أمزق جيوبي لكي لا أضع فيها شيئاً، واكي لا أبدو كالبطريق حين تمتلىء جيوب البنطرون ، ولا أن تكون رائحتي كرائحة ولَد وياي في الإبتدائية حيث كان يضع نص لفة لبلبي في جيب سترة عريضة قال لي مرة أنها سترة أخيه الكبير الذي ذهب إلى حرب الشمال ولم يعد، فكان رائحته مثل عربانة لبلبي في صف مزدحم بكل الروائح التي كنا نطلقها إزعاجاً للمعلم حتى ينهي الدرس، لذلك لم أتعلم حب الجيوب ولا ما في الجيوب.
كما أنّ فيّ ميزة إنتخابية هي أنّني لا أرى اللون الأحمر رغم أن تلك الميزة أبعدتْ عني متعة قطع اللانجري الحمراء ، لكنها أعطتني قوة عدم رؤية الخطوط الحمراء، و كما ترون تلك ميزة وجاهة أخرى، فأنا بحاجة دائمة ألى سائق لأني لا أعرف ( قف ) في إشارات المرور، وطبعاً أقصد سائق تاكسي مو سائق جكسارة حتى يقضي الله أمراً في صناديق الإنتخابات. وميزة أخرى هي أنّ لي حساسية جلدية في رأسي فلا أقدر أن ألبس على رأسي قبعة أو أضعاً تاجاً، فليس لي قبعة تقيني حر الشمس، ولا عندي ( تاج راس ) أضعه وأفتخر به وأمشي بزهو گدام الآخرين لأن تاج راسي أكبر ( للعلم راسي چبير ). كما أنّ ليس لي محراب أتوجه إليه غير قلبي ومَن فيه.
لذلك:
أعلن قيام تحالف العربنجية، متحالف وي نفسي ومتصالح وياه وما نتزاعل حتى لو يوديني عناد نفسي إلى مشاكل، المهم قراري وإختياري، وهذا التحالف يدعو جميع من تنطبق عليه أية فقرة من الفقرات المذكورة فوگ أن يكون في هذا التحالف البرمائي ( لأن الإستراتيجي خلص كله أخذوه غير ناس ) لكي ندخل في الإنتخابات الجاية بقوة ، لأن إذا مو هيچ ترى الچلب الأسود يگول عالچلب الأبيض عَو، وإحنا تالي نمشي ورا الچلبين ونلم وصاخاتهم، وإذا تعبوا من العواء فحناجرنا جاهزة للعو بدالهم وأسنانا تعض دفاعاً عنهم، المهم ما نزاعل أي چلب، والعاقبة للوگية.

الشرح: لا أؤمن بوجود كتلة بشرية إسمها الشعب العراقي ولا بوجود أي شخص يحمل صفة العراقي، فإحنا كلنا لملوم وملمومين من بقايا أقوام وقبائل وقطاع طرق في مساحة أرض يُقال لها العراق، بمعني نحن إستعرقنا، لذلك فصفة ( الإستعراق ) هي الأدق تأريخياً وتوصيفاً لحالتنا اللملوم.

عن تحالف العربنجية
حضرة جنابي ومن تبعني إلى يوم ينتخبون.