18 ديسمبر، 2024 2:23 م

تباً لكل من يترحم على صدام

تباً لكل من يترحم على صدام

اعلن العراق يوم امس خروجه رسميا من احكام البند السابع والمتعلق بفرض العقوبات عليه وحق استخدام القوة ضده من قبل مجلس الامن الدولي وذلك اثر تبعات احتلال الجيش الصدامي دولة الكويت عام ١٩٩٠ .

وسدد العراق ٥٢ مليار دولار امريكي كتعويضات مالية لكل من تضرر بسبب حماقات وسياسات نظام البعث الصدامي والذي قرر احتلال دولة الكويت بعد انتهاء حربه المفروضة على الجاره ايران فشهدت سنوات الحكم الصدامي القمعي والتي دامت مايقارب ال٤٠ عاما شتى انواع السياسات العبثيه والقرارات الصبيانية والقمع والظلم والجور والتعذيب والتسفير والتهجير على الهوية وغيرها .

وهنا لابد لنا ان نتسائل وبعد انتهاء صفحة التعويضات العراقية للكويت وتسديده هذا المبلغ الكبير وبدون اي فائدة عقلائية تعود بالنفع على العراق وشعبه هل سيبقى الكثيرون بعقليتهم المريضة والحاقدة والسخيفة يترحمون على الطاغية صدام وايام حكمه ويسمونها ( بالزمن الجميل ) و ( ايام الخير ) !!! ام ان لتحكيم العقل والمنطق السليم والرؤيا الصحيحة المبنية على الوقائع والاحداث رأي اخر ومغاير ؟

ان قرار احتلال دولة الكويت من قبل الجيش الصدامي عام ١٩٩٠ لم يكن هو القرار الصدامي العفلقي الوحيد المتهور والرعوني على العكس فلقد شهدت ايام حكم الطاغية الارعن صدام وحزبه الكافر اشد العذابات والويلات والتنكيل والقمع فلم يسلم من بطشه وقمعه احد حتى تمادى في غيه وطغيانه ورعونيته ولم يعد يسمع من احد او الى احد وكان همه الوحيد تطبيق افكاره وقراراته المسمومه على ارض الواقع وبمساعدة وتنفيذ من ادواته القمعية اجهزة الامن والحرس الخاص والحرس الجمهوري والبعثيين والمخابرات وازلام مكتب اصدام وفدائيو صدام وفرق الاعدامات والشماشمه وكتاب التقارير وغيرهم من حثالات المجتمع وسرطان عفلق ونظامه النجس .

كل ما جرى على الكويتيين ابان احتلال دولتهم على يد الجيش الصدامي اهون بكثير مما عاناه ابناء الشعب العراقي على يد الطاغية صدام وزلام حكمه القذر لان الشعب الكويتي لم يعش العذابات والقمع الصدامي على مدى اربعون عاما ولم تطله حملات التسفير والتهجير على الهوية ولم يقمع ويعذب رجالاته كما قمعت وعذبت رجالات العراق الغيارى والمجاهدين حتى ملأت بهم سجون ومعتقلات العراق .

عاش ابناء الشعب العراقي ايام حكم الطاغية الارعن صدام وزبانيته اقسى ايام واشدها على الانسان ظلما وجورا وقتلا وتشريد فلم يسلم منه لا الحجر ولا الشجر اضافة الى الانسان فلو شاء القدر ووضع قانون لتعويض المواطن العراقي عن ما عاشه من ويلات وجور ايام البعث الكافر فلم يكن اي مبلغ او اي تعويض ان يسد او يوازي او يتناسب مع اهاته وحسراته وعذاباته .

ظلم وجور البعث الصدامي الكافر على الشعب العراقي تعدى كل وصف وقول وفعل واشارة فماذا نتذكر من ايامه الدموية هل نتذكر قتله العلماء ام المقابر الجماعية ام السجون والمعتقلات المرعبه ابو غريب والحاكمية والرضوانية ونكره السلمان والامن العامة والشعبة الخامسة وغيرها ام نتذكر ايام الجوع والقحط والحصار والتي اضطر من خلالها المواطن العراقي ان يبيع ممتلكات منزله واغراضه وملابسه من اجل البقاء على قيد الحياة لساعات فقط ام نتذكر حروبه الوحشيه ضد جارتاه ايران والكويت ام نتذكر سياسات القمع وكتابه التقارير على الناس وتسليط البعض على البعض الاخر ام نتذكر اشاعة الانحلال والرقص والعري والفسوق واللواطه وبث ثقافة الالحاد والطائفية في جميع مفاصل الدولة ام نتذكر حفلات اعياد الميلاد للطاغية الارعن والتي كانت تكلف العراق اموالا طائلة وشعبه يرضخ تحت وطأت الحصار والجوع تم نتذكر حملات التسفير للعوائل المسالمة والفقيرة وتحت ذريعة التبعيه ام نتذكر ماقامت به عصابات فدائيو صدام من قطع لصيوان الاذن والرمي من اعلى البنايات الشاهقة وقطع الالسن واعضاء الجسد ام نتذكر محاربته للشعائر الدينية والحسينية وضرب مراقد اهل البيت بشتى انواع الاسلحة ام نتذكر قمعه للانتفاضة الشعبانية المباركة عام ١٩٩١ في جنوب وشمال العراق والقضاء على سكان الاهوار وضرب الاكراد بالاسلحة الكيمياوية والمقابر الجماعية في اغلب محافظات العراق ام نتذكر عسكرته للشعب تحت عناوين سخيفه ومسرحيات هزيله ام نتذكر تهجيره للعقول العراقية وقتل كل المفكرين والادباء وغيرهم ام نتذكر سنوات الرعب والاعتقال للدرجة السابعة وبث مصطلح ( اسكت الحيطان الها اذان ) ام نتذكر محاربته للاحزاب الاسلامية واعدام قاداتها الافذاذ .

كفانا سكوت ومجاملة وتملق لايتام البعث الكافر والجوكرية وعملاء السفارة الامريكية كفانا مناصره وتذلل للقتله والمجرمين وتحت عناوين براقه ( الوحدة ..والتقيه …والحفاظ على النسيج … الخ ) كفانا وهن وضعف فلقد فقدنا كل امل نحو عراق ديمقراطي جديد فلقد تمدد الفكر البعثي من جديد في عقول اغلب طبقات المجتمع وتحت ذرائع محاربة الفساد والمناداة بالوطنية المزعومة ووحدة الصف لقد اصبح الراي العام مجير لاتباع صدام وايتامه وحورب المواطن الوطني النزيه كما حورب الدين المحمدي الاصيل واشيع التسقيط والتشهير والقذف والسب والشتم وتحت غطاء عفى الله عما سلف !!
يقولون حلماً قلت للحلم موضعُ
وحلم الفتى بغير موضعهِ جهل ُ