23 نوفمبر، 2024 12:24 ص
Search
Close this search box.

تاريخ الحركات الباطنية

تاريخ الحركات الباطنية

5- الشيخية
لقد ظهرت العديد من حركات الغلو الباطنية في المشرق الاسلامي في أواخر القرن الثامن عشر، وبلغت قمة غلوها في القرن الثاني عشر الهجري/ منتصف القرن التاسع عشر.
ظهرت هذه الحركات في إيران، عندما حكمتها سلالات(= أسر تركمانية عديدة): الصفويون 1501-1722م، والافشاريون 1736-1749م، والقاجاريون1796-1925م كانت تنتمي في عقيدتها للمذهب الشيعي الاثنا عشري. كان همها الأكبر استنزاف خيرات البلد من أجل أطماعها وبقائها في السلطة، فضلاً عن تلقيها الدعم الغربي؛ لذا سمحت بطيب خاطر للتغلغل الروسي والبريطاني في شؤون إيران للوقوف بوجه الدولة العثمانية؛ حتى وصل الأمر بالشاه الصفوي عباس الأول (1588-1629م) إلى تمني زوال المساجد والجوامع في الدولة العثمانية؛ ومن أجل ذلك فقد سمح للعديد من إرساليات التنصير الغربية بشقيها الكاثوليكي والبروتستانتي للعمل داخل إيران ابتداءً من بداية القرن السابع عشر، وهذا ما ألقى بظلاله في ظهور العديد من الشخصيات الباطنية التي تحمل أفكارًا مخالفة لعقائد الاسلام، وقامت بتأسيس وهندسة الكثير من الحركات، والتي كانت لها جذور تاريخية في البيئة الإيرانية، من قبيل الحركات: الخرمية، والبهافريدية، والاستاذسيسية، والبابكية ،والمازيارية، والمقنعية، والحروفية، وغيرها، ومن هذه الحركات:

لم تنقطع مؤامرات الحركات الباطنية على العقيدة والفكر الإسلامي في التاريخ حتى الوقت الحاضر، وفي بداية القرن التاسع عشر الميلادي تم تجديدها على يد شيخ فاسد العقيدة غامض الفكرة والأسلوب، يثير حوله جوًا من التقديس الكاذب، وهو الشيخ أحمد بن زين الدين الإحسائي (1753- 1826م)(1) والذي أسس طريقة منشقة عن المذهب الشيعي الاثنا عشري على نمط الاخباريين، الذين جل اعتمادهم على القرآن والاحاديث والاثار المنسوبة الى النبي والائمة فقط، دون اعتبار للعقل(2 )، سميت فيما بعد بـ (الشيخية)( 3)
والشيخية يقولون: إن الحقيقة المحمدية تجلت في الأنبياء قبل محمد (صلى الله عليه وسلم) تجليًا ضعيفًا، ثم تجلت تجليًا أقوى في محمد والأئمة الاثني عشر، ثم اختفت زهاء ألف سنة (260– 1260هـ/874-1844م)، وتجلت فيما بعد في الشيخ أحمد الإحسائي الذي هو الركن الرابع(4 )، وفيما بعد في الشيخ (كاظم الرشتي ت1843م)(5)، ثم تجلت في (محمد كريم خان الكرماني ت1870م)( 6)، هذا التجلي أو الظهور هو أعظم التجليات لله والأئمة.
والركن الرابع من الشيخ الإحسائي إلى ما بعده هم شيء واحد، يختلفون في الصورة ويتحدون في الحقيقة؛ التي هي الله ظهر بينهم أو حل في أجسامهم (على غرار تجسيد النصارى للمسيح).
ويعتقدون أن محمدًا رسول الله، وأن الإئمة الاثني عشر هم أئمة الهدى، ومعنى الرسالة والإمامة عندهم أن الله تجلى في هذه الصورة فمنهم: رسول ومنهم إمام، ويعتقدون أن اللاحقين هم أفضل من السابقين. وبناء على ذلك فـ (الشيخ أحمد الإحسائي) في رأي أصحابه أعظم من جميع الأنبياء والمرسلين، ويعتقد هؤلاء أيضًا بالرجعة ويفسرونها بأن الله بعد أن غاب عن صور الأئمة رجع وتجلى تجليًا أقوى في الركن الرابع الذي هو (الشيخ أحمد الإحسائي) ومن يأتي بعده
الشيخ أحمد الإحسائي من الشيعة الحلولية الذين يقدسون عليًا على غرار الشيعة النصيرية (العلوية)، وأدلته الفلسفية مستقاة من مذهب الصوفي الشيعي الإيراني (الميرداماد) المتوفى سنة 1631م، والفيلسوف الإيراني الباطني المشهور (ملا صدرا الشيرازي) المتوفى سنة 1640م.
وترشح كتاباتهم بأنهم يعتقدون في (علي بن ابي طالب) على نحو ما يعتقده فلاسفة الأفلاطونية المحدثة في العقل الأول(7)، بل أدهى وأُمر.
أما اعتقادهم في يوم القيامة فهو اعتقاد باطل مخالف لنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وإجماع الامة، فقد أقروا بوجود جنتين و جهنمين إحداهما في هذه الدار العاجلة (الدنيا) والأخرى اللاحقة (= القيامة)، وأن الجنة هي الولاية والاعتراف بالقائم ولا فرق. أما يوم الحشر فإن الخلق لن يعودوا إلى الله وفق تعاليم الإسلام وإنما إلى المشيئة الأولى، وأن البعث (= النشور) لا يكون في الأجسام المشهودة بل في أجسام لطيفة كثيفة (= هورقليائية) هي أجسام بين عالم الكثافة وعالم الجنة الروحاني؛ وبعبارة أخرى فإن فكرة الإحسائي حول مسألتي المعاد والمعراج الجسماني تعد بدعة في العقيدة الإسلامية، فقد كرر أن جسم الانسان مكون من أجزاء متباينة مستمدة من الطبائع الأربعة (= الماء والتراب والهواء والنار) والأجسام التسعة السماوية، والجسم الذي يقوم في يوم القيامة لا يتكون إلا من الأجزاء السماوية، وأما الطبائع الأربعة فإنها تعود إلى الأرض بمجرد الوفاة؛ وعلى هذا فإن معراج النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى السماء كان روحانيًا بالجسم الهورقليائي، لا جسمانيًا.
وقد استخدم الشيخ الإحسائي جميع وسائل الباطنية من: تأويل، وحلول، وتناسخ، وتقديس للأنبياء والائمة، فالإمام مخلوق من نور الله وأنه صاحب المشيئة في العالم لأنه نفس الله! ولم يتورع الإحسائي عن الاستناد على روايات كاذبة وأحاديث ضعيفة منسوبة إلى أئمة الشيعة الاثني عشرية في تمرير أساطيره وخرافاته التي بلغت أكثر من مائة رسالة وكتاب بين أتباعه الذي حاولوا دون جدوى توضيح آراء أستاذه والدفاع عنها.
وقد طرح الشيخ أحمد الإحسائي نظرية (الكشف) المشابهة لنظريات بعض الصوفية، ومفادها: “أن الإنسان اذا صفت نفسه وتخلص من أكدار الدنيا يستطيع أن يتصل بأحد الأئمة من أهل البيت عن طريق الكشف والأحلام، فيوحي له الأئمة بالعلم الغزير وتكشف له الحجب”، وادعى انه حصل على العلم بهذه الطريقة (= الكشفية) وقال: “إنه رأى في منامه ذات ليلة الإمام (الحسن بن علي) فأجابه عن مسائل كانت غامضة، ثم وضع فمه الشريف على فمه وأخذ يمج فيه من ريقه، وإنه علمه بيتًا من الشعر كلما قرأه قبل النوم رأى في منامه أحد الأئمة وأتيحت له فرصة التعلم منه”.
وقد فتح الإحسائي بابًا واسعًا للتطرف والغلو، وراح يبث أفكارًا غريبة، كالقول بأن المعصومين الأربعة عشر، أي النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وفاطمة والأئمة الاثني عشر؛ هم علة تكوين العالم وسبب وجوده، وهم الذين يخلقون ويرزقون ويحيون ويميتون، ومع أنه كان يقر بأن الله تعالى هو الخالق الرازق والمحيي والمميت في الحقيقة؛ إلا انه كان يقول: “بأن الله العزيز قد تكرم عن مباشرة الأمور بنفسه وأوكلها الى المعصومين الأربعة عشر حيث جعلهم أسبابًا ووسائط لأفعاله، فهم مظاهر لأفعال الله ومحال لمشيئته”.
وكان الشيخ الاحسائي قد عكف في مدينة كربلاء على تأليف كتابه(شرح الزيارة) أورد فيه روايات مزعزة على كفر الخلفاء الراشدين الثلاثة، ونقلت التقارير الى بغداد خبر هذا الكتاب مع نسخة من الكتاب؛ الامر الذي أغضب الوالي العثماني على العراق (داود باشا) فأرسل حملة عسكرية للقضاء على فتنة (الشيخ احمد الاحسائي)، وقد وصلت الحملة الى كربلاء في الثالث عشر من شهر شوال 1241هـ/1826م، ولكن الاحسائي استطاع الفرار مع افراد اسرته الى داخل الجزيرة العربية وتحديداً منطقة الحجاز قبل وصول الحملة العثمانية ؛ حيث مات بالقرب من المدينة المنورة بتاريخ 21 من شهر ذي القعدة 1241هـ/1826م عن عمر ناهز الخامسة والسبعين ودفن في مقبرة البقيع(8).
خلفت هذه الآراء الأسطورية والروايات الضعيفة ردود فعل عنيفة داخل الأوساط الدينية في كربلاء، حيث رد عليه العديد من علماء الشيعة الاثني عشرية وعدّوه منحرفًا عن مذهبهم ومغاليًا في الإسلام، بل وصل الأمر بهم إلى نعته بالكافر على حد تعبير عالم قزوين (ملا محمد تقي غاني)(9)، فضلاً عن علماء آخرين أمثال السيد (محمد مهدي الكاظمي)، و (الشيخ محمد مهدي الخالصي)، مما أدى إلى هروبه من كربلاء قاصدًا المدينة المنورة حيث مات فيها.

وبخصوص علماء الشيعة المعاصرين فهم يعدونهم من أتباعهم، فعندما سأل الشيخ علي الكوراني ماهي عقائد المذهب الإحقاقي؟ وهل هم خارجون عن مذهب الشيعة الاثني عشرية؟ فأجاب: ” لايصح التعبير بالمذهب الإحقاقي، حيث لم يدع الشيخ الإحقاقي قدس سره أنه صاحب مذهب ولا أجداده ولا أتباعه، بل مذهبهم التشيع لأهل البيت الطاهرين، وهم إمامية إثنا عشرية، يسمونهم الشيخية أي أتباع مدرسة المرحوم الشيخ أحمد الإحسائي قدس سره، وفرقهم عن غيرهم من الإمامية أنهم يقولون بمقامات لأهل البيت المعصومين صلوات الله عليهم، ويناقشهم في بعضها بقية العلماء، ويتهمهم بعضهم بالغلو. ولا خلاف بين الشيعة في ثبوت المقامات للأئمة عليهم السلام، فالخلاف بين الشيخيين وغيرهم صغروي، والأمر تابع لدليله وما يثبته لهم الكتاب والسنة. كما يوجد لبعض علمائنا إشكالات على المرحوم الشيخ أحمد الأحسائي وعلى الإحقاقيين، ويرون أن لهم شطحات تضر بعقيدة التوحيد. والموقف الصحيح أنه يجب أن تبقى هذا المباحث العلمية بين العلماء، وأن لا يخوض المؤمن فيما لايعلم، ولا يرتكب تكفير أحد بما لا يعرف، ويحرص على وحدة المؤمنين وترسيخ الأخوة بينهم، خاصة في وقتنا الذي وقعت فيه مشكلات بعد وفاة المرحوم الشيخ عبد الرسول الإحقاقي قدس الله نفسه”.
وما تجدر الإشارة اليه هو أن الفكرة الباطنية نظرًا لما يحيط بها من غموض وإبهام، ولما في طرق تأديتها وتعاليمها من رموز وإشارات قد يتعذر وجود شخصين متفقين فيها، وهذا ما جعل (كاظم الرشتي) يخالف أستاذه (أحمد الإحسائي) في كثير من مبادئه ويؤسس له طريقة جديدة عرفت بـ (الطريقة الكشفية)؛ وهذا بعينه أيضًا هو الذي حدا بالميرزا (علي بن محمد الشيرازي) أن يؤسس بعد مدة دينًا جديدًا (= الدين البابي) رغم اتصاله الشديد بأستاذه (كاظم الرشتي)(10) .
وكانت الشيخية في حياة السيد متفقة على زعامته ومرجعيته ولكن بعد وفاته انقسمت إلى فرقتين، فرقة تبعت (الحاج محمد كريم خان الكرماني) المتوفى سنة 1870م وعرفوا فيما بعد بالركنية، وفرقة تبعت (الميرزا حسن گوهر الحائري) ثم (آل الاسكوئي) من بعده فعرفوا بالكشفية.
وهكذا برزت إلى الوجود مدرستان: مدرسة تبريز والمسماة بشيخية تبريز ومشيخة كرمان، ووقع نزاع بينهما.
وزعيم الشيخية التبريزية الآن (عبد الله عبد الرسول الإحقاقي) وموطنه الكويت، وزعيم الشيخية الكرمانية الآن (الحاج عبد الرضا خان الإبراهيمي)، وموطنه مدينة كرمان في جنوب شرق إيران، ولهم مركز واسع في العراق في مدينة البصرة وأكثرهم متواجدين في منطقتي (التنومة)، و(المُدَيْنة)، وينوب عن الزعيم الخان (السيد علي الموسوي) وقد بثت هذه الطائفة بعض الآراء والأفكار التي أدت إلى حدوث النزاع بينهم وبين الطرف الآخر، وقد ذكروا عدة فروق بينهم وبين الشيعة الأصولية تزيد على ثلاثين فرقًا، إلا أنّها في الحقيقة مسائل جزئية لا يمكن جعلها من الخصائص المكونة للفرقة الشيخية، وأهم المسائل التي طرحت وهي محل الخلاف بين الطرفين هي أربع: المعاد الجسماني، والغلو، والتفويض، والمعراج، والركن الرابع. فإن هذه المسائل هي أهم نقاط الخلاف بين الشيخية وغيرهم.
وقد أدت الأفكار التي طرحها الشيخية إلى حصول نزاع شديد بينهم وبين خصومهم واتخاذ بعض المواقف من قبل ما تبنوه من آراء وأفكار. وعمومًا فإن من يرجع إلى الأفكار التي طرحها الجانبان (الكرمانية والتبريزية) يجدها تحتوي على أمور غريبة لا تمت إلى الدين الاسلامي بصلة؛ حيث جعلوا الفروع من الأصول، بل وأضافوا إلى الأصول أشياء لم يقم عليها دليل قرآني أو روائي(= رواية الاحاديث من الرسول والائمة) كمسألة الركن الرابع والتي جعلوها من أصول الدين ومن لم يؤمن بها أو لم يعرفها فهو لم يعرف التوحيد ولا النبوة ولا الإمامة.

المصادر والهوامش:
1- الشيخ احمد الاحسائي: ولد في شهر رجب من عام 1160هـ/ في قرية مطيرفي من قرى الاحساء، وهو نجل زين الدين بن داغر بن رمضان من اهالي الاحساء احدى نواحي القطيف المتآخمة للبحرين، نشأ في اسرة كانت تعتنق مذهب اهل السنة، والجماعة عاش في البادية كسائر اجداده. بعد حصول خلاف عشائري إضطر الى الابتعاد عن منطقته والتوجه الى احدى قرى الاحساء، ولم تمضي مدة حتى ترك مذهب آبائه واعتنق مذهب الشيعة الاثنا عشرية. وفي العشرين من عمره أنهى دراسة المقدمات في العلوم الاسلامية وآداب العربية، بعدها توجه الى مدينتي كربلاء والنجف وحضر مجالس وحلقات تدريس علماء الشيعة من قبيل السيد بحر العلوم والوحيد البهبهاني وجعفر بن الشيخ خضر المشهور بكاشف الغطاء والسيد علي الطباطبائي. وبعد انتشار الطاعون في العراق غادر الى البحرين ليقيم فيها اربعة سنين ويلتقي بامام الشيعة الاخباريين (يوسف البحراني) واظهر ميلاً الى اعتناق المذهب الاخباري. بعدها سافر الى ايران مع بعض اتباعه ولقي حفاوة فيها، وفي اعقاب لقائه ببعض العلماء الايرانيين في مدينة قزوين أن صدرت بحقه فتوى في تكفيره إثر اعلانه آراء جديدة في موضوع المعاد، ذلك أن الاحسائي يذهب الى أن المعاد سيكون بالجسم الهورقليائي وفي هذا البدن نفسه مثل الزجاج في الصخر. لذلك غادر ايران الى كربلاء والف فيها كتابه (شرح الزيارة) كفر فيها الخلفاء الراشدين الثلاثة؛ مما اثار غضب والي العراق(داود باشا). وعلى اثرها غادر احمد الاحسائي الى مكة المكرمة ووافاه الاجل بالقرب من المدينة المنورة في 21 ذي القعدة 1241هـ/1826م. عن عمر ناهز الخامسة والسبعين ودفن في مقبرة البقيع. ينظر، سعيد زاهد زاهداني، البهائية في ايران، ترجمة: كمال السيد (بيروت:مركز الحضارة لتنمية الفكر الاسلامي،2005م)،ص142-149.
2- العقل له منزلة معتبرة عند الاصوليين الشيعة على عكس الاخباريين.
3- نسبة الى الشيخ احمد الاحسائي.
4- الركن الرابع يأتي في التسلسل بعد الله جل جلاله والرسول النبي والائمة الاثناعشر
5- الشيخ كاظم الرشتي بن السيد قاسم الرشتي ولد في مدينة رشت الايرانية عام1212هـ/1790م، وبعد أن درس مقدمات العلوم السائدة في عصره التقىى بالشيخ احمد الاحسائي في مدينة طهران خلال إقامة الاخير فيها عام1816م، وقد لاحظ الاحسائي نباهة في تلميذه فقربه وأقبل على تربيته وتعليمه، وقد اشار الاحسائي الى تلميذه كاظم بالسفر الى كربلاء والاقامة فيها. وعندما هرب الاحسائي الى مكة المكرمة قادما من كربلاء بعد تكفيره من قبل علماء الشيعة الاثنا عشرية أوكل إدارة امور اتباعه الى أكثر تلامذته جدارة وهو السيد كاظم الرشتي، فجعله خليفته عليهم وسلمه زمام الامور وكان يومذاك في الثلاثين من عمره. توفي السيد كاظم الرشتي عام1259هـ/1843م في مدينة كربلاء وكان تلامذته كثيرون؛ لكنه لم يختر من بينهم خليفة له؛ ذلك انه كان يقول إن ظهور الامام الغائب بات وشيكاً ولا حاجة لتعيين خليفة له. ومن هنا ظل الوضع بعده مجهولاً و احد يعرف من سيكون الركن الرابع ورأس الشيخيين.
6- هو الحاج كريم خان بن ابراهيم خان الكرماني ابن عم الملك (فتح علي شاه القاجاري 1796-1822م) وحاكم ولاية كرمان، وكان كريم خان من تلامذة كاظم الرشتي الكبار فلم يعترف بزعامة علي محمد الشيرازي، بل وبالعكس نازعه رئاسة الشيخية وادعى لنفسه النيابة الخاصة للامام الغائب (= المهدي المنتظر) بعد وفاة كاظم الرشتي. توفي عام1870م وخلفه ابنه محمد خان المتوفى سنة1324هـ/1939م، وبعده ابنه زين العابدين خان المتوفى 1360هـ/1950م، وبعده ابو القاسم خان الموجود حالياً. ينظر: احسان إلهي ظهير، البابية عرض ونقد (لاهور- باكستان: إدارة ترجمان السنة،1981م/1401م، ص95.
7- العقل الاول بمنظار فيلسوف الافلاطونية المحدثة اليوناني (أفلوطين) يعادل ما معناه الذات الالهية، ينبثق منها الفيوضات التي هي مثابة عملية الخلق في الاديان السماوية.
8- سعيد زاهداني، البهائية في ايران، ص146-147.
9- اغتاله البابيون بسبب فتوى التكفير التي أصدرها بحق الشيخ الاحسائي، غثر اعلانه افكار جديدة في المعاد، وتولى المهمة أحد اقرباء قرة العين (زرين تاج) المقربة من زعيم البابيين (الشيرازي).، ولذا يطلق عليه الشيعة الاثنا عشرية (الشهيد الثالث). ينظر ، زاهداني، المرجع السابق، ص146.
10- عبدالرزاق الحسني، البابيون والبهائيون في حاضرهم وماضيهم، ص24-25.

أحدث المقالات

أحدث المقالات