18 ديسمبر، 2024 9:47 م

الأبله: ضعيف العقل مُغفّل

تأريخ البشرية يخبرنا بأن الواقع الأرضي يتوافق مع نوعية القابعين في الكراسي , فإن كانوا من الأذكياء عمّ التقدم والرخاء , وإن كانوا من الأغبياء ساد الفحش والجرم والعناء.

ومن الأمثلة التوضيحية , أن اليونان غيرت الدنيا عندما برز فيها أفذاذ في فترة متقاربة أو زمن واحد , وفي مجتمعاتنا برز في مصر في القرن العشرين أفذاذ متميزون بصنوف المعارف والفنون فقدموا روائع خالدة لا تزال تتفاعل معها الأجيال.

ودول الأمة حرمت من القادة الأفذاذ على مدى القرن العشرين , ولا تزال في محنة غياب القادة المؤهلين لصناعة الحاضر المعاصر والمستقبل الزاهر.

وفي زمننا المتأجج تحتفي الكراسي بقادة بلهاء , يتمتعون بالتبعية والإذعان لقوة تسخرهم لإفتراس غيرهم وعلى حسابهم , فتراهم يهرولون مذعورين خلفها , وهي تحركهم وفقا لمصالحها وما تقتضيه صراعات القوى اللازمة لتأمين الهيمنة وإدامة السطوة.

وتبين أن العالم محكوم بقوة واحدة تقرر مصير دوله , فلا فرق بين دول الأمة وغيرها من دول العالم , حتى الدول الأوربية تبين أنها مكبلة الإرادة ومحكومة بقدرات القوة الفاعلة في الأرض بتأسد وإستبداد مطلق.

وهذا يفسر كيف أن دول المنطقة تواصلت كالسندان الذي تقع عليه مطرقة الجموع المتحالفة مع الأسد الأقوى الذي يفتك بالدنيا كما يشاء.

ذلك الأسد يجيش الآخرين ويخشى التقدم لوحده إلى سوح الوغى , وبسبب التحالف الجائر للآخرين معه , فأنه يستعمر ويفترس ويستحوذ على ثروات الآخرين , والكل تصفق له وتدين بما ينادي به من رؤى وتصوراات , وما يؤججه من صراعات وتفاعلات يجني ثمارها بعنفوان شديد.

وبموجب ذلك فالدنيا تسير بإندفاعية عمياء نحو هاوية سحيقة , لن تخرج منها بعد قرون وقرون!!

فهل من قدرة على إزاحة البلهاء عن كراسي تقرير المصير؟!!

و”مَن أطاق التماس شيئٍ غلابا…واغتصابا لم يلتمسه سؤالا؟!!