23 ديسمبر، 2024 8:03 ص

بين حانة ومانة ضاعت لحانا!!

بين حانة ومانة ضاعت لحانا!!

قصة هذا المثل معروفة ويحضر عند متابعة الذين يكتبون عن الواقع العراقي , وكيف أنهم يتخبطون ما بين ” حانه ومانه” , ولا يأتون بما هو نافع ورشيد , ينظرون ويتفلسفون ويحللون ويتمنطقون , والنتيجة “صفر على الشمال”!!
ماذا يجري؟
لماذا الكتاب منقسمون؟
بعضهم إيراني الهوى والطباع والمزاج والإنتماء!!
وبعضهم عدواني التطلعات على العراق والعراقيين!!
والبعض الآخر نصب نفسه حكيما ومفكرا ومنظرا , وراح يُطلق تصوراته ومشاريعه الخلاقة المنبثقة من صناديق عزلته وبعده عن ويلات البلاد ومقاساة العباد!!
وتنهال المقالات والتصريحات والخطب والأجندات والمشاريع والبدائل , وكأن الوطن في خبر كان , والمواطنين من الضمائر المبنية للمجهول!!
الشباب الواعد الصاعد المنور الحكيم الذي يحاول تحرير وطنه من أنياب الوحوش ومخالب المفترسين , والذين يتراقصون على الهامش يجتهدون بما لا يتوافق والحالة , التي تواجهها قوات غاشمة بما هو محرم دوليا , ويؤكد إرتكاب جرائم ضد الإنسانية والدين والمذهب والله والكتاب والرسول , وكل القيم والمعايير الأخلاقية المتعارف عليها في عالم الحيوان وليس الإنسان.
فالكثير من المدعين بالأخلاق والدين يفتكون بشراسة بأهل الدين , كما تحلو لهم أهواءهم وما جاءهم من فتاوى المتاجرين بالدين , والذين يحسبون أنفسهم نواب رب العالمين , ولهم الحق بالفعل المشين وتزينه على أنه من جوهر الفضيلة والحق المبين.
يا ليت القِوى التي تدّعي أنها تمثل الدين تحكم البلاد بما يعبّر عن جوهر الدين , وتشيع الرحمة والعدل والخلق الإنساني القويم , لكنها جميعا وبلا إستثناء تنتهك بإسم الدين أبسط حقوق الإنسان , وتغتال معنى الرحمة والأخوة والدين.
ووفقا لرؤاها جميعا أصبح الدين وحشية وإفتراسية مروعة , ومناهج لسفك الدماء وزهق الأرواح , فالجميع مدجج بفتاوى المحق الفظيع المقدس الذي يقرّب إلى الرب زلفى ويترجم درجة إيمان الحافين بأباليس الشرور وإنتهاك حرمات الدين.
إنها مصيبة دين بأهله , فلا تعتبوا على رأي الآخرين بالدين!!