23 ديسمبر، 2024 10:11 ص

بين المنصور العباسي (ت158للهجرة) مؤسس مدينة بغداد وحاكمها القوي …وبين من يحكم بغداد اليوم حاكمها الضعيف..

بين المنصور العباسي (ت158للهجرة) مؤسس مدينة بغداد وحاكمها القوي …وبين من يحكم بغداد اليوم حاكمها الضعيف..

يبدو ان الرئاسات الثلاث منذ ان أنشأت في العراق الجديد ، لا تعرف موقعها ومسئولياتها في الدولة وخدمة المواطنين ، مثلما كان حكام العراق الأوائل يحكمون ، متناسين واجبات الحاكم حين يقسم اليمين في حكم الدولة وكيفية التطبيق .اذن لابد من كشف مسئولية الحاكم القديم ليتعلم منه الجديد كيف يحكم بالقسم واليمين ؟ متناسيا ما أمر الله به في الوصايا العشر وما قرره الله تعالى على من خان وغدر..في القانون والدستور .
يقول الخليفة المنصور العباسي(ت158للهجرة) لأبنه المهدي وهو يشعر بدنو الاجل قبل سفره الاخير للحج اًملاً بالشفاء..
أسمع يا بني : كلام أقوله لك ولن أقوله لاحد غيرك ،هكذا قرأناه في وثيقة المدينة : ” ان الأجل للأنسان مقدر بقدر، والقدر كما هو معروف،هو الوجود الحتمي خارج الوعي الأنساني ، وهو فلسفة ربانية من نِعمَ الله على النفس حين لا تعلم قدرها قبل حدوثه لقول الحق : “ولكل أمةٍ أجل فأذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون،الأعراف 34.فعليك بالحقوق قبل دنو الآجل.
ويقول له :اسمع يابني : انظرهذه المدينة – ويقصد بغداد التي صرفت على بنائها 20 مليون دينار ذهبي – اياك ان تستبدل بها
2
غيرها،وقد جمعت لك فيها من الأموال ما ان كُسرَ عليك الخراج عشر سنين كفاك لارزاق الجند ونفقات الرعية ومصلحة الثغور ،فاحتفظ بها فأنك لاتزال عزيزا ما دام بيت مالك عامراً …!
.ويقول له : يا ابا عبدالله ويقصد ابنه المهدي: أستدم النعمة بالشكر،والمعذرة بالعفو،والطاعة بالتآلف،والنصر بالتواضع ، ولا تنسى نصيبك من الدنيا نصيبك من آمر الله،لا تبرم امراً حتى تفكر فيه ، تريه حسنه من سيئه .
يابني : لا يصلح السلطان الا بالتقوى والعدل بين الرعية،ولا تُعمر البلاد بمثل العدل،ولا تجلس مجلسا الا ومعك من أهل العلم من يحدثك.فخذها من أبٍ رشيد لأبن يرجوله ان يكون رشيدًا. لا تخُن ولا تهمل الرعية ،فكلكم راعٍ وكلكم مسؤلُ عن رعيته ،فلا تُهمل الوطن والانسان ،لأن بهما تُسعد وتَفخر..!
وأوصيك يا بني وصية لا تجد غيرها ابداً:
أتق الله فيما عُهد اليك وهي منةُ من الله : أياك والدم الحرام ، فأنه حَوب عند الله عظيم، وعار في الدنيا لازم مقيم ، لإزم الحلال وأترك الحرام ، وأعلم ان من شدة غضب الله لسلطانه ،أمر في كتابه بتصفيف العذاب والعقاب على من سعى في الأرض فساداً، فالسلطان يا بني حبل الله المتين ،وعروته الوثقى ،ودين الله القيم ، فأحفظه

3
وحصنه وذب عنه، وأوقع بالفاسدين والمارقين والسارقين لاموال الله والناس ،لا تأخذك بهما رأفة،، أحكم بالعدل ولا تشطط ،وأياك والأثرة،ووسع المعاش على المحتاجين ، ولا تنسى احدا..وسكن العامة منازلهم ، وادخل المرافق عليهم فلا تدع محتاجا ،فالمال مال الله ، فأموالك هي أموالهم ، لا تعتدي عليها ، وأياك والتبذير ،فأن النوائب غير مأمونة ، والحوادث غير مضمونة ،وهي من شيم الزمان..!
يا بني : باشر أمورك بنفسك ولا تركن الا على ثقة ، وخذ نفسك بالتيقظ ، وتفَقد المحتاجين ،ووكل بهم عينا غير نائمة ،ونفساً غير لاهية ،ولا تكن معزولاً عن الرعية ،فالعُزلة شعبة من الضيق ،ولا تنم فأن اباك لم يَنم ، ولا دخل عينه غمظ الا وقلبه مستيقظ .نفذ قول الحق او تتنحى عن مسئولية الله والناس .
يابني : عليك ما قال به جدنا رسول الله (ص) :على الحاكم ان لا ينام ليلته وفي بلدهِ معوزٍُ واحد. قارنها اخي القارىء بمن يحكمون وطنك اليوم..؟ سُراق وخونة اوطان ، باعوك في سوق النخاسة ..ليبقوا هم وأولادهم النزق يحكمون ويعبثون..؟
هذه الوصية بدءها بنبرة دينية هادئة واصلاحية ،يحث فيها الحاكم ولده عن الابتعاد عن الحرام ولزوم الحلال،واقامة الحدود ولا يخُن وطنا ملَكَهُ الله له ،فالخيانة لا غفران لها من الله بالمطلق كقوله
4
تعالى:” ان الله لا يحب الخائنين ،الأنفال 58″.وبألتزام هذا التوجه الحكيم تطورت الدولة ،وتماسكت البنية الاقتصادية واصبح المجتمع تواقا لكل جديد ..
فأين من يحكمون اليوم في عراق المظاليم من هذا التوجه الكبير ؟
بعد ان سرقوا الاموال بالباطل دون النظر الى المواطنين الذين يعانون من شظف العيش ونقص الخدمات والحماية الأمنية اليومية لهم، بينما هم يعيشون في رخاء حقوق المواطنين تحميهم بنادق الظالمين من حمايات السلاطين.. يهرولون خلف موائد المانحين أستجداءً ،لا يليق بشعب العراق الميامين ..
أنظر أخي المواطن :
كيف كشف نائب رئيس الجمهورية الهارب اليوم عادل عبد المهدي بمقابلة مع فضائية السومرية العراقية وهو واحد منهم ، انه يتقاضى مليون دولار شهريا كمنافع أجتماعية (رأيته بعيني وسمعته بأذني ) ،ما عدا رواتبه المليونية ومخصصاته الاخرى وسياراته وخدمه وحشمه التي لا يستحقها . وهذا ينسحب على الرئاسات الثلاث وكل الوزراء والبرلمانيين والعائدين لهم من 2003 الأكشر الى اليوم”أكلوها سُماً زعافاً ان شاء الله”،لذا فالشعب اليوم في ثورة يريد الحقيقة ويطالب بمقاضاة المسئولين في الدولة ، بمحاكمات علنية لتثبيت الحقيقة دون لف او غموض وهذا من حقه القانوني والدستوري..فهل سيتحقق له ما يريد وسط جمهرة المتكالبين على المال والسلطة قاتلي شبابنا في سبايكر والموصل ،وبائعي الوطن وحدوده ومائه ونفطه للأخرين ،واليوم يريدون الانتخابات لهم كي لا تنكشف عورات

5
السارقين ؟؟ لا تعطي صوتك اخي المواطن لهم لتعيد مآساة الحاكمين ،فالمُجرب لا يُجرب..!.
اخي المواطن المظلوم في وطن المظاليم ..أن حاكمونا اليوم ،فهم يحكمون بلا دستور ولا قانون في الصرف والتعيين والمنح والايفادات وكل ما يأتي من ورائه نفع للمقربين ،لذا عليك :
ان تطالب المسئولين وبأصرا ر على كشف الحقائق امام الشعب في محنته وهي: 600 الف موظف فضائي لا احد يعرف لمن ينتمون ،شركات للاستثمار وهمية لا أحد يعرف لمَ تنتمي ومن هم المتصرفون بها،عشرات الموظفين خارج العراق عينهم مجلس اعمار العراق دون معرفة بهم ,هناك معاهدات الحدود وتعويضات غزو الكويت نطالب بالمستندات التي عليها تم الاعتماد والتوثيق. من ادخل داعش لاحتلال الموصل والانبار وصلاح الدين،من اهمل متدربي القوة الجوية ومكن داعش الاجرام في قاعدة سبايكر من قتلهم بدم بارد دون تحقيق.. وشكرا لم يكشف الحقائق وان كان منهم وليقدموا لنا الكثير.
وهل من رؤية تاريخية لاحدهم في مشروع من يريدون ان يحكمون ثانية دون هداية من مؤمنين..؟ او اين المعايير والبعد الزمني الذي به يريدون ان يحكمون؟

6
هم لا يملكون المشروع ولا حتى المعايير..كما ملكها ابو جعفر المنصور فحكم دولة وترك تاريخ..؟ لكنهم شطارا حين حطموا التمثال تشفيا به دون دليل.فهل لا زالت مشكة الحكم مستمرة الى اليوم تواجه الشعوب؟ وهل نحن نستحق ان نكون الضحية اليوم ..؟
يا عراقيون بيدكم المصير فلا تنتخبوا واحدا منهم انهم خونة شعب وخونة وطن ومصير،ومحرم انتخابهم باسم الوطن والدين ..؟ أنتخبوا الصالحين ..
فالسكوت عن الحق..هو اعتراف بالباطل انه حق..فالعفو عن الذئاب هو عقوبة للخراف..؟
أنه مشهد يكاد ينطق بصوت الكارثة القادمة من وراء حجب الغيب الرهيب..؟ طالبوهم بالحق ..فأن الحق القديم لا يبطله شيء ، والعقل مضطر لقبول الحق…!
اعزلوهم عن السلطة حين تعرضوا عن انتخابهم ، ليحاكمهم القانون غدا ،بعد ان انقلبت حتى وجوههم الى مسخٍ حقير.