بعد صيام طويل لنادي الشرطة امتد لما يقارب الخمسة عشر سنة؛ ابتلت عروق القيثارة وتحركت خيوطها لعزف لحن الأطلال والعودة إلى لحن الانتصارات ومنصات التتويج .
نادي الشرطة الذي يمثل احد الركائز المهمة للرياضة العراقية ليس على مستوى لعبة كرة القدم فقط بل، على صعيد معظم الألعاب ( المصارعة ـ الملاكمة ـ السلة ـ الطائرة ـ الساحة والميدان ….الخ من الأنشطة الرياضية التي تطول القائمة بها) ،أذا ما علمنا أن النادي يوصف (بالاولمبية المصغرة ) لضمه أكثر من (25 ) لعبة ،وهذا ما فُقد بأندية رياضية عريقة اقتصر بعضها على لعبة كرة القدم فقط .
رغم عديد الألعاب التي تمارس بأروقة النادي وما تحتاجه من دعم لوجستي ( مادي ـ بنى تحتية ) حرصت أدارة النادي على السير بخطى متوازية عبر رسم خطط ” آنية واستراتيحية “، فشرعت بإستراتيجية الإلف ميل ،المتمثل بإنشاء البنى التحتية ؛وفعلاً تم التعاقد مع شركات عالمية لبناء “مدينة رياضية، وملعب رئيسي يحتضن المباريات المحلية والدولية وملعب ثانوي وفندق أربع نجوم ومول” على احدث المواصفات العالمية مع (ضمان صيانة لمدة عام) بمبالغ تعد بسيطة مقارنة بما يصرف من قبل المؤسسات الأخرى الراعية للرياضة العراقية. بمعنى أننا سنشهد بعد عام وبضعة أشهر أنشاء بنى تحتية تعد سابقة لم تعهدها الرياضة العراقية منذ ما يزيد على أربعة عقود !!
(ترى كيف حدثت “المعجزة “؟القاعدة تقول أن (الحاجة والمادة والقرار ) يشكلون “ثلاثي الانجاز” ونحن نعلم أن الرياضة العراقية تعاني تصحر وتخلف على مستوى البنى التحتية مع وجود الحاجة والمادة!! بيد أننا فقدنا القرار بسبب طبيعة الشخصيات التي هيمنت على القرار الرياضي منذ تغيير النظام (2003 ) لأسباب قد نجهل الكثير منها! ).
أدارة القيثارة حرصت على تنفيذ نظرية ” الخطى المتوازية “، فجاءت “خطوة الألف ميل” الآنية المتمثلة بإعادة شخصية البطل لنادي الشرطة بعد اهتزازها على مدى سنين من خلال باب الساحرة المستديرة ” كرة القدم ” اللعبة الأكثر شعبية في العالم والعراق ، على اعتبارها القاعدة التي ترتكز عليها جميع الأندية في العالم.
وفعلاً كان نجوم النادي فرسان الصدارة منذ الخطوة الأولى لانطلاق سباق الدوري حتى حمل درعه في حالة قلما تحصل بدوريات العالم كسرت المقولة الشائعة بحق (خيول الشرطة ).
نهاية ساخنة لدوري صام فيه اللاعبون رمضانين!، لم تحدد هوية البطل حتى لحظاته الأخيرة.
فمبروك درع الدوري العراقي لنادي الشرطة وألف مبروك ولادة أدارة رياضية تحمل رؤية وفكر جوال يحلقان بسماء الرياضة العراقية بمصاف العالمية.