“نامي جياع الشعب نامي حرستكِ آلهة الطعام”
موتي جموع الشعب موتي أكلتكِ عادية الكراسي
بلاد غنية في كل شيئ , وفقيرة في كل شيئ , وأعداد الفقراء يتزايدون , ويُقال أنهم تجاوزوا (15) مليون , ومسيرة الحرمان والعدوان عليهم تجري على قدم وساق , وكلها بإسم الدين الذي بموجبه يمنعون الماعون , ويحثون على إفناء المساكين , وذلك هو الدين القويم , الذي يرضي رغبات الأحزاب المؤطرة بدين.
كراسي وأحزاب مؤدينة , وتعمل وفقا لعقائدها التي تراها هي الدين وغيرها الكفر المبين.
عقود تمضي وبعض يثرى , ويتعمم بالفساد والإستحواذ على حقوق الناس , وفقراء يعانقون الثرى , والذي جرى بسبب هو وهم.
أي أديان ومذاهب , هذه التي تدين بالخراب والدمار وترويع المواطنين , ودفعهم إلى سوء المصير؟
مسيرات دموع , وإحتفاليات لطميات مليونية , تحث على جلد الذات , وإستلطاف الحرمان حتى من الهواء!!
فالمواطن مذنب أمام الكراسي والعمائم ولن تثبت براءته إلا بالموت الذي سيأخذه إلى جنات النعيم , وأدعياء الدين في ملذات أيامهم يتنعمون.
عالم مذهول , وبالضلال مسطول , تناسى ربه وكتابه ونبيه , وقدّس أوثانا بشرية , أضفى عليها هالات ملائكية , وهي في الحضيض الأخلاقي والمعرفي , لكن أوهام التأليه تحاوطها , ووسائل الإعلام تحولها إلى مخلوقات ضوئية.
ويبدو أن التفسير السلبي وكذلك التأويل الكيفي لهذه الآية: “وإن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله” النور:32
أعطى مبررا للكراسي المؤدينة عبر العصور أن لا تفعل شيئا للقضاء على الفقر , ورمته على الرب الذي جعلهم فقراء لحكمة ما , ولهذا تجد موضوع الفقر متلازما مع الدين , وأقوى ما يمكن قوله تعبيرا عن العجز عن حل مشكلة الفقر القول : ” لو كان الفقر رجلا لقتلته” , لكنه أشبه بسراب المستحيلات الثلاثة.
والصين اللامتدينة تحرر كل سنة (15) مليون مواطن من خنادق الفقر والإملاق.
فهل أن الدين يحث على الفقر , ويشجع على إستحواذ قلة من الناس على حقوق الأكثرية من أبناء وطن ما؟!!
و” إن الله فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء , فما جاع فقير إلا بما تمتع به غني”
فأين الدين العمل؟!!