18 ديسمبر، 2024 11:26 م

بلادُ العُربِ ما قزّتْ!!

بلادُ العُربِ ما قزّتْ!!

دول الأمة وعددها (22) تصارع بعضها , وتستنزف طاقاتها في تفاعلات سلبية بينية , قاهرة لقدراتها على البناء والنماء والتقدم المعاصر , ولا توجد دولة فيها لم تخاصم غيرها , وتتآمر عليها , وتتعاون مع أعداء الأمة للنيل منها , والأمثلة ساطعة كالشمس في رابعة النهار.
وكل دولة تحسب أنها ستنجو من الغرق , بمخاصمة شقيقتها , وإستدعاء وحوش الإقتدار العالمي لتتحصن في ديارها وتتدرع بها ضد الأخ الخصيم , وتلك من عجائب سلوك أنظمة الحكم في بلاد العرب والمسلمين , فالأمة ليست واحدة , والدين ليس واحدا.
وبموجب ديمومة السلوك الإستنزافي الإستضعافي المهيمن على مسيرتها , فمعظمها تتقهقر وتنزوي في ظلمات الأجداث , وتترنم بالغوابر وتقودها الأموات.
فالعرب لا يقزّون (لا يتوثبون) وربما يتثاءبون , ويتقززون (ينفرون) , فتحوّلت القَزة (الوثبة) في وعيهم الجمعي إلى قُزة (حية بتراء) , وإذا بهم يُطعمون الآخرين , ويؤهلونهم للعدوان على مَن قزّ (وثبَ).
هذه أحوال أمة ” وإعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا” , و” المؤمن أخو المؤمن” , و” كلكم عيال الله…”.
ولا معنى للألفة والمحبة , بل العدوان شريعة فاعلة في المجتمعات , والعدل عدو الملك , ولابد من الجور والفتك بحقوق الإنسان , لكي تثبت قوائم الكراسي , ويحرسها الشيطان , فإن لم تسفك دماء المواطنين , وتقهرهم بالهرولة وراء الحاجات , وتمتهنهم بالملهيات المتناميات , فأنت عدو أسيادك , ومرجوم من الحافين بالكراسي , والمبرمَجين لتأمين مسيرات المآسي.
دستورهم الغاب المبين , وقانونهم الجور المهين , وكلهم متجبر وغير مسؤول عن آثامه وخطاياه , ما دام الدين برقعه , ويحكم بأمر ربه , الذي سلطه على الفاسقين , ورزقه من حيث لا يحتسب , فغنم البلاد وما فيها وما عليها , فالقوة سلطان , والهوان من الإيمان!!
والحقيقة المريرة تلخصها الأبيات التالية:
“وإذا تركت أخاك تأكله الذئاب…فاعلم بأنك يا أخاه ستستطاب
ويجيئ دورك بعده في لحظةٍ…إن لم يجئك الذئب تنهشك الكلاب
إن تأكل النيران غرفة منزلٍ..فالغرفة الأخرى سيدركها الخراب”
فكيف سيكون مصير أمة متقززة من القَزة؟!!
د-صادق السامرئي