23 ديسمبر، 2024 9:42 ص

البلبل الفتان , يطير في البستان , غنّى على الأغصان , بأعذب الألحان , كأنه حيران , فيأكل الإنسان!!
كلها بلابل تغرّد في وسائل الإعلام , وتطير من كرسي إلى كرسي , وتتباهى بانتهاك الحرمات , ومصادرة الحقوق والممتلكات , وتسبّح لربها بكرة وعشية.
والعصافير الدورية تتجمع في إحتفاليات تنصيب البلابل على عرش المسؤولية , فالصقور المؤدلجة بالضلال والبهتان , تتحكم بمصير كل عصفور خنّعته وطبّعته واستعبدته , وحوّلته إلى رقم من الأرقام المنسية.
بلابل مغردة وبفعلها طيور جارحة , تنقض على فرائسها البريئة , وتلصق بها تهمة شنيعة , تبرر إفتراسها وسفك دمائها ولعنها , فقد أفتت الصقور بأنها خارجة عن قوانين القطيع , وتريد أن تثاغي وترفع راية الحياة الحرة الكريمة.
عصافير غنمتها البلابل المغردة , المتوحشة بأعمالها , وقد ألقت بحملها على ربّها الذي تهواه ويهواها , فأهواؤها دين قويم , ورغباتها صراط مستقيم , وفتواها كلام رب العالمين , فلماذا تعاتبون البلابل المغردة , المتنعمة بإرادة يرزق مَن يشاء؟
البلابل رحيمة رؤوفة عطوفة تتصدق على العصافير من رزقها الوفير , ومما كسبته بجهدها القدير , وإنها نور وهداية لكل عصفور سقيم.
فما أجمل البلابل , وأروع تغريداتها , وإستمع لألحانها , ولا تنظر إلى أعمالها , وعليك أن تطرب لعذوبة صوتها وتغض الطرف عن آثامها.
فتراقص أيها العصفور الأسير , قبل أن ينقض عليك بلبل جارح يسبّح بنعمة ربه الكريم!!