عشرات الآلاف من الأبرياء (أولاد الخايبات) يموتون بالجملة وبالمفرد , بنيران الدول التي تراعي حقوق الإنسان , وتتمنطق بالحرية والكرامة الإنسانية , وفي وضح النهار.
وتحسب المقتولين أرقاما لا غير , فلا هم نساء وأطفال وشيوخ وعجائز , إنهم أرقام , وهكذا تتداول الإبادات الجماعية وسائل الإعلام.
مات مئة , قُتِلَ ألف , أُبيدَ أكثر من عشرين ألف …
إنه القتل المقدس الذي يساهم بتعزيز إيمان القتلة بما يعتقدونه من أوهام وضلال.
الرب بحاجة لسفك الدماء , وما أكثر الدماء المسفوكة بإسم الرب.
البشر الأرقام يتوطن بلاد النفط والقحط والإملاق , والإرتهان بالسعي المضني وراء الحاجات.
قادة الدول المتبجحة بحقوق الإنسان , تناقض أقوالها بأفعالها , فترسل آلاف الأطنان من القنابل الفتاكة ليتم إستخدامها لقتل الأبرياء , وتدّعي بأنها ضد ما يحصل من قسوة وإبادات , وجسورها الجوية متواصلة , وإمداداتها التدميرية لا تتوقف.
والإعلام يجتهد بالتبرير والتضليل وتسويغ المآثم والخطايا , والجرائم الخلاقة ضد الأعراف والقيم والمعايير الدنيوية والسماوية.
إعلام كذب وترويج لمزيد من سفك الدماء , والتعامل مع المساكين على أنهم أرقام مجردة , لابد من محوها ليستتب الأمن وتتواصل الحياة.
عشرات الآلاف في خانة الأرقام , وبضعة عشرات من بني الإنسان , ولكل واحد منهم فدية رقمية مئوية بمضاعفاتها , فهذا هو حق الإنسان , وذلك مصير الأرقام.
فكيف يتحول البشر إلى أرقام؟!!
في مجتمعاتنا الكراسي لها دورها الأكبر بمؤازرة أدعياء الدين المبوقين لمآثمها , في تجريد المواطنيين من قيمتهم وتحويلهم إلى أرقام , وتتفاخر بالتأسد على الشعب , والنيل من عزته وكرامته , فهو الأعزل المرهون بإرادتها المحمية بقدرات أسيادها الطامعين بالبلاد والعباد , وبموجب ذلك ترى دول الدنيا أبناء مجتمعاتنا وتحسبهم أرقاما.
و”إذا كان أصلي من تراب , فكلها…بلادي , وكل العالمين أقاربي”!!