23 ديسمبر، 2024 2:26 م

تخيلوا معي أن يصبح الوطن سعيدا هادئا هانئا مطمئنا فيه مكتبات منتشرة بالقرى والنواحي والأقضية ومراكز المدن والمدارس والدوائر والمستشفيات وجميع المؤسسات.

هذه المكتبات تحوي العديد من الكتب التي تنتجها مطابع العلم والمعرفة وفيها قسم خاص لأجهزة الكومبيوتر وقسم للتسجيلات الصوتية والفيديو وغيرها من وسائل المعرفة وأدواتها.

وفي المكتبة قسم للأطفال وقاعة كبيرة للنشاطات الثقافية والفنية.

مكتبة في كل قرية وناحية وقضاء , هي مركز مهم فيه يجتمع أبناء القرية والناحية وينهلون من معين المعرفة ويتعلمون , وتغدو مركز إشعاع بالمدينة وحاضنة لرعاية الطاقات الثقافية والإبداعية فيها.

هذه المكتبة يتم تشيدها بالتبرع من قبل أهالي القرية والناحية والقضاء , ويساهم في تجهيزها أبناء المدينة ويتبرع من يريد بالكتب إليها.

إن التحضر يعني المكتبة.

والمكتبة في الدول المتقدمة لها أهميتها ودورها في حياة المجتمع ابتداء من القرية وحتى أكبر مدينة في البلاد.

ولا يمكن لقرية أو مدينة أن تخلو من المكتبة في العالم المتحضر, لأن المكتبة عنوان الحضارة .

فالمعرفة قوة.
والمعرفة حرية.
والمعرفة ديمقراطية.

وبدون الوعي والثقافة لا يمكن أن يكون للناس رأي يصب في قنوات الديمقراطية و ويساهم في بناء البلاد وتطور مسيرة الأجيال.

فالديمقراطية تعني الثقافة إامتلاك الرأي , ومَن لا يعرف لا يملك رأيا. ومَن لا يمتلك رأيا لا يمكنه أن يؤسس نظاما ديمقراطيا , بل أن عليه أن يكون عبدا وتابعا يطيع إرادة الآخرين.

ولا يمكن لأي بلد أن يكون قويا إذا تعثرت فيه المعرفة أو أُهمِلت المكتبات.

إن المكتبة من أسس الحضارة والتقدم البشري , إنها عقل المجموعة البشرية في أية بقعة أرضية.

ولو نظرنا إلى الحضارات القديمة لأدركنا أن ما فيها كان مرتبطا بالمكتبات التي إبتدأت طينية وانتهت إليكترونية في زماننا المعاصر.

فأول المكتبات في التأريخ كانت ألواحا طينية في بلاد الرافدين ومنذ حضارة سومر العريقة, وعندما إحترقت مكتبة آشور بانيبال ساهمت النار بفخر الألواح الطينية وإدامتها كرسالة إلى أجيالنا الحاضرة.

فما أحوجنا للمكتبات ونحن نريد أن نكون برغم كل المعوقات والمحبطات والأسباب القاهرات والصعوبات.

فعلينا أن نتنادى لبناء المكتبات إبتداء من القرية إلى الناحية فالقضاء , وأن نجعل للمكتبة دورا مهما في حياتنا وبهذا نتحقق ونكون.

نعم إنها المكتبة وبدونها لا نكون , صدّقتم ذلك أم لا تصدقون!!

وإنّ الخيال يكون!!