19 ديسمبر، 2024 12:28 ص

باقر جَبر؛ داحس والغبراء والولاية الثالثة!

باقر جَبر؛ داحس والغبراء والولاية الثالثة!

بَعيداً عَن أمراضنا النفسية المُعقدة، خارج إطار نظرية المؤامرة، ليسَ قريباً مِن الحسدِ والغيرة، وخلطات السِحر المُثيرة، تجاربنا، تأريخنا، حياتنا المريرة، بَعيداً نَقرأ شخص، أنسان ووزير، يتصدر بورصة الإعلام المحلي.

كُل شيء يُباع في السوق، جرّب شِراء روح جَديدة مِن بائع فواكه، سَتجدها في سلّة التُفاح التي أهداها أليك، فانت تَدفع أكثر، تأخذ أكثر وأكثر..

مُجتمعنا العراقي، العربي كَكل، لا يزال يَرضخ للأشاعة وسيبقى، إذا ما أنتفض على خمسون عاماً سابقة، كانت الإشاعة فيها، خِنجر الحُكام العرب، تسريباتٌ قليلة تُعطي حُكماً طويلاً، في بلاد تعشق الترويج حتى للموت.

سِجن الجادرية وسرقة وزارة المالية، ضُعف الإسكان وتهديم الخطوط الجوية، مَسرحيات بطلها الوزير باقر الزبيدي، وضلَّ بطلها!

كانَ الرِهان الأمريكي الخليجي، عِراقٌ مُممزق، يبدأ مِن كرخٍ سُنية ورصافة شيعية، يتحول إلى وطنٍ مُحاط بالطائفية، بدون جيش وشُرطة، بُدون شعبٍ ناضج، سيتخبط العِراق وتتقاتل أحشائه، كمن تجرع سُماً.

باقر وزيراً للداخلية؛ لا شُرطة يَحمون ولا جيش يُقاتل، هناك في مشجب الأسلحة الفارغ، بِضع بنادق روسية الصُنع، تَبرعَ بها الأهالي.

النتيجة أذهلت الجميع بما فيهم الأمريكان، فأول قرار أتخذه الزبيدي، منعهم من دخول الوزارة إلا بموعدٍ مُسبق، نفس وزارة الداخلية التي كانت فُندقاً للجنود الامريكان، يستريحون فيه مِن وجع “بُسطالهم”.

أحبط أول مُحاولات الطائفية، لا وجود لكرخٍ ورصافة إلا بوجود بَغداد، هُنا؛ حيثُ أنهارت رهاناتهم، أبتدعوا قصة التعذيب في سجن الجادرية، ذات السجن الذي أقتحمه الأمريكان لأخراج الأرهابي، “فادي اللحدي” اللبناني الجنسية الإسرائيلي الهوية، وهذا ما فضحه الزبيدي وطالب بتسليمه.

حكومة ٢٠٠٦ كانت خطاً أحمر على الزبيدي، هكذا أتفق الأمريكان معَ السعودية، لكن أصرار السيد عبد العزيز الحكيم (رضوانه تعالى عليه)، مهد الطريق للسيد باقر إلى وزارة المالية.

مائة مليون دولار، أطفأها الزبيدي من ديون الدول على العراق، وهذا لا يُمكن أختصاره بكلمة أنجاز فحسب، لما يترتب عليه من أبعاد ستراتيجية، فاليوم نَحنُ نقبعُ في أزمة مالية، معَ ذلك نُعطي الكويت أموالاً يُمكن لها أن تأخذنا بعيداً عن الأزمة.

باقر جبر؛ وزير المالية الوحيد الذي طالب الحكومة بالحسابات الختامية، وهُنا أشتعلت الأزمة الثانية، باقر سارق، باقر مُختلس، نعم أنه كِلا الأثنين لأنه طالب بالكشف عن المصروفات، في بلدٍ يتعامل بالثقة!

كتلة المواطن وأنتخابات ٢٠١٠، رأس الزبيدي الكتلة الوحيدة المُعارضة للتشكيلة الحُكومية، بأنصاف كانت سباقة لأعطاء نموذج صِحي للمُعارضة، فقدمت العشرات من المبادرات والبرامج، وحلحلت الكثير من المشاكل، في واقع لا ينساه العراقيين، سبايكر وأخواتها أقل الأمثلة وقعاً.

ضريبة التغيير، حرب البسوس، داحس والغبراء والولاية الثالثة، باقر ووزارة النقل، ثماني أعوام والخطوط الجوية مرهونة بقرار القائد الضرورة، أبعد المُخلص عامر عبد الجبار (وزير النقل السابق)، بسبب عدم أنصياعه لقرار هدم شركة الخُطوط الجوية العراقية، فيما تُسجل المُنظمة الدولية لسلامة الطيران، العشرات من الخُروقات، نتيجة فشل الوزراء السابقين، فيما يُروج الإعلام لفشل الزبيدي!

الحقيقة لِمن يُريد ان يفهم، هي ليست مشكلة وزارة او وزير، أنها الحرب الطويلة المُمتدة من ايام المُعارضة، اختلاف الرؤى والأسلوب، باقر ودولة الرئيس، باقر الذي يُطرح أسمهُ كرئيس، والرئيس الذي بات معزولاً حتى مِن الصيانة، فحتى هي باتت لا تنفع.

غداً أو بعدَ غدٍ القريب، سيُفضح المستور، سيبقى باقر ، سيموت هولاكو العراق، يتحول الزبيدي إلى موقع أهم، يُدفن ذباح سبايكر، وتشتعل داحس والغبراء جديدة!