23 ديسمبر، 2024 5:46 ص

باب العصمة المكتسبة مفتوح لكل البشر

باب العصمة المكتسبة مفتوح لكل البشر

إن الشهيد محمد الصدر كان منذ نعومة اظفاره معروفا بكثرة العبادة وكان يسمونه من عباد الحوزة فقد التحق بالحوزة العلمية وعمره عشر سنوات فقط!
ومنذ ذلك الوقت اشتهر بكثرة عبادته إضافة إلى نبوغه المبكر في التاليف والمعارف المتنوعة
وبطبيعة الحال إن من يستطيع التمييز بصورة دقيقة بين العصمة غير الواجبة(المكتسبة) والعصمة الواجبة لا يمكن أن لا يكون كذلك أي متصفاً بالعصمة وهذا الأمر ينطبق على الشهيد محمد الصدر الذي نال العصمة المكتسبة بكل جدارة واستحقاق
فقد قال الشهيد محمد الصدر (قدس سره) في كتابه أضواء على ثورة اﻷمام الحسين عليه السلام:
[{ إن مثل هؤلاء الخاصة معصومون بالعصمة غير الواجبة، كما أن الأئمة معصومون بالعصمة الواجبة.
فإن العصمة على قسمين :-
القسم الأول: العصمة الواجبة، وهي التي دل الدليل العقلي على ثبوتها بالضرورة للأنبياء وأوصيائهم عليهم السلام، كما هو مبحوث في العقائد الأسلامية، وهذه المرتبة عطاء من قبل الله إليهم، لا ينالها غيرهم ولا يمكن أن يكون الدليل عليها دليلاً على غيرهم أيضاً.
القسم الثاني: العصمة غير الواجبة، وهي مرتبة عالية جداً من العدالة، والإنصياع لأوامر الله سبحانه ونواهيه، بحيث يكون احتمال صدور الذنب عن الفرد المتصف بها نادراً أو منعدماً، لمدى الملكة الراسخة لديه والقوة المانعة عن الذنوب فيه.
وفكرتها نفس الفكرة السابقة، لأن معناها واحد من الناحية المنطقية، الا انها تفرق عنها ببعض الفروق:
أولاً: عدم شمول البرهان على العصمة الواجبة للعصمة الأخرى.
ثانيا : عدم شمول العصمة الواجبة للخطأ و النسيان بخلاف الأخرى.
ثالثاً: ملازمة العصمة الواجبة مع درجة عالية من العلم، بخلاف الأخرى فإنها قد تحصل لغير العالم كما تحصل للعالم.
رابعاً : انحصار عدد أفراد المعصومين بالعصمة الواجبة بالأنبياء والأوصياء، وأما العصمة الأخرى فبابها مفتوح لكل البشر، في أن يسيروا في مقدماتها وأسبابها حتى ينالوها، وليست الرحمة الإلهية خاصة بقوم دون قوم.
إذا عرفنا ذلك،أمكننا القول بكل تأكيد : أن عدداً من أصحاب الأئمة عليهم السلام معصومون بالعصمة غير الواجبة هذه، ومعه يتعين حمل أقوالهم وأفعالهم على العصمة والحكمة، شأنهم في ذلك شأن أي معصوم. “}] إنتهى
اذن العصمة المكتسبة بابُها مفتوح لكل البشر، في أن يسيروا في مقدماتها وأسبابها حتى ينالوها، وليست الرحمة الإلهية خاصة بقوم دون قوم.
إن من كان سببا في هداية وتوبة الملايين في ذلك الزمن الصعب لابد أن يكون معصوما بالعصمة المكتسبة..