كثيرا ماسمعنا من أغلب العراقيين الذين يسافرون الى بلاد الغرب والشرق ان من نلتقيهم هناك انهم وحينما نقول أو نذكر أمامهم إننا من العراق فأنهم بالحال يتراءى أمام أعينهم مدينة بابل الأثرية حيث أنها طغت في شهرتها على إسم العراق وإقترنت بإسمه في الخارج وكذلك ان آثار بابل تعد في أول القائمة حينما تذكر آثار العالم وهي واغلة في القدم حيث إتفق علماء الآثار إن حضارة بابل يصل مولدها الى سبعة الاف سنة قبل الميلاد وقيل اربعة الاف.
وإن حضارة تعد أقدم وأشهر الحضارات في العالم ولم تدرج على لائحة التراث العالمي فيها أكثر من تساؤل والسؤال الأهم هل بابل تحتاج الى اليونسكو أم اليونسكو هي التي تتشرف بإدراج مدينة أثرية مثل بابل على لائحتها؟
وبعيدا عن كل ماقيل ويقال عن الخراب والدمار والأضافات وطمر المعالم في عهد النظام السابق وإضافة بنايات وتغليف آثار لغرض خلود إسم صدام حسين في تلك المدينة فإن بابل تبقى بابل بنكهتها الحضارية وقيمتها الآثارية وأسمها الذي يرتقي الى أعلى المراتب وتبقى أسرار المدن المطمورة تحت الأرض الى الآن يشد أنظار العالم اليها فماهو الجديد الذي سيظهر بعد التنقيب؟ وهي المدينة التي تحدثت بالشواهد بأنها أول من علمت الأنسانية كتابة الحرف والرقم الطينية شاهدة وأنها أول من علمت الأنسانية القوانين والدساتير وإن مسلة حمورابي شاهدة على ذلك أيضا؟ ولربما ستولد حقائق جديدة ومعارف غير معلنة في حال إكمال التنقيب فيها وهي ماتزال سر من أسرار الطبيعة والحضارة وعمق التاريخ.
بابل تطالب بإدراجها على لائحة التراث العالمي وأهلها بدأوا حملتهم وأطلقو شعارهم (بابل – تراث – عالمي) وأول الحملات الكبرى هي التجمعات الكثيرة والكبيرة والزيارات لمدينة بابل الأثرية من قبل المواطنين من كل محافظات العراق بعد إعلان بدء الحملة للمطالبة بإدراجها وكذلك الحملة الإعلامية التي لها الأثر الكبير في إنجاح أي مشروع وحملات المدافعة. وثاني أكبر التجمعات هو المؤتمر العلمي للتاريخ والتراث والاثار الذي عقد في منتجع بابل للفترة من 24-25 نيسان الماضي بحضور ومشاركة رؤساء وممثلي أكثر من 120 منظمة عراقية مساندين لهذه الحملة رافعين شعارها داعين الى تسجيلها وإضافتها على لائحة التراث العالمي وتنتظر محافظة بابل المؤتمر العالمي لمساندة هذا المشروع حيث تم التنسيق على مستوى عال حسب ماذكره فريق مستقبل بابل الذي يفاوض ويعمل جاهدا من أجل نجاح مشروع الأدراج وآخرها النداء الذي كتب ويدعوا العالم للوقوف والمساندة وقد ترجم لعدة لغاة عالمية ليصل الى عدد أكبر من الناس في كل دول العالم.
بابل مشروع عراقي وليس حصرا لأهالي محافظة بابل .. بابل لكل محافظات العراق من شماله الى جنوبه ومن غربه الى شرقه .. بابل لكل العراق وإن إدراجها على لائحة التراث العالمي هي فرحة لجميع العراقيين.. بابل ترنو بعيونها نحو أبناءها وأصدقاءها وشقيقاتها المحافظات الأخرى وأبناءها بمساندتها بمطلبها الشرعي ..بابل تدعو مثقفي وشعراء وأدباء وفناني العراق بأن يقولوا كلمتهم ويساندونها في مشروعها .. بابل تنتظر النقابات والأتحادات العراقية بأن يكون لها وقفة جادة من أجل هذا الملف .. بابل تثمن وتدعو منظمات المجتمع المدني سفراء بابل الى مساندتها والوقوف معها في حملة المطالبة بإدراجها على لائحة التراث العالمي .. بابل تنتظر السياسيين بإن يوحدوا صفوفهم وكلمتهم من أجلها وأن يتركوا خلافاتهم ويتفقون بالرأي والنية الصادقة من أجل هذا الملف ..بابل بابلكم أيها العراقيون الغيارى بابل إبنتكم التي كانت حاضرة في كل محفل ومكان يذكر فيه الحضارة والتاريخ وترفع الرؤوس لأنها إقترنت بإسم العراق .. بابل لن تكون لوحدها بل تحتاج اليكم لتقفوا معها مساندين لها.. بابل العروس التي تنتظر موعد زفافها وهو يوم إدراجها ضمن لائحة التراث العالمي.
لاشك إن بابل اليوم تنتظر وقفتكم ولو بكلمة .. بابل تحتاج مساندتكم ولو بأضعف الإيمان .. بابل بابلكم فهل أنتم فاعلون