23 ديسمبر، 2024 6:02 ص

ايران باقية واعمار المشعوذين قصير …

ايران باقية واعمار المشعوذين قصير …

كل عراقي مطلع على تاريخ ايران لابد ان يكن للشعب الايراني الصديق كل التقدير والاحترام ويدعوالله ان يخلصه باسرع وقت من هذه الطغمة الفاسدة التي تحكمه منذ عام 1979والتي امتد ظلال فسادها  الى العراق . هذا الخلاص لانتمناه بدبابة امريكية او بسطال روسي وانما بثورة شعبية كاسحة تنظف ايران ومنطقة الشرق الاوسط من كل المشعوذين الذين عاثوا في هذه المنطقة خرابا. لماذا باعت المخابرات الامريكية والبريطانية والفرنسية الشاه عام 1978 وصنعت من اشخاص عاديين لم يسمع بهم احد قادة ثوار لايشق لهم غبار امثال الفقيد ايه الله رفسنجاني و اية الله الخامنئي وسيدهم المرحوم ايه الله الخميني الذي كان مركونا باحد الزوايا المنسية بالمدينه القديمة في النجف الى ان نقلوه بالربع الاخيرمن عام 1978 الى ضاحية نفول شاتو بقلب باريس رافقته بروباجندا تفوق الافلام الهندية ليعيدوا تدويره ويصنعوا منه (قائد ثورة ) ويمنحوه لقب ( روح الله الموسوي الخميني) ويخصصوا له اذاعات( لندن وصوت امريكا ومتكارلو) لنقل خطاباته للشعب الايراني على مدار الساعة حتى عوته الى طهران بداية كانون الثاني عام 1979على متن الخطوط الجوية الفرنسية ليشغل منصب نائب صاحب الزمان وبصلاحيات مطلقة يحلم بها حتى الشاه . الجميع يتسائل الان اذن ماذا فعل الشاه ليجعل كل حلفاء الامس الغربيين الذين ارجعوه للسلطة بعد فشل انقلاب مصدق عام 1953ينقلبوا عليه عام 1978وبهذه الطريقة المريعة الجواب يتلخص بعدة نقاط اساسية وهي   محاولة الشاه بعد عام 1973 تقليد الانظمة المتمردة بليبا والعراق كاقوى  صقور اوبك وهو من رفع شعار بضرورة ربط اسعار النفط المصدر من الدول النامية بتضخم اسعار السلع المستوردة من الدول الصناعية  
– رفضه تجديد العقود النفطية المجحفة التي وقعهامع الدول الغربية عام 1954 والتي تنتهي صلاحيتها عام 1979 
– الاصرار على تغيير البنية الاجتماعية للشعب الايراني فق المعايير الاوربية واليابانية مما يفتح شغرة كبيرة تنفذ منها الشيوعية الى ايران وتخلق نموذج حضاري يهدد حلفاءها في الشرق الاوسط الذين يحكمون شعوبا متخلفة محافظة وتقليدية خاصة دول الخليج العربي البترولية. 
– الاصرار على جعل ايران دولة صناعية ونووية وارساله اربعمائة طالب وباحث ايراني لدراسة الهندسة النووية بالمانيا الغربية  
– تازم علاقاته مع اسرائيل بعد خسارة كل استثماراتها بشمال العراق عقب التوقيع على اتفاقية الجزائر عام ١٩٧٥وظهور بوادر حلف خفي بين العراق وايران 
– النقطة الخامسة التي قصمت ظهر البعير تزايد اعتماده بعد طفرة البترودولار على الكفاءات الوطنية واليسارية خاصة القريبة من المعسكر الشيوعي وتهديدة بشراء السلاح من الاتحاد السوفيتي اذا رفض الغرب بيعه له . 
كل هذا جعل الغرب يغسل يديه بالماء والصابون من الشاه ويطبق نظرية( علي  وعلى اعدائي) وانقاذ مايمكن انفاذه من ايران قبل ان تسقط بيد الشيوعية  لهذا تم تسليم ملف تنظيف ايران من الوطنيين العلمانيين والشيوعيين الى اية الله الخميني في باريس مقابل اطلاق يده في كل الملفات الاخرى واهما تصدير الثورة باي طريقة خاصة للعراق . ومن المفارقات ان ميشيل عفلق في عام 1963 تسلم ملف تنظيف العراق من الشيوعيين في باريس ايضا وبنفس الطريقة. ويبدو ان كلا المرحومين كانا يملكان اهتمامات وهوايات مشتركة يجعلهما اقرب للصداقة الدائمة منها للعداء وضيافة عفلق للخميني بالعراق من عام 1964 لغاية عام 1978  خير مصداق لهذا القول