جلجل الفشل وفي احلك اشكاله على طبيعة الحكومة العراقية الحالية، وعلى اثر ذلك ليس غريباً ان نجد حكومة قد جاءت اصلاً عن انتخابات ، وتشكلت من اطراف العملية السياسية، وسرعان ما تتحول الى متسلطة منفردة بالقرار تعتمد سياسة الاقصاء والتهميش، مما يطرح سؤالاً مفاده هل هذه الحكومة عاجزة نتيجة الفشل، ام ان الفشل الذي يعم مناحي الحياة هو ناتج عمل هذه الحكومة.؟ ولكن عندما يصبح يقيناً ان من يمسك عتلات القيادة فيها يجهل الديمقراطية ومفردات منظومتها الاخرى، بل ويراها عبارة عن دابة يمتطيها لتنقله الى ناصية الحكم، لا يربطها اي رابط مع الديمقراطية، ونظامها البرلماني ، حتى باتت تمثل معلما ومنحا جديدا من الدكتاتورية التي غدت صاعقة لا يمكن لغربال الحكومة سترها. مما جعل رئيس الوزراء لا يتوانا عن الجموح باتجاه اشهار الاستحواذ المطلق على مسارات السلطة ،
ان فتح النار بمختلف الاتجاهات للتخلص من الخصوم والمتصدين لممارسات السلطة والتسقيط السياسي هو نتاج ردت فعل ، لفعل صنعه المحتلون الذين يوزعون هذا الاحتلال على اشخاص وجدوا ضالتهم فيهم من شدة النفوس المريضة التي تسكن اجسادهم وتوسوس في مخيلتهم حتى بات العراقيون مذهولين من طبيعة الأشخاص الذين يتحكمون في مصائرهم وخيرات بلادهم ،
لم يسبق ان مر العراق في أي مرحله من مراحله التاريخية بمثل هذه الموجه المهولة من الفساد الذي لم يعد للعقل تصورها …رئيس الوزراء يتهم البرلمان بانه خرج عن الشرعية ويتامر على حكومته ، ورئيس مجلس النواب يتهم الاول بانه نصب نفسه مصدراً للشرعية الدستورية والتي هي من اختصاص برلمانه ، كل هذا الجدل العقيم يجري امام مرأى ومسمع الشارع العراقي الذي يترقب عن كثب ما ستؤول اليه الايام امام الاستحقاق الانتخابي القادم ، عله يجد ضالته في برلمان يحفظ حقوقه وكرامته المسلوبة ، وحكومة تحمي امواله التي تنهب في وضح النهار وتصون دمه الذي يهدر على محراب الديمقراطية الجديدة .
اما مفوضية الانتخابات فقد اطلقت رصاصة الرحمة على نفسها نتيجة الضغوط التي تمارس عليها من كلا الطرفين حتى لم يعد في قوس الصبر منزع . قضية استبعاد بعض المرشحين واستثناء الاخرين في قضايا تحمل نفس الصبغة والتهم الموجهة لكليهما فتحت الباب على مصراعيه مما جعلت حبال المفوضية مشرعةً امام غسيل المستبعدين والمتنفذين ليأتي قرارها بإعلان استقالتها الجماعية ، جباً للغيبة التي قد تلحق بها بعد ان ايقنت ان الجميع يغني على ليلاه وهي محرومة من ليلى .
دولة يتجول فيها الفساد ويسكن الرعب شوارعها لتكون النتيجة فاتورة ثقيلة من الاسى والحزن يدفع ثمنها المواطن البسيط وبدلا من ان تمتد اليهم يد العون لتنتشلهم ينهش بعض السياسيين أجسادهم فيمزقوها واموالهم فيسرقونها ولعل الحملات الانتخابية التي تلوح ارقامها في الأفق اكبر شاهد على حجم المال المرصود لها وكل ذلك هو من المال العام ، الذي هو مال الشعب .
نحتاج أيها الشعب الأصيل ان يحكمنا عراقيا ولاؤه للعراقيين والعراق فقط والاهم ان يكون عراقي الهوى ، عاشقا لتربة العراق ، حافظا لأموال العراق واهل العراق ، خادما لفقراء العراق وحسب ، ربما يشاطرني الجميع ان قلت ، نتمنى ان لا يكون له ولد ولا تلد وباليته يكون مقطوعا من شجرة حتى لا يجلب اهله واقرباءه وأبناء عشيرته ، فقد ابتلينا بالحفاة العراة الذين تسيدوا علينا ، والاهم ان يتعهد ان يترك المنصب بعد اربع سنوات وما يكول بعد ما انطيها .