23 ديسمبر، 2024 1:11 ص

امرأة ليست للبيع ..صفعة لدواعش العنف ضد المرأة

امرأة ليست للبيع ..صفعة لدواعش العنف ضد المرأة

العنف ضد المرأة مصطلح طالما سمعناه وقرأناه وكتبنا عنه خلال السنوات الماضية إنه تصرف يضر المرأة جسديا ونفسيا ويقع عليها الظلم ..ترى لماذا يقع كل هذا الظلم على النصف الثاني من جنس البشر..وربما حتى من المدافعين عنها؟.
كيف؟ ومتى؟ استفهامات يقرأها كل من إطلع على الكتاب الجديد (أنثى ليست للبيع) والذي صدر عن المركز الإسلامي الثقافي في بيروت للكاتبة والروائية والصحفية والناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة علياء الأنصاري والكتاب هو جزئيات تفصيلية معقدة وشائكة في حياة النساء بشكل عام والمرأة العراقية بشكل خاص. تتصفح الكتاب وتقرأ العشرات من القصص التي يدمى لها القلب عن حالات عنف جسدي ونفسي وإقتصادي وجنسي تتعرض له المرأة العراقية في بلد أقل مايمكن أن نطلق عليه إنه بلد ديمقراطي متحرر أغلب مواطنيه يعتنقون الإسلام دينا وهو دين الحب والتسامح وإحترام المرأة والمحافظ على حقوقها.
عشرات القصص الحزينة التي تجعلك تنقم على الرجل مغتصب حقوق المرأة والتي يتخلى عن المطالبة بهذه الحقوق الاب والاخ والام والاخت بحجة (العيب) مرة والحرام أخرى والأعراف والتقاليد مرات عديدة.. قصص تجعل إحساسك ان الكاتبة تبكي دما وهي تروي قصصا مؤلمة من واقع حياتنا اليومية عبارات مؤثرة تجعلك ترى كم من الظلم والحيف يقع على النساء تحت غطاء الأعراف والتقاليد والتفسير الخاطيء للآيات القرآنية والتحريف الكامل لأقوال وأحاديث نبي الرحمة محمد (ص) والتقويل والأفتراء عن الأمام علي عليه السلام .. النصف الثاني الذي نتغنى به وننافق بإننا لانعيش بدونه وأنها الأم والأخت والزوجة والحبيبة والصديقة والزميلة نعنفها بترصد وإصرار ومرة دون قصد دون الإعتراف وتصحيح الأخطاء لأننا نرى إن الرجل هو مخلوق من الدرجة الأولى والمرأة أقل درجة منه وانها سميت مرأة لأنها تمرمر وتتعب الرجل وسمي الرجل رجلا لأنه يسعى الى رزقه برجله حتى يعيل المرأة وأولادها هكذا يخبروننا بعض الفقهاء الذين يستمعون لأحاديثم أكثر من نصف المجتمع.
المرأة وماتملك ملك زوجها..امراة تعنف من أخيها وأبيها فترميها والدتها في أحضان رجل أقسى لتكون مثل المستجير من الرمضاء بالنار ..لايعيب الرجل الا جيبه ..الخوف من الاخ والزوج أكثر من خوفها من الله ..الخنوع زينة النساء ..زواج غير متكافيء..هذه بعض ما تقرأه وتستنتجه في كتاب (إمرأة ليست للبيع)..حيث تصرخ علياء الأنصاري بكلماتها بوجه دواعش العنف من الرجال كما يمكنني أن أطلق عليهم.. إنقذوا أحلامنا كي ترى النور..بفأس إبراهيم سنكون أسياد العالم ..الرجل يؤدب المرأة حينما تخطيء وتسيء.. ترى من سيؤدب الرجل الذي يسيء ويغتصب حقوق المرأة ويخونها ؟؟ لماذا يحدد شرف العائلة بالمرأة دون الرجل.. عذرا رسول الله إنهم يكذبون بإسمك.. عذرا ربي إنهم يقولون إنك تنادي على الناس بإسماء أمهاتهم حتى لاتحرجهم بآبائهم ..
“أمرأة ليست للبيع” صرخة وتحدي هو كتاب يفضح الكثير من الزيف والكذب على الله ورسوله وال البيت الاطهار بإنهم حددوا حرية المرأة وجعلوا منها عبدا لسيدها الرجل يهينها ويذلها ويضربها ويجعلها خادمة مطيعة له لأشباع بطنه وغرائزه الأخرى تحت عنوان الرجال قوامون على النساء.
انه يفضح غيث من فيض من انواع العنف ضد المرأة الذي يرافق حياة النساء في العراق ورسالة واضحة الى القلوب الرحيمة والعقول النيرة ان هذا هو وضع المرأة العراقية التي لم تنصفها الأعراف والتقاليد ونظرة المجتمع منذ الازل وحتى بعد تأسيس الدولة العراقية فلا النظام الملكي ولا الجمهوري الدكتاتوري ولا الديمقراطي أنصفها ووقف معها في محنة العنف بكل صوره وأشكاله.
حري بنا نحن الرجال ان نطلع على كتاب “أنثى ليست للبيع” لمعرفة صور وأشكال من العنف غائبة عن أذهاننا وصور أخرى من العنف نعمل به بقصد او دون قصد تحت مظلة الأعراف والتقاليد والفهم الخاطيء للدين والتفسير الخاطيء للآيات القرانية وأحاديث الرسول والأئمة الأطهار لكي نتفهم ماهية المرأة انها كيان وشريكة صحيحة وليست شعارا نحمله وإنها ليست سلعة بل إنها عالم نسعد بالوصول اليه والعيش به عالما لايباع ويشترى..
فعلا ان “إمرأة ليست للبيع” صفعة وصرخة بوجه دواعش العنف في مجتمع لايرى المرأة الا خادمة لسلطته الذكورية وملهاة لغرائزه وإنها ناقصة عقل ودين.