منطق الطرح في العديد من المستويات الفاعلة في واقع الأمة مبني على أن الأمة تل رمل وعرضة للآخرين أيا كانوا , ولأهوال الطبيعة وأعاصيرها وما تفعله الرياح والأمطار بالرمل , فلا فرق بين الأمة وتل الرمل!!
ليس هذا إعتداء أو توصيف إعتباطي ومقصود , وإنما واقع حال تؤكده الأحداث وما هي عليه اليوم من عناء وهوان.
فكيف بأمة ذات دين وتأريخ ولغة وعادات وتقاليد مشتركة وواحدة , وفيها ثروات هائلة , وتقبض على حركة الملاحة الأرضية , وهي مهد الحضارات والمنطلقات الإنسانية منذ الأزل , أن تصل إلى ما هي عليه اليوم؟!
ماذا أنجزت؟
ماذا قدمت؟
وكيف تحدّت وواجهت؟
إن المنطق السائد يضع على رأسه تاج “هو” , وكأن الدنيا دار أمان وأمن وسلام ومودة.
وكأن الدول تتفاعل بينها بالرحمة والأخوة والإعتراف بالقوة والإقتدار لغيرها.
فالأمة واهمة أو ساذجة في سلوكها , لأنها تتصور الآخرين من حولها ولا تراهم وتعرفهم فتتفاعل بطيبة قلب وعفوية , والآخرون وحوش شرسة يحسبون ذلك كسلوك الحمل الوديع أمام الذئب المتوثب!!
فالعلاقات الدولية في جوهرها غابية تصارعية وتقاتلية , فكل دولة تريد الإستحواذ على ثروات وقدرات الدولة الأخرى.
وكل دولة تريد أن تكون هي الأقوى , وأية دولة تجد فرصة عند الدولة الأخرى لأخذ ما عندها وإفتراسها فأنها تستثمرها وتندفع نحو الهدف بقوة فائقة , لكي تسبق أية قوة أخرى ربما تجد لها مدخلا من هذا المنفذ.
فلا علاقة دولية بقيم وأخلاق ودين فيما يجري بين الدول , لأن منطقها الأخذ والإستحواذ وإمتلاك القوة لنفسها وتجريد الآخرين منها , فلا توجد دولة تسعى لكي تكون ضعيفة خاملة مؤهلة للإفتراس , إلا الدول العربية التي تم ترويضها بإسم الدين لتكون من أسهل وأسمن الفرائس التي تتنافس عليها وحوش الأرض الفاغرة الأفواه والمكشرة الأنياب!!
فهل من قوة وعزة وكرامة وحرص على كيان الأمة يا عرب؟!!