18 ديسمبر، 2024 8:00 م

الياقوتة الحضارية!!

الياقوتة الحضارية!!

ياقوت: حجر من الأحجار الكريمة وهو أكثر المعادن صلابة بعد الماس.
سامراء مدينة معروفة عند العرب وفي الأوساط العالمية , وتجدها شاخصة في معظم متاحف الدنيا , وفي إحدى متاحف بكين طالعتني سامراء , كما تجدها في المتاحف الألمانية وغيرها في العالم , ولديها جناح خاص في متحف الميزوبتونيا في واشنطن , ويضم ما عثر عليه ووثقه مكتشف حضارة سامراء الألماني “إرنست هرتزفيلد “.
وفي إحدى المحاضرات عن سامراء في واشنطن , وجدت أحد الحاضرين طالب دكتوراه ألماني يدرس للتخصص بحضارة سامراء.
والعجيب لا يوجد من أبناء سامراء مَن يتخصص بحضارة مدينته , ويهتم بمسيرتها ويدرس ويبحث ويكشف عن روائع ما قدمته للبشرية عير العصور , وقبل أن تكون عاصمة للدولة العباسية (222) هجرية.
والمدن بأهلها , ورغم كل المصدات , إذا لم يكن أهل المدينة على قلب رجل واحد , ويعرفون قيمة مدينتهم وضرورة إحياء وجودها الباهي العزيز , فأن الأيادي المناوئة ستعيث بها وتمحق دورها وتلغي قيمتها.
فالمطلوب توعية ثقافية شاملة بالمدينة التي يجهلها معظم أهلها , ولا يعيرون إهتماما لمجدها الحضاري وقوتها الإبداعية وما أسهمت بإقامته في ربوع الإنسانية.
المدينة متحف حي يحكي قصصا لا تتكرر لندرتها وأصالتها , وبراعة القائمين بها , وما حصل فيها من أحداث جسام , رسمت خارطة الحياة وأوضحت معالمها , وأسست لتفاعلات ذات نتائج خطيرة , ومحطات إنتقالية كبيرة.
فلا بد من مهرجانات متكررة تشرح مسيرتها وأحداثها للأجيال , وشارع طويل على جانبيه تماثيل للخلفاء والشعراء , والرموز العلمية والمعرفية التي عاشت فيها.
سامراء جدباء وهي منبع الخير والنماء , يُراد لها أن تغطس في رمال النسيان , وتسحقها سنابك العدوان , لأنها اشرقت وقادت الدنيا ورسمت معالم مسيرتها لأكثر من نصف قرن.
فسامراء المعاصرة يجب أن تلد “سرَّ مَنْ رأى” الرائدة الخالدة في وعي البشرية , والقائدة لفنون العمارة السامقة وثوراتها الجمالية الفائقة.
فهل لسامراء أن تكون وتتألق؟!!
د-صادق السامرائي