كنا نستبق بعضنا بعضا في الحصول على مجلتي والمزمار اسبوعيا من المكتبة الاهلية لصاحبها المرحوم غازي فيصل محمود (ابو مصطفى) وكانت لكثرة الطلب عليها يحتفظ لنا ببعض النسخ قبل نفادها. مع وصول مجلات عربية لذات المكتبة من مصر ومنها سمير وميكي ، واستمرت مجلتي وانقطعت المزمار خلال سنوات التسعينيات حيث الحصار الاقتصادي ، وعلى الرغم من المشاكل المالية نالا انها قاومت كل ذلك واستمرت بالصدور مؤنسة الاطفال والصبيان ، في ظل اجواء الجوع والحرمان والقهر بسبب الحصار وتطلعات الاجيال غير الملتفت اليها، وبعد التغيير في 2003 استمرت مجلتي والمزمار بالصدر ولكن بخجل حتى انقطعتا تماما بسبب قلة التخصيصات المالية وعدم رعاية وزارة الثقافة العراقية لثقافة الاطفال التي كانت تصدر فيما تصدر اضافة لمجلتي والمزمار قصص للفتيان واخرى بعنوان سلسلة روايات عالمية ومكتبة المغامرات وسلسلة قصص مصورة حتى انها اصدرت سلسلة خاصة بالالكترونيات والحاسبات في زمن كنا فيه على اعتاب الحاسب الالي ، ما بعد 2003 قطع كل هذا بل حتى اننا لم نسلم على مجلتي التي صدرت عام 1969 واستمرت رغم كل الحروب والظروف السيئة التي مرت بالبلاد وانقطعت في زمن استبشرنا به خيرا فيما يخص ثقافة الطفل ، صحيح ان الاطفال اليوم ينشغلون باللعب الالكترونية وينغمسون بالهواتف الذكية وما توفره لهم من متعة الا ان هذا لا يغني ان تكون هنالك مجلة متخصصة بالاطفال ، وان تستمر كل من مجلتي والمزمار في رفد ثقافة الطفل في البلاد ويتواكب ذلك مع روح العصر بان يكون هنالك موقع الكتروني للمجلة ، بل حتى قناة تلفزيونية ولنا في دول الجوار نصيب ومثال وقدوة ، ونضرب مثلا بمجلة ماجد الاماراتية اذ واكبت التطور التكنولوجي وافردت لها موقعا الكترونيا وفضائية جسدت كل شخوص قصصها الورقية ك : جمول ، امونة ، زكية الذكية … الخ. وحافظت بنفس الوقت على نسختها الورقية بل انها افردت فيها صفحات عنونتها “ماجد زمان” تستذكر فيها مجلة ماجد وما قدمته للاجيال ، بل انها ما زالت حريصة على توفرها عبر الاشتراك بنسخة ورقية تصل الى كل من يريد اقتناءها عبر العالم وبمبلغ زهيد جدا لا يتجاوز ما يساوي ال 60 الف عراقي بالسنة مقابل 12 نسخة ورقية منها تصل الى باب البيت انطلاقا من ابوظبي وعبر خدمة البريد السريع وتصل خلال اربعة ايام من صدورها ، كل ذلك حرصا منها ودعما منها للطفولة والا فارسالها وطباعتها وتوفيرها لكل العالم يكلف اكثر بكثير مما حددته من مبالغ للاشتراك . كذلك مجلة العربي الصغير الكويتية . ونحن في العراق وبدلا من مواكبة تطورات التكنولوجيا وتحويل مجلتي الى موقع الكتروني وفضائية عملت وزارة الثقافة على استهداف الفقرة الاضعف /الطفولة للتقنين المالي واوقفت مجلة مجلتي وحرمت اطفال العراق من اية مجلة تناقش قضاياهم وافكارهم ورؤاهم وحرمتهم من هوية وانتماء وهذا يعتبر تراجعا كبيرا في رعاية الاطفال وفي تنمية ثقافتهم وافكارهم ، ان صناعة المستقبل تعتمد على صناعة ثقافة الاطفال التي باتت مهددة وبشكل اكبر من اي وقت مضى … هذه رسالى الى وزير الثقافة المعروف باهتمامه العالي بالثقافة العراقية ،،، علها تصل ؟؟؟؟؟ وأشك في ذلك؟؟؟؟؟؟!!!!!