تحية لمن حرر الموصل…. والخزي والعار لم سلمها للدواعش
نقول للقارىء بكل تواضع وصدق …ان المؤرخين العرب والمسلمين كتبوا في السياسة والحضارة … ولم يكتُبوا الا النزر القليل في الوطن والوطنية والمواطن وحقوق الألتزام بها فيما بينهم….لماذا ؟
لان العادة جرت منذ بداية عصر التدوين التاريخي عندهم ابتداءً من (سنة 150 للهجرة )، ان المسلمين لم يعترفوا بحدود وطن ولا معنى للوطنية في نظرهم..لذا اجتاح المسلمون الاوطان الأخرى بالفتوحات خطئاً لتحقيق هذه الآيديولوجية ،فخربوا الاسلام والاوطان معاً.وبعد ان أستخدموا اليات فرضية في استخدام النص بالنسبة للديانات الاخرى ،كما في قوله تعالى :”حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون،التوبة 29″ .ولا زالت فلول داعش الى اليوم تقتفي أثارهم في التطبيق ..لكن ماركس قال في نظريته :” ان الشيوعي اينما وجد فهو في وطنه، فحقق وطن فيه عدالة للجميع وهم عجزوا عنها في التطبيق. أما هم فلا دولة ولا عدالة ولا وطن ولا قانون .ومن يدعي عكس ذلك فليكتب لنا الادعاء معززا بالدليل..؟
وزعامة التغيير العراقي بعد 2003 التي تدعي الاسلام مثالا حيا في التطبيق.
واستمرت الدولة الى اليوم تُحكم بخليفة او رئيس بلا شرعية معتمدة من الدين ، لأن عصرهم كان عصر سياسة ومُلك وحُكم..لا عصر وطن ومواطن وحقوق وقانون…ولا زالوا الى اليوم يزيفون الانتخابات لأضفاء الشرعية على حكمهم …فالسياسة تعمي البصر، وتضلل الذهن ،وتملأ القلب قسوة دون مبالاة بالوطن والمواطنين ،المغول القدامى، والمغول الجدد مثالا في التطبيق . لذا فالوطن والمواطن لم تتحدد مصطلحاتها عندهم الى اليوم دون أمل.
واستمرت الكتابة في هذا التوجه حتى ظهور النهضة الأوربية وعصر التدوين الحديث في القرن الثامن عشر …ومع هذا فلا زال القصور واضحاً في هذا الجانب ..كما نرى في وطننا العربي بشكل عام ، والعراق بوجه خاص الذي دمره الأهمال …وباعته المطامع …وقتلته الآنانية والنفوس الرخيصة ،وأدخلته في نفق الحروب ، وفرقت بين مواطنيه ، فما جنوا منها
2
مالا.. ولا كرامة.. ولاوطن..ولا قانون ،بل قتل وفقدان للحقوق ….وتشريد .فأين مسئولية الدولة في حماية المواطنين..؟
وكلما قيل في الدولة الاسلامية من نظم سياسية وادارية وحسبة فهو وَهَم دون تدقيق..؟حين عجزت الخلافة والفقهاء عن وضع دستورشرعي مكتوب وقانون يطبق بسواسية الحقوق.فظل المجتمع يحكم بالسوط منذ عهد الامويين وليس انتهاءً بالعباسيين كما يقول المنصور العباسي :”.انما أنا سلطان الله في ارضه اسوسكم بتوفيقه وتسديده اطيعوني ما اطعت الله .فردية مطلقة في التطبيق ..؟ واخترق الحكام الجدد كل الاعراف والاخلاق والقوانين .. والا كيف اليوم تصطفون اليوم مع قطر والقاعدة في الحرب ضد أوطان المسلمين .؟
بينما فلاسفة عصر الأنوارفي اوربا ،وضعوا مشكلة الانسان ماضيه وحاضره ومستقبله موضع درس عميق..وأطلقوا العنان للفكر في بحث مشاكل البشر..ففتحوا للانسانية ابوابا واسعة للتفكير والتغيير..وبذلك مهدوا لثورة طويلة الأمد، فكانت الثورة الفرنسية(1789 م) التي لا زالت متصلة الى اليوم، والتي انتجت لنا كل هذه العلم التكنولوجي الحديث ،ولولاهم لما كنا نملك اليوم ادوات العصر الحضاري الجديد.فأين منهجنا الدراسي ودستورنا المطبق فقهاء الدين من الحلال والحرام وما ملكت أيمانهم ،ولا زال الحاكم يسرق ، ويقتل والمرجع الديني صامت صمت القبور ..فأين عقيدة الدين ؟ تخريفات ادخلنا فيها مُظلمة لا زال فتحها يصعب على اقلام المفكرين حلها..فكيف يمكن ان يكون التطور ..ولا جديد.
لا أمل لنا ايها العراقيون النجباء ، الا برفض الواقع المر المعاش ، ونفض ايدينا ممن خان وغدر(كلهم دون أستثناء ممن وقعوا على التدميربما فيهم مرجعيات الدين )، وتحصنوا عنوة في المنطقة الغبراء.. تحيط بهم… عصابات القتل ، ومافيات الجريمة ، وسراق الوطن ، ومدعي الدين من المعممين وذيولهم من اصحاب الولي الفقيه .اذن من هو الوطن ومن هو المواطن ،والوطنية التي غفلها المؤرخون؟ .
فالوطن : هو الهوية..وهو العنوان..وهو الذكريات….فأين نحن العراقيون اليوم من الوطن..؟ ..بعد ان اصبحنا نعيش في غابات وصحاري ومحيطات الأخرين ، الذين يقدسون أوطانهم ونسمي انفسنا مواطنو وطن..؟ وبعد ان باعهُ القادة بأرخص الأثمان للمحتل والمجاورين لينفردوا هم والتابعون لهم ..بالحقوق دون المواطنين …خلافا لما ارادته الأديان والمصير..وبعد ان كتب لنا الغريب دستورا يفرق بيننا ومُخترق ، دون اهتمام بالقانون وهم أول المخترقين في المادة 18 رابعا منه….ولا زالت فضائياتنا المسروقة من اموال الشعب ،
3
ومسئولينا وبعض مثقفينا الجهلة… يلهجون بالوطن والدين بعد ان تحققت مصالحهم واصبحوا من اصحاب المليارات والملايين دون الأخرين ؟.لذا لابد لنا ان نعرف من هو الوطن.. الذي به يدعون …؟
علينا ان نعترف نحن لن نفهم معنى وطن ، ولا وطنية ، ولا سيادة ولا قانون..دون معرفة الدستور والقانون . فالأوائل لم يطرحوا لنا في فكرهم الفلسفي هذا الذي طرحته الشعوب ،بل كان همهم الفتوح ونشر الاسلام والسيطرة والقتل والسلب والجزية وما ملكت ايمانهم من نساء الاخرين بلا قانون..ثقافة تربينا عليها ولا زال المنهج المدرسي الباطل يثبتها في رؤوسنا ..وفقهاء الدين يثبتوها في افكارنا دون وعي من قانون..والا هل كان من حق المسلمين ان يفتحوا بلدان الاخرين دون اعتداء منهم عليهم ؟ والقرآن يقول : “وقاتلوا الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا .فأين الحجة في فتوح بلدان الأخرين ..؟
..فالوطن هوالسيادة.. وهو الارض …وهو التاريخ.. وهو الشرف والقيم والأخلاق والأمانة ،فالشعوب تعتز بأوطانها .. فأين من يحكمون اليوم منها…بعد ان تخلوا عنه وسلموها للدواعش تسليم اليد .وأحتقروا حتى شهدائه الذين يموتون من اجله ، ويدفون كالدجاج بلا توابيت ..واولادهم النزق في لندن وباريس يعربدون ويسرسرون هناك باموال الفقراء المسروقة دون رقيب( انظر برنامج بصراحة الذي يقدمه عدنان الطائي بتاريخ3-7-2017 .؟ ..اذن هم يحكمون بلا وطن…ولا سيادة ولا قانون ،من هنا جاز لهم أحتلال وطن العراقيين …؟ .
فهل من يدعي الانتماء للوطن … من حقه ان يقبل التنازل عن ارض الوطن ، ومياهه وسمائه، ويؤيد الغاصبين … مقابل مالٍ او جاهٍ أو منصب….كما فعلت عصابات التفاوض مع المجاورين في وزارة خارجيتنا التي يديرها المتخلفون.. وكما فعل من وقع على عريضة من سمي خطئاَ بالمعارضين بأتهام الوطن بأمتلاكه لأسلحة الدمار الشامل كذبا وتجاوزا على حقوق المواطنين(172 اسما من الموقعين بما فيهم مرجعيات دين) لا..أبداً ؟ اذن أين الانتماء والاخلاص والشرف والتاريخ للموقعين ، أفتراءً على قسم اليمين ..؟ .فمن يخون وطنه لا شرف له..ولا قيم ولا أخلاق…فليسمع خونة التاريخ الذين باعوه بأرخص الأثمان دون ضمير…ولازالوا يهرولون خلف مكة المكرمة املا بغفران مزيف مبين..؟
فمكة لا تغفر للمذنبين ..
4
اما الوطنية :فهي التعلق العاطفي …والولاء لأمة محددة….هو مفهوم اخلاقي ملزم بالتعلق فيه بلا أنفكاك…لذا فالخيانة الوطنية … محرمة شرعا وقانون بنص قرآنيُ مكين..
يقول الحق :”يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون،الأنفال27.”وهم خانوا الله والوطن والأمانة وهم يعلمون ؟ اذن اين مفهوم الوطن عند هؤلاء المجرمون..؟ . يقول الحق : “ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب..وان الله لا يهدي كيد الخائنين،يوسف 52”. فهل مثل هؤلاء يعتمد عليهم في وطن ودين ..ولهم مرجعية يتبعونها..مخلصين ؟
من هنا يكمن واجب حب الوطن والآيمان به والدفاع عنه والذود عن حياضه…فالانحراف عن الوطنية والوطن ليس لها عقاب الا عقاب الله والقانون …؟
.لكن الذين أنهارت قيم الحياة المقدسة عندهم واشاعوا نظرية الفساد في الدولة بأعتبارها شطارة،سقطت قدسية النضال عنهم واصبحوا هم والمرجومون سواء بسواء في المعايير.
بكل صراحة وصدق أقول لهم، أنكم …تجهلون معرفة الانسان وواجباته بالتاريخ وأحوال البشر.. فقليلا من التفكير ،ان أصعب شيء على الانسان ان يعمل بلا تفكيرأمثال من رافقوا التغيير من أذلة العراقيين ..ففي السياسة والقانون ليس لديكم بعد نظر فعلام تحكمون؟ .
فالجواب لكم ايها المتربعون على عرش الحكم في باطل المنطقة الغبراء السجينة،ان تقرأوا ما قاله الامام علي(ع) -الذي به تدعون وهو بريء منكم – لمن نصحه بترك محراب مسجد الكوفة خوفا من القتل ،فرد الامام عليهم :ان من يحكم الناس عليه ان يكون بينهم ؟ ورغم المحنة والتدمير فلا زالوا يخططون كيف يحكمون ولا شيء اخر في فكرهم الا المنصب والمال وما ملكت أيمانهم بعد ان اصبح الانسان عندهم لا يساوي (نكلة) والا كيف قتل كرار والعيساوي بدم بارد ولم نسمع منهم غير التهريج ؟..فماذا لو كانوا أولادهم ؟
نحن لا ننصحهم لتقرير حقائق ثابتة لأنهم منها بريئون ،بل لفتح باب التفكير والمناقشة في اتجاه سليم ، لكي يضعكم باحث التاريخ في موضع البحث والأمل ، ليفي الباحث بالغاية التي من اجلها كتب ليقرأ القارىء صدق ما آوفى على الغاية مما كتب…؟
هذا ما كتبه العلماء بحق الصادقين ممن استلموا قيادة وطن..قالها (مونتسكيو) في كتابه روح القوانين ،وقالها ( كوندرسيه) في كتابه عن التقدم ومعناه ومغزاه للجماهير ، وقالها ( آرنولد
5
توينبي) في كتابه البشر وأمهم الأرض..،ولكن .. الم يقلها من قبلهم الأمام علي(ع) في نهج البلاغة وعمر(رض) في رسالة القضاء ..نحن بحاجة الى تغيير مناهج التدريس ..لا ان نبحث في الأختلافات وما سطره لنا فقهاء الدين من أفتراءاتهم الكاذبة المعروفة التي خلقت لنا كل هذه الهلمة من عناصر الفرقة والتخريب ؟ ان وعد القرآن للناس هو الوفاء به..فلماذا خان الوعد قادة التغييرفي العراق الظليم فخانوا الأمانة بما عاهدوا الله والوطن….عليه وأقسموا القسم واليمين ؟.اذن هم لا يعتقدون بأخلاق ولا دين ..؟
نحن بحاجة الى حُجة بالدليل…شعب العراق صدق لهم ووفا .. وقدم الابناء والمال..فأين هم من الوفاء ..للشعب والوطن..؟ هم الذين باعوا الموصل والانبار وصلاح الدين ، لذا هم عتموا ويعتمون على نتائج التحقيق ومجلس النواب الذي جاء بالمقسم الانتخابي المزيف والتعيين والتبديل بين من يحكمون يقف في المقدمة من اجل ان لا ينفضح كل الموقعين.. …انهم قوم مسرفون؟. قلها يا سليم الجبوري ان كنت مسلما ولا تدفن رأسك بالرمال ..فحساب الله اعسر من القانون .
البارحة مرت الذكرى السنوية لأكثر من 500 شهيد في الكرادة ولا احد منهم تفوه بحقهم بكلمة واحدة ولا زال ذوي الشهداء لم يعرفوا المصير..يلتجوؤن للسفارات للجوء وطلب الحماية..عار عليهم كبير.
لقد قالوا لنا قبل التدمير ..أننا نخطط لدولة جديدة لها قواعد تحكم سير البشر، لرفع معاناتهم ومظلوميتهم ممن يحكمون من البشر..وليس هذا وعدُ منا فقط ،بل نسعى الى وضع قواعد وقوانين تعرفنا جميعا بالطريق الصحيح الذي ينبغي على العراقيين ان يعرفوه لتساعدهم على بناء مجتمع انساني أكثرأمناً واستقرارا واكثر على توفير اسباب الرخاء وما يسمى بالسعادة للبشر…فماذا كانت النتيجة..؟ يعرفها الشعب العراقي الظليم .مغالطة فقهية وفلسفية وتاريخية عبروا فيها عن دناءة البشر…؟
…نعم أنهم هبطوا على سطح القمر،لكنهم ما قصدوا من هبوطهم الا أظهار أمتيازات لهم دون الشعب .
مع الأسف ..نحن ما كنا نهرول خلف رغيف الخبز وصناعة التنور ،بل كنا نهرول خلف سراب الاهرامات وناطحات السحاب،فبقينا نحن وآلوف البشر الذين يهرولون كل هذه السنين لننشأ مجدا للناكثين بالعهد واليمين من البشر.فكانت نتيجتنا ..هم المنعمون الراتعون بأموال
6
الناس بالباطل – قاتلهم الله- ، ونحن المعذبون بالكآبة وجفاف الطبع والندم ، ولم نعد بمنفعة لنا وللبشر.فأين الدين واليمين والصدق والوعد عند المؤمنين من القادة البشر..؟
وهل صحيح هؤلاء لهم اخلاق ودين البشر..؟
ليس لنا من طريق اليوم الا القلم..فهو أمضى من السيف في رقاب خونة الوطن …والثقافة.. بتوجهاتنا اليوم نفتح امام المواطن كل الأراء والنظريات فلسفة الزمن ليعرفوا كيف استطاع بعض المخلصين من الاجداد معرفة حقيقة الانسان والزمن..وأنتصروا على أبي رغال خائن مكة وابي لهب عدو الحق والعدل الآلهي…ولماذا عرفها الآوربي الذي يسمونه كافر..ولم يعرفها العربي الذي يسمونه مسلم مؤمن في هذا الزمن…؟ فمن هو المسلم الحقيقي اذن هم …أم نحن سراق الوطن ؟
وختاماً أقول أسأل الله العلي القدير..ان ينفع ناس الوطن بهذا الخطاب لهم..والعراق يتحرر من داعش الأجرام الذي هم جاؤا به للوطن.. ليكرمونا الأبطال بكرم أخلاقهم..ليعفوا عنا ،ولا قصد لنا ، الا ما كنا نسعى اليه من خدمة الكلمة وأهلها والوطن بعد ان بلغنا الثمانين ولا أمل ..الا العفو من الله على الندم .
وهو سبحانه على كل خير مستعان..