22 ديسمبر، 2024 8:07 م

الوهابية تسعى لمحو الذاكرة ألآسلامية وألآنسانية ” هدم قبور البقيع مثالا “

الوهابية تسعى لمحو الذاكرة ألآسلامية وألآنسانية ” هدم قبور البقيع مثالا “

” وأذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا وأتخذوا من مقام أبراهيم مصلى وعهدنا الى أبراهيم وأسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود ” – البقرة – 125-
” وقال لهم نبيهم أن أية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك أل موسى وأل هارون تحمله الملائكة أن في ذلك لآية لكم أن كنتم مؤمنين ” – لبقرة – 248-
” أذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين ” – يوسف – 93- ” فلما جاء البشير القاه على وجهه فأرتد بصيرا قال ألم أقل لكم أني أعلم من الله ما لاتعلمون ” – يوسف – 96-
أن قيام الوهابين بهدم قبور البقيع عام 1220 هجرية , ثم قيامهم بمحاولة هدم ونهب أضرحة ألآئمة ألآطهار “ع” في النجف ألآشرف وكربلاء المقدسة عام 1246 هجرية , ثم قيامهم بالهدم الثاني لقبور البقيع في ” 8″ شوال عام 1344 هجرية , وقبور البقيع تضم قبر فاطمة الزهراء البتول بنت رسول الله “ص” وقبر أبراهيم أبن النبي “ص” وقبر حليمة السعدية , وقبر فاطمة بنت أسد والدة ألآمام علي “ع” وقبر ألآمام الحسن “ع” وقبر ألآمام علي بن الحسين ” “ع” وقبر ألآمام محمد الباقر “ع” وقبر ألآمام جعفر الصادق “ع” وقبر أسماعيل بن ألآمام الصادق “ع” , وكذلك هدموا قبر حمزة بن عبد المطلب عم النبي “ص” الذي أستشهد في معركة أحد , ولم يكتف أل سعود بذلك , وأنما قاموا بتغيير كل معالم مكة التي تضم البيت الذي ولد فيه الرسول “ص” وبيت أبي طالب ” رض” وبيت خديجة زوجة النبي “ص” وأم فاطمة الزهراء “ع” وهذا السعي المحموم من قبل الوهابيون بقسميهم أل الشيخ ومنهم المفتين للوهابية وأل سعود الذين يتبعون الوهابية بدون علم ولكن بعصبية جاهلية لاتعرف معنى المقدس وماهي المقدسات في ألآسلام , وأنما عرفوا ثقافة أبن تيمية التي أسست للعنف وهو صاحب مقولة ” عليهم السيف المسلول الى يوم القيامة ” والمقصود بعليهم ” الشيعة ” والذين يسميهم أبن تيمية بالرافضة في كتابه ” منهاج السنة النبوية في الرد على القدرية والشيعة الرافضة ” والذي قامت المملكة السعودية بطبع هذا الكتاب ونشره والترويج له , وعن أبن تيمية في فتواه بعدم شد الرحال لزيارة قبر الرسول “ص” التي تسمى بالفتوى الحموية وبهدم القبور والتي أحدثت في وقتها فتنة كبيرة في بلاد الشام ومصر , نعم عن أبن تيمية أخذ محمد بن عبد الوهاب وهو من نجد أخذ بفتوى أبن تيمية بهدم القبور , مستندين الى رواية موضوعة تقول ” لعن الله قوما أتخذوا قبور أنبيائهم مساجدا ” وهذه الرواية الموضوعة أيام العصر ألآموي مع وضوح الوضع فيها وما يصدق وضعها أنها تتعارض مع النص القرأني كما في ألآية ” 125″و”248″ من سورة البقرة المباركة والتي تنص على أتخاذ مقام أبراهيم مصلى , وعلى أتخاذ التابوت الذي فيه سكينة من الله ومما ترك أل موسى وأل هارون , والتابوت هو الصندوق الذي وضع فيه موسى عند ولادته في البحر , ومحاولة الوهابيين ألغاء كل صور التبرك بالمقامات المقدسة , وهذا ألآلغاء يتعارض مع نصوص ألآيات المباركة ” 93″ و” 96″ من سورة يوسف , والمتأمل بنتائج هذا ألآلغاء يجده سعيا مكشوفا لآلغاء ومحو الذاكرة ألآسلامية , وهذا ألآلغاء هو عمل عدواني ضد ألآسلام وضد مقدسات النصارى وضد ألآنسانية بشكل عام , أن نبش القبور كما حدث لقبر الصحابي حجر بن عدي الكندي في ضواحي دمشق من قبل عصابات داعش , وهدم ضريح النبي يونس وبقية أضرحة ألآنبياء في الموصل هو عمل عدواني لا أخلاقي , وهدم كنائس النصارى هو عمل ضد عهد الرسول محمد “ص” في حماية الكنائس وعدم التجاوز عليها , كذلك هدم ونهب متحف الموصل والمسجد ألآموي في حلب ونهب مكتبته وحرق مسجده , كل هذه ألآعمال هي ضد المقدسات وضد ألآنسانية , وألآعتداء على نساء المسيحيين وألآيزيدين بألآغتصاب وقتل الرجال وألآطفال وتدمير منازلهم وممتلكاتهم كما حدث لقرية ” كوجو ” ألآيزيدية في ضواحي الموصل , وكما حدث لمنازل وممتلكات الشيعة في قضاء تلعفر , وناحية أمرلي , وقرية البشير في كركوك , كل هذه ألآعمال هي أفعال همجية بربرية عدائية لاتنتمي لآي شريعة سماوية ولا لآي منهج وضعي تعارف عليه بعض الناس في ظرف ما ؟ وهي خلاف لمنهج الرسول محمد “ص” أنما بعثت للآسود وألآبيض وهي ترجمة لقوله تعالى ” أنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن أهتدى فلنفسه ومن ضل فأنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل ” – الزمر – 41- وهذا السلوك ألآجرامي العدائي للناس يخالف القاعدة التي وضعها ألآمام علي “ع” الذي أعترفت به ألآمم المتحدة عام 2001 م بأنه أعدل حاكم ظهر في التاريخ حيث يقول : ” ألآنسان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ” .
أن ألغاء الذاكرة عمل عدائي لآنسانية ألآنسان الذي منحه الله عقلا يميز به المكان والزمان والصحبة , فهو ينشد لهذا الثلاثي الذي يشكل فهرست حياته من حب وسعادة ولقاء وفراق , فألآشخاص وألآبنية كلها شواهد يرتبط بها ألآنسان بذكريات لايعصي فيها ربه , ولذلك قال تعالى ” ألهاكم التكاثر-1- حتى زرتم المقابر ” – 1-2- التكاثر – أي شغلتكم ألآموال وألآولاد عن ذكر الله حتى أدرككم الموت ؟ وقال الشاعر :
لولا الحياء لهاجني أستعبار …. ولزرت قبرك والحبيب يزار ” وهذا البيت الشعري يرمز للذكرى التي يرتبط بها الناس مع من يحبون , سواء كان المحبوب أنسانا , أو مخلوقا من المخلوقات التي تعيش مع ألآنسان , أو مكانا مثل المنزل أو البستان أو الحديقة حيث قال تعالى ” حدائق ذات بهجة ” و” حدائق غلبا “- عبس – 30- وغلبا : أي أشجار غليظة , وعن المنزل وذكرياته قال الشاعر :
كم منزل في ألآرض يألفه الفتى … وحنينه أبدا لآول منزل
أن محاولات محو الذاكرة كما يفعل أل سعود في منازل ومشاهد مكة المكرمة , والمدينة المنورة , وكما يفعل الدواعش في سورية والعراق واليمن وليبيا وتونس والجزائر وباكستان وأفغانستان وبعض البلدان ألآفريقية من هدم ألآضرحة والمساجد والكنائس والمستشفيات والمدارس والجامعات وتخريب السدود وأبار النفط والمصافي ومحطات الماء , ولم يكتفوا بكل ذلك حتى راحوا يحرقوا ضحاياها وهم أحياء بالنار كما فعل نمرود بأبراهيم النبي “ع” وعمدوا الى وضع ضحاياهم وهم أحياء في أقفاص ويغرقونهم بالماء وهم أحياء , وأخر بدعهم ألآجرامية قيامهم بدهس الناس المارة في الشوارع كما يحدث ألآن في أوربا وأمريكا ؟ مما يعني أن ألآرهابيين التكفيريين الذين أحتضنهم أل سعود لم يكتفوا بقتل الذاكرة وأنما عمدوا لقتل ألآنسان والمكان وقتل الوجدان وهو ألآمر الذي لم يسبقهم اليه أحد من طغاة وبرابرة العالم – لذا على الدول جميعها تقع مسئولية القضاء على هذه المجاميع التي أنسلخت من أدميتها وتحولت الى وحوش ضارية لاتشبع من لحم ولا من دم , وأن لايعتبروا محاولات أل سعود وعربان الخليج التملص من جرائم ألآرهابيين بأختصارها بدولة قطر فقط , فقطر والسعودية وألآمارات والبحرين وتركيا أوردغان وملك ألآردن وأسرائيل وأمريكا وفرنسا وبريطانيا كلهم ضالعين بتنمية عصابات ألآرهاب التكفيرية كوسيلة لتحقيق مصالحهم –