18 ديسمبر، 2024 11:52 م

بعض الدول إرتضت القيام بدور البقرة الحلوب , فالقابضون على مصيرها يحلبونها نفطا , وثرواتها النفطية الراقدة في بنوكهم يتم مصادرتها بذرائع شتى , وهي مذعنة للحلب الجشع الشديد.
نعم إنهم يحلبون , وبقرتهم الحلوب تأبي أن تتفاعل مع أمتها , ولا تساهم في القضاء على أسباب القهر بالحرمان من الحاجات , وما فكرت بإستثمارات ذات قيمة إقتصادية في بلدان المنطقة , المحكومة بالبطالة والعوز والفقر المدقع.
يحلبون , والبقرة مذعنة وما جنته من ثروات النفط تحوّل إلى بارود , يحترق به أبناء هذا البلد العربي أو ذاك , وما يأتيها من النفط تأخذه القوة , التي تريد إستعماله وتحرير إقتصادها به من السقوط القريب.
إنها لعبة مروّعة , تنهرس فيها أمة ذات ثروات حولتها , لطيش أولياء أمورها , إلى نقمة وسلاح ضدها , يستخدمه مَن يريد توظيف طاقاتها وثرواتها للنيل العنيف منها.
وكلما دارت الساعة , وتبدلت عقاربها , تبدأ مسيرة حلب جديدة بآلات قادرة على تجفيف الأضرع , وطرح البقرة في مجزرة الويلات والحصيد.
وهكذا تجدنا أمام حلاّبة نشطين مدججين بآلات مص الأضرع وسلب العروق مما فيها , حتى ستعاني البقرة من الجفاف , الذي سيفقدها حكمتها ويشوش وعيها , فتتخبط كالمصروعة في حظائر المصير.
أيتها البقرة , هل بقي في ضرعك حثالة حليب؟!
أم أن اللعبة الجديدة تقضي بنحرك وتقاسم أشلاءك , بعد أن إنتفت الحاجة للحلب بوسائله القديمة , التي فرضها القرن العشرون؟
فالقرن الحادي والعشرون ما عاد يقنع بحلب قليل , إنه يريد جميع مدرار الضروع , وإن توقفت البقرة عن إعطاء الحليب , فنحرها واجب ومن ضرورات الإستثمار الجديد.
أيتها البقرة , لماذا لم يتمتع أبناء أمتك بحليبك؟
لماذا تناحرتي مع ذوي القربى , وتعاونتي مع الطامعين بالأمة؟
أيتها البقرة الحلوب , إنها مأساة فأرة في أحضان قطٍ يداعبها حتى الموت!!
د-صادق السامرائي