22 نوفمبر، 2024 12:24 م
Search
Close this search box.

الوطنية مدرسة إبتدائية!!

الوطنية مدرسة إبتدائية!!

أنظمة الحكم الوطنية لا تحتاج إلى براهين وحجج وأدلة معقدة لتأكيد وطنيتها.
إنها وطنية عندما تكون المدارس الإبتدائية في البلاد معاصرة وتضاهي أرقى البنايات , لأنها بودقات المستقبل الوطني .
فلا نحتاج من الحكومات إلى خطابات رنانة وإدعاءات كاذبة , نريد أن نلقي نظرة على المدارس الإبتدائية , ومن خلالها يمكن القول أن نظام الحكم وطني أو غير وطني , أي تابع للآخرين ويخدم مصالحهم ولا يعنيه الوطن ومَن فيه.
إن أبشع سلوكيات أنظمة الحكم في أي بلد إهمالها المدارس الإبتدائية , فكلما تطورت هذه المدارس إرتفعت أسهم وطنية نظام الحكم , وإن تردت فأسهمه الوطنية تهبط , فالعلاقة طردية ومتوافقة مع نسبة الإرادة الوطنية.
نظام الحكم الذي يوفر للأطفال أزرى أماكن التعليم , يحرمهم من تذوق طعم العزة والكرامة وحب الوطن منذ الصغر , فلا يعتب عليهم إذا ساء سلوكهم عند الكبر.
كل منا يتذكر مدرسته الإبتدائية بتفاصيلها , وما دار فيها من نشاطات وتطلعات وتفاعلات معرفية وسلوكية , فهي التي رسمت خارطة وجوده فيما بعد , ومنحته الأدوات اللازمة لبناء مشروعه في الحياة.
وكلما كانت المدرسة الإبتدائية زاهية معاصرة العمران , وفيها ما يساهم بالتهذيب والتأديب , وتنشيط العقول وتقرير سلامة النفوس , إنطلق منها جيل جديد لصناعة الحياة الأفضل.
“التعلم في الصغر كالنقش في الحجر” هذا ما صرّح به أجدادنا , وتوارثته الأجيال , لكننا تناسيناه , ورحنا نؤكد على ضرورة الجهل في الصغر , وحشو الناشئين بالمشاعر السلبية والتفاعلات الإستنزافية الخائبة , التي تبدد طاقاتهم , وتصادر تطلعاتهم , وتشحنهم باليأس والبؤس والقنوط , لأنهم يتعلمون الحرمان والإمتهان , والذل والهوان , وعدم إحترام الإنسان؟
فهل هذه رسالة “إقرأ”؟!!

أحدث المقالات