بتواضع القديسين اعلن السيد هوشيار زيباري بانه اصبح (مواطنا عاديا) بعد ان ( خدم ) العراق الجديد ثلاثة عشر عاما ، ويقينا لو عرف السيد زيباري ان الحج الى طهران سيبقيه في منصبه مثلما ابقى سليم الجبوري لما تردد فهو يعلم ان علاقة خاله مسعود برزاني بايران في افضل حالاتها متأزمة ومازاد من الطين بلة ان الوزارة التي يقودها خاوية على عروشها لاتستطيع سداد حتى مستحقات الغاز الايراني وبالكاد تكفي شراء الشاي والقهوة عندما يزوره السفير (فر) . على العموم السيد زيباري يعترف بصورة غير مباشرة و بتواضع ايضا ان الذين خدموا بالعراق الجديد (قند) بعد ٢٠٠٣بمناصب رفيعة هم مواطنون ( غير عاديون- سوبر مواطن) لهذا يطلق عليهم اصحاب ( الفخامة ،والدولة ، والسعادة ، والسيادة ) فمثلا حينما يرتدي العراقي (العادي) ملابسه الداخلية ويناول دواءه وغذاءة ويقرأ عبارة ( صنع او انتج بالعراق ) يتذكر جهود ( المواطن الغير العادي ) ضخامة الرئيس جلال طلباني في تحقيق الاكتفاء الذاتي للحاجات الاساسية للمواطن العراقي . وحينما يرى المواطن العراقي (العادي ) قوة و نزاهة القضاء يتذكر جهود المواطن (الغير العادي ) بولة رئيس الوزراء السابق المالكي بترسيخ العدالة والمساوات بالمجتمع العراقي . وحينما يرى المواطن (العادي) اجهزته الامنية القوية التي سحقت داعش منتصف عام ٢٠١٤ سيتذكر جهود المواطنون (الغير العاديون ) اصحاب السخافة ( حازم الشعلان – عبد القادر العبيدي – جواد الهنكاري – عدنان سرنجة – فاروق العزي او الاعرجي ) ببناء المؤسسة العسكرية . وحينما يرى المواطن العراقي ( العادي ) المصافي النفطية العملاقة التي شيدت بعد ٢٠٠٣ وانجازات الشركات النفطية العراقية بالاستخراج والانتاج والتسويق وتشغيل عشرات الالاف من العراقيين بالقطاع النفطي كمهندسين وفنيين وعمال سيتذكر حتما جهود العراقيين (الغير العاديين ) من اولاد واحفاد المراجع العظام دامت ظلالهم الوارثة من امثال اصحاب السعادة ( ابراهيم بحر العلوم وحسين الشهرستاني) ..
كل هذه وغيرها من الكوارث الكثيرة قاموا بها مواطنون (غير عاديون ) خدموا العراق الجديد بعد ٢٠٠٣ واحيلوا بعدها على التقاعد و المعاشات المليونية اضافة الى ماادخروه ممارزقهم الله من ملايين الدولارات اهديت لهم من الكوميشونات والعقود الوهمية ليصبحوا بعدها مواطنون ( عاديون ) يمشون بشوارع بغداد والنجف وكربلاء والبصرة ودهوك بلاحماية . ويغلقون ابواب بيوتهم قبل الثامنة مساءاخوفا من المجرمين والصوص ، وكل راتبهم يذهب للأيجار، ولايملكون المال لشراء الكتب لاولادهم من السوق السوداء او دفع تكاليف الدروس الخصوصية ، وتغرق بيوتهم بمياه الامطار، والزبالة تتكدس في احياءهم، وياكلهم مرض الضغط والسكري لعدم قدرتهم على تكاليف الفحوصات الطبية الدورية ،واولادهم عاطلون عن العمل او يتظاهرون بالسليمانية للحصول على رواتبهم المتاخرة ،وبناتهم عوانس و مطلقات ، وبعضهم مشرد بالمخيمات اوتحت رحمة الداعش ، ويحلمون بالحصول على جنسية اجنبية تنقذهم من الجحيم الذي يعيشون فيه او يحلمون ان يصبحوا (مواطنين غير عاديين ) مثل السيد زيباري حتى يلعبوا بملايين الدولارات التي تنتشلهم من الفقر وتأمن مستقبل اولادهم انهم يعانون من كل هذا واكثر لانهم اصبحوا (مواطنين عاديين ) كما ينكت السيد زيباري ؟!!