الوثن: تمثال يُعبد سواء كان من أي مادة مصنوع , والصنم ما يُعبد للتقرب إلى الله.
الوثنية إستعداد نفسي متوارث , قائمة في الأجناس البشرية منذ الأزل , ومن الصعب الإنتصار عليها والتحرر من أسرها.
وهي نظام معتقدات ديني يتجسد في الأصنام والرموز المادية , وأشكالها متعددة , وكانت متسيدة قبل الديانات السماوية.
ولا يعني تحطيم رموزها إقتلاعها من الأعماق , فالوثنية تواصلت وتجسدت بآليات متنوعة.
وفي الواقع تحولت الكراسي إلى أوثان , فالجالس عليها يكون معبودا بشتى الأساليب , ويتحقق دفعه إلى التفرد بالقوة والسلطة , وتأمين الطاعة المطلقة له , وتجاوز حدود البشر , وصار الجالس على الكرسي مقدسا ويحكم بأمر الله , وتخنع له الرقاب وأمره مطاع مستجاب.
وهذا السلوك عهدته البشرية منذ بدايات التكونات الإجتماعية , وفيحضارات وادي الرافدين والنيل , فكان الحاكم إله , أو إبن إله , أو ما يماثلها , وتطورت الفكرة وتجسدت في الديانات التي ثارت على التوهم بتأليه البشر , فحررت الإله من قبضة مخلوقاته.
لكن الأمر لم يتوقف , فهناك المجتمعات الوثنية المعاصرة , التي تتخذ من الأشياء الحية والجامدة معبودات , وتذعن لإرادتها المتصورة.
وفي بعص مجتمعاتنا تحققت الوثنية الجارفة , فصارت بعضالرموز أوثانا يتعبد في ظلالها الناس الذين يحسبون أنفسهم من الجاهلين , وتجدهم بها يتبركون ويقلدونها ويتبعونها , فعطلت عقولهم وألهبت نفوسهم بالتصورات والأمنيات الغيبية , المسلحة بالترغيب والترهيب الرهيب , حتى صارت أقوالهم فوق الدستور والقانون!!
فالوثنية التي حاربتها العقائد السماوية , إلتفت عليها وحققت إنتصارها ودامت فاعلة في الأجيال!!
و”الكتب والرسل والأديان قاطبة…خزائن الحكمة الكبرى لواعيها”!!
و” مَن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات , ومَن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت”