عندما تصل المجتمعات إلى قيعان الرذيلة , فأن الموصوف يهب صفته , ويكون الرذيل فعل مصان مكشوف , ومحفوف بالمعززات والمسوغات والمحفزات.
فالفاسد يتهم غيره بالفساد!!
والخائن يتهم الآخرين بالخيانة!!
والسارق يدّعي بأن هذا وذاك هم السراق!!
والأتباع المنفذون لأجندات أولياء أمورهم يتحدثون عن الوطنية والسيادة والعزة والكرامة!!
فالحابل نابل والنابل حابل وهلم جرا!!
و”بين حانة ومانة ضاعت لحانا”!!
و ” إن لم تستحِ فافعل ما شئت”!!
وهل ينفع الكلام , والفعل ضرام , والقوة إمام , والطأطأة وئام , وسفك دماء الأبرياء من ضرورات الأمن والسلام؟!!
دولة كهيكل عظمي , أو كالعهن المنفوش , والعصف المأكول , وحولها دويلات ذات محاور وإمدادات , وقدرات إقليمية وعالمية , وإلهية , مؤزرة بالفتاوى التجارية , والدعايات التخنيعية , لبناء حظائر القطيع.
وذئاب مذؤوبة , وكلاب مكلوبة , وضباع تتضاحك وتتجمع حول فرائس منكوبة , وعمائم ولحى من بعضها مرعوبة , ولغيرها مجذوبة.
فعن أي إصلاح ونزاهة تتحدثون؟
فالكلام هراء , والفعل داء ودواء , وكل من عليها بلاء , وتبقى الأوطان ويندحر الدخلاء , وتلك إرادة التأريخ , فلتسقط الأهواء!