غابت الهوية الوطنية العراقية بغياب المباديء والقيم والارتباط الصميمي والمصيري بالوطن ارضا وشعبا وسيادة وتفشت الفوضى وعم الفساد وانتشرت ثقافة الأحزاب المتعددة الاتجاهات وافكارها المتشظية وساد الأتجار بالدين والمذهب والارتباطات الخارجية وطيلة سبعة عشر عاماً من عمر الأحتلال والأختلال الذي اصاب بنية الدولة العراقية بكل مفاصلها من جراء الاجراءات اللامسوؤلة من قبل سلطة الاحتلال وأدارة برايمر المشبوهة للحكومات العميلة التابعة له ولدولة الاحتلال والقرارات الجائرة بحق السيادة منها حل الجيش العراقي الباسل وطرد رموزه وقادته والاجتثاثات المتكررة التي كانت الشماعة التي يعلقون عليها قراراتهم الجائرة بعناوين مخالفيهم في العقيدة أوالدين والقومية أومن خلال تطبيقات الاحزاب الانتهازية والكتل المتصارعة على السلطة وعبرها تطعن الوطنية الحقيقية ..
اجل غابت الوطنية الصادقة وغامت الافكاروالثقافات التي تدعولتأسيس هوية عراقية تتوحد بها كل المكونات صغيرها وكبيرها وتشملها بالسيادة والكرامة والمصالح المشتركة وكل مايمت بصلة الأنتماء الحقيقي الصادق ليجسد الهوية العراقية الوطنية بعيدا عن مزايدات الاحزاب الانتهازية والكتل التي ذات الاصوات العالية وهي تحتويها طائفياً …وما الى ذلك من سوء …..
فظلت طيلة سنوات الاحتلال وبقيت سبعة عشر عاماً غائبة ضائعة حائرة بين مروجي الطائفية السياسية وادعاءات المذهبية الكاذبة والمناطقية والعشائرية والادعاءات الكاذبة وصراخ المظلومية ونباح الابواق الحاقدة بمرجعياتها التي لاعلاقة لها بالوطن وتنادي بنصرتها وتعلن ارتباطها الجذري الصميمي بتلك الدول التي ترتبط بمليشيات ممونة منها وتتحرك بأمرتها وتعليمات قادتها ولا علاقة لها بالقائد العام للقوات المسلحة وسيادة الوطن فأيديولوجيتها الدينية الطائفية تفرض عليها اتخاذ الموقف المناسب للظرف الذي تعيشه معها ….
والاحزاب بتعددها وتنوع خطاباتها وايديولوجياتها وامتلاكها المال والأعلام والسلاح تحاصر القيم الوطنية الصادقة وهي ((الاحزاب )) بتصرفاتها الانتهازية وتعاملاتها اللاوطنية لا تهمها مصلحة الوطن وتوحيد قواه الوطنية تحت خيمة السيادة وحمل الهوية الوطنية التي يعلوها اسم العراق وتفخر بأنتمائها لحضارته وتاريخه ومصالحها المشتركة …
وللاٍسف نظامنا السياسي الحالي خلال سبعة عشر عاما كرس الواقع الطائفي والمناخ العنصري بكل اشكاله وتعدد احزابه التي تجاوزت المئتين وعبر تطبيقات حكوماته المتتابعة بأتباعها وفرضها للمحاصصة السيئة التي توزع المناصب العليا للدولة بينها على شكل مغانم تتوزع على الكتل الفائزة بالأنتخابات المزورة بكل طرق التزوير والتبرير وبمال الشعب المسكين …كيف يمكن للوطنية العراقية من الصمود واضهار انتمائها والتعبير عن ارادتها وبزوغ الهوية الوطنية العراقية خلال هذا الركام من الفوضى السياسية وعبر هذا الصخب والاصوات العالية …..
وهاهي تظهر واضحة صارخة كالشمس خلال ساحات التظاهر والاعتصام …هؤلاء الشباب الواعي المؤمن بسيادة الوطن وتطلعه لبناء مستقبل اجياله القادمة عندما اعلنوها صراحة بوجه الفاسدين وسراق المال العام والمتسترين بالدين والمدعين بالحرية وحقوق الانسان الذين نهبوا ثروات العراق وعائدات نفطه وخيراته ….وهم يطالبون بالأصلاح والتغيير والعدالة الاجتماعية وبناء دولة المؤسسات واصدار الهوية الوطنية العراقية ببصمتهم الثابته وهم ينادون في الساحات نازل اخذ حقي ….واريد الوطن …….
……..