23 ديسمبر، 2024 4:17 م

“الهزيمة ثلثين المراجل”!!

“الهزيمة ثلثين المراجل”!!

مَثل معروف , وبموجبه تكون الهزيمة نصرا , والمواجهة غدرا وحماقة وسذاجة.
ويبدو أنه فاعل في أنظمة حكم بعض الدول التي صارت تحسب الهزائم إنتصارات , وتفاعلات ذات قيمة وطنية , فهي لا تنهزم , لأن هزائمها المتوالية إنتصارات خالدة في عرفها , ومفردة هزيمة تستعيض عنها بكلمات مثل نكسة , نكبة , التي تضلل الأجيال , وتجعلهم يرون الهزائم المتكررة شيئا آخر.
وفي زمننا المعاصر يتحقق ترجمة المَثل والتعبير عنه بأساليب خداعية , تبدو وكأن السلوك فيه تحدي وإصرار على المواجشهة والنيل من الآخر , والواقع يشير إلى منطق الهزيمة , لأن فيها السلامة والنجاة من الضرر الفادح الذي سيصيبهم , لو ثبتوا ووثبوا إلى ميادين الحرب بشجاعة الأبطال الذين يعرفون القتال.
والواقع العقلاني يؤكد أن الحروب لا تصنع نصرا , لأن التفوق التكنولوجي المتبادل سيتسبب بدمارات مروعة , لما تمتلكه الأسلحة الحديثة من طاقات إنفجارية هائلة.
ومن الأصلح للمجتمعات الغير مؤهلة تكنولوجيا , ولا تضاهي بقدراتها التسليحية أعداءها , أن تضع المثل شعارا لها , وتسير على هداه , حتى تكون قادرة على التحدي المكين.
ومن الأمثال الشائعة ” تمسكن وتمكن” , والمَسكنة ربما لها علاقة بالهزيمة , لأنها تمنح الوقت لإكتساب القوة والقدرة على فرض الإرادة , والوصول إلى الأهداف المطلوبة.
والعجيب أن بعض المجتمعات من السهل الضحك عليها وإستلابها , وتسخيرها لتأمين مصالح الطامعين فيها , وما أكثر المؤهلين لمعاونتهم , والعدوان على المواطنين , ولهذا فالقوى تستخدم أبناء الدول لتحقيق مآربها بهم , وتحويلهم إلى عناصر حراسة لمصالحها , وهم في غيهم وغفلتهم سادرين.
المنهزمون كالأخطبوط , لهم أذرعهم الممتدة في أصقاع المنطقة , وتتحرك بموجب ما يؤمَرون , والمنهزم يتنكر لأفعالهم , ويندس في مكانه , وكأنه يغازل فريسته حتى يوقع بها , ويحسب النصر خدعة , والهزيمة نصرا , وأتباعه على مواطنيهم يتأسدون!!
فأين المرجلة؟
وما هي في عرفهم؟
ولماذا بعض أبناء المجتمعات يستلطفون دور المُسخَّرين؟!!
د-صادق السامرائي